رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف: أداء الفرائض وأكل الحلال أهم مفاتيح باب الولاية

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف

ألقى الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، خطبة الجمعة بمسجد الإمام الشافعي -رحمه الله- بالقاهرة، تحت عنوان: "اسم الله الولي"، بحضور الدكتور خالد صلاح الدين، مدير مديرية أوقاف القاهرة، والشيخ جمال إسماعيل، مدير إدارة أوقاف جنوب القاهرة، والشيخ علاء الدين سليمان، مفتش بإدارة أوقاف جنوب القاهرة، والشيخ فودة السيد أحمد فودة، إمام وخطيب المسجد، وجمع غفير من رواد المسجد.

وفي خطبته، أكد  الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن ولينا هو الله -عز وجل- فنعم الوليُّ ، وكفي بالله وليًّا وكفي بالله نصيرًا، هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير، هو يطعمنا، ويسقينا، ويشفينا، ويحفظنا، ويسترنا، ويحمينا، فله الفضل وله النعمة وله الحمد والثناء الجميل، وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) يركن إلى ربه سبحانه وتعالى، حيث يقول سبحانه: "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"، وهذا سيدنا يوسف (عليه السلام) يقول القرآن الكريم على لسانه: "رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ"، وصاحب هذا المقام الإمام الشافعي (رحمه الله) يقول:
أُحِبُّ الصالِحينَ وَلَستُ مِنهُم
لَعَلّي أَن أَنالَ بِهِم شَفاعَة
وَأَكرَهُ مَن تِجارَتُهُ المَعاصي
وَلَو كُنّا سَواءً في البِضاعَة

واستشهد جمعة بقول سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ"، فإذا كنت مع الله كان الله معك، وإذا كان الله معك فلا عليك بعد ذلك بمن عليك وبمن معك.

وأكد وزير الأوقاف أن من أخذ بالأسباب وأحسن التوكل على الله فقد آوى إلى ركن شديد، حيث يقول سبحانه: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا"، وقد قالوا: من اعتمد على ماله قلَّ، ومن اعتمد على عقله ضلَّ، ومن اعتمد على جاهه ذلَّ، ومن اعتمد على الناس ملَّ، ومن اعتمد على الله (عز وجل) فلا قلَّ ولا ملَّ ولا ضلَّ ولا ذلَّ، هو مولانا فنعم المولى ونعم النصير.

وأضاف ما أعظم أن تدخل في ولاية الله، وما أعظم أن يكون الله وليك، والسبيل إلى ذلك بينه القرآن الكريم وبينه نبينا - صلى الله عليه وسلم- حيث يقول الحق سبحانه: "أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ"، والتقوى هي الخوف من الجليل، والرضا بالقليل، والعمل بالتنزيل، والاستعداد ليوم الرحيل.

 ويقول سبحانه على لسان نبينا -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ"، فباب الولاية ومفتاحها أداء الفرائض وأكل الحلال، فكل جسد نبت من سحت فالنار أولى به، فكيف يكون من أكل الحرام وليًّا من أولياء الله (عز وجل).

وأكد جمعة،  أنه لا ولاية بلا علم ، ولا ولاية بلا عمل ، والولي الحق هو من يعمر الدنيا بالدين، ومن يعرف أمور دينه فيتعلمها ويعمل بها، فمن تعلم ثم عمل بما تعلم ثم علَّم الناس فذلك يدعى عظيمًا في ملكوت السماوات، وفي الحديث القدسي: "مَن عادَى لي وَلِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشَيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ، كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الَّذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها، وإنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، ولَئِنِ اسْتَعاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ"، فلا ولاية بلا تقوى، ولا ولاية دون أداء الحقوق لأصحابها، ولا ولاية بلا أكل حلال.

 وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- يكثر من دعائه: "اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا"، وفي دعاء القنوت كان يقول -صلى الله عليه وسلم: "اللهمَّ اهدِنا فيمَن هدَيت، وعافِنا فيمَن عافيت وتولَّنا فيمَن تولَّيت، وباركْ لنا فيما أعطيت، وقِنا شرَّ ما قضيت، إنك تَقضي ولا يُقضى عليكَ، إنه لا يَذِلُّ مَن والَيت، ولا يَعزُّ مَن عاديت، تباركت ربَّنا وتعالَيت"، فاللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها.

bf52ca35-1093-4fdd-bc01-7342d8a167ce
bf52ca35-1093-4fdd-bc01-7342d8a167ce
98573f54-7170-43f1-a6fc-8613a814c9a2
98573f54-7170-43f1-a6fc-8613a814c9a2
وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
c6c66085-0728-45dc-b52d-f3be0751aa2c
c6c66085-0728-45dc-b52d-f3be0751aa2c