رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قمة مصرية فلسطينية أردنية فى العلمين الجديدة

قمة مصرية فلسطينية
قمة مصرية فلسطينية أردنية

تستضيف مدينة العلمين، خلال ساعات، قمة ثلاثية للرئيس عبدالفتاح السيسى، ونظيريه الفلسطينى محمود عباس، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، لبحث آخر المستجدات فى المنطقة، حيث سيبحث الزعماء الثلاثة عددًا من القضايا على المستويات العربية والإقليمية والدولية.

وفى يوليو الماضى، استضافت مصر اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية برئاسة الرئيس الفلسطينى، بهدف بحث التطورات الفلسطينية، وسبل استعادة الوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام. واجتمع الرئيس السيسى، آنذاك، مع نظيره الفلسطينى، فى مدينة العلمين الجديدة، وناقش الرئيسان عددًا من القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات فى القضية الفلسطينية.

تأتى القمة تجسيدًا للتشاور والتعاون الدائم والمستمر تجاه القضايا المتعددة على المستويات العربية والإقليمية والدولية، ولتوحيد الرؤى للتعامل مع التحركات السياسية والإقليمية والدولية. 

ويبحث القادة الثلاثة آخر مستجدات القضية الفلسطينية وتنسيق المواقف لحشد الدعم الدولى لإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى، وإنجاز حقوقه الوطنية المشروعة فى الحرية والاستقلال، وإقامة دولته وعاصمتها القدس الشرقية.

ورأى خبراء أن القمة الثلاثية بين قادة مصر والأردن وفلسطين تستهدف تقديم الدعم للقضية الفلسطينية فى وقت دقيق. وقال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن القمة الثلاثية المصرية الفلسطينية الأردنية فى مدينة العلمين تأتى فى توقيت مهم وخطير، فى ظل حكومة يمينية متطرفة فى إسرائيل ترفض الوجود الفلسطينى، وتضع خطة إنهاء المشروع الوطنى الفلسطينى، و«هذا يتطلب صلابة الموقف الفلسطينى ودعمًا عربيًا»، خاصة أن الأردن مشرف على المقدسات الإسلامية فى مدينة القدس التى تتعرض لعملية تهويد متسارعة، واقتحامات يومية من المتطرفين اليهود.

وأضاف «الرقب»، لـ«الدستور»: «القمة ستركز على آلية توحيد الصف الفلسطينى، والتشاور من أجل التحرك على الصعيدين الأمريكى والدولى لكبح جماح حكومة اليمين المتطرف، خاصة أنه فى العام الحالى جرى عقد لقاءين سابقين بمشاركة الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلى فى مدينتىّ العقبة وشرم الشيخ، والاحتلال الإسرائيلى لم يلتزم بمخرجات هذه اللقاءات، إضافة لوضع رؤية كمحاولة عربية لتحريك العملية السياسية».

ولفت إلى وجود تباين بين حركتىّ فتح وحماس فى عدة ملفات، أهمها السلاح والبرنامج السياسى الفلسطينى، و«بالطبع هذه القمة ستمثل دعمًا للقضية الفلسطينية، وستتحرك القاهرة للوصول لحل وسط فى إنهاء أزمة الخلافات الفلسطينية الفلسطينية، وقد تكون حكومة التكنوقراط هى الحل والانتخابات برعاية أردنية مصرية، وإضافة لتحرك ومبادرة من الزعماء الثلاثة لتحريك العملية السياسية».

من جهته، قال المحلل السياسى الأردنى عامر السبايلة، إن توقيت القمة المصرية الأردنية الفلسطينية فى العلمين، مهم جدًا.

وأضاف «السبايلة»: «التنسيق مستمر بين مصر والأردن، وهناك قلق من حدوث فوضى فى الضفة الغربية، لذا لا بد من إيجاد سيناريوهات بديلة للتعامل مع أى تطورات فى المشهد».

وأوضح: «أبرز الملفات التى ستركز عليها قمة العلمين هى التنسيق الأمنى وضرورة ترتيب الملف الفلسطينى على المستوى العربى والسيطرة على أى خطر مقبل»، مؤكدًا: «هذه الدول ترى أن وضع سيناريو بديل واضح، قد يكون أفضل الحلول».

وأشار إلى أن هذه القمة- بلا شك- تأتى فى إطار استكمال جهود التعاون العربى خلال الفترات الماضية، وهى فى تماس مباشر مع القضية الفلسطينية، وتفترض ضرورة وجود خطة واضحة متوافق عليها من أجل تحقيق السلم الداخلى فى الضفة الغربية.

وأكد: «لا بد من السيطرة على نقاط الخطر ورسم سيناريو سياسى واضح على المستوى الفلسطينى».

وقال إياد المجالى، الباحث، أستاذ العلاقات الدولية فى جامعة مؤتة الأردنية، إن التطورات التى تعيشها المدن الفلسطينية وتشابك الملفات بين الفصائل الفلسطينية، جعلت من القمة المصرية الأردنية الفلسطينية فى العلمين محاولة دبلوماسية بادرت لها قيادات مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، لبحث سبل التوصل إلى توافق حول معالجة تطور الأوضاع المعيشية الصعبة فى قطاع غزة. 

وأضاف «المجالى»: «قوات الكيان الصهيونى تزيد من الممارسات الاستيطانية ومن معاناة الفلسطينيين، وتتوالى القرارات التعسفية بحق أبناء المخيمات الفلسطينية وقطاع غزة».

وتابع: «قمة العلمين ستوفر مسارًا سياسيًا يدعم حالة التوافق بين الفصائل الفلسطينية، ويضمن العودة إلى مشروع وطنى شامل تتوافق عليه كل الفصائل». 

وقال الخبير الأردنى إن أبرز الملفات التى أدرجت فى جدول أعمال القمة، هى: نتائج اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، التى جاءت بعد سلسلة لقاءات دعمتها القيادة السياسية المصرية، بالتزامن مع تردى الأوضاع المعيشية والسياسية لأبناء غزة وجنين.

وأوضح أن جدول أعمال قمة العلمين سيبحث تفعيل كل السبل التى تؤدى إلى اتفاق حول نقاط الخلاف واستكمال الجهود الدبلوماسية الداعمة للتوافق بين الفصائل الفلسطينية.

من جهته، أعرب سفير فلسطين بالقاهرة، دياب اللوح، عن شكره جهود الشقيقة الكبرى مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، لاستضافة هذه القمة، ومساعيها المقدرة لدعم الشعب الفلسطينى، ونصرة قضيته العادلة على درب الحرية والاستقلال.

وأشار إلى تقدير فلسطين، قيادة وشعبًا، الجهود الحثيثة التى تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة الملك عبدالله الثانى دفاعًا عن القدس ومقدساتها.