رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زامل "النقشبندي".. نور الجزار أقدم خطاط بالمنوفية وهب عمله لوجه الله

نور الجزار مع محررة
نور الجزار مع محررة الدستور

بشارع من شوارع مدينة تلا امتلأت جدارته بالحكم والآيات القرآنية والجمل المحفزة يعيش به عم نور أقدم وأشهر خطاط بالمنوفية رحلة مليئة بالكفاح، عاش 75 عامًا يخط بيده ويترك أثرًا في كل مكان يمر به.

بدء الحاج نور رحلته منذ أن ولد وقرر والده أن يدخله الأزهر الشريف فقال أحد أساتذته لوالده "ابنك عنده موهبة دخلة مدرسة الخطوط" وقتها لم يكن هناك غير ثلاث مدارس فقط على مستوى الجمهورية منها طنطا الأقرب لمنزله في مدينة تلا، وبالفعل عكف والده على تنمية موهبته وساعده على يشبع شغفه ونهمه في الخط والكتابة.

ومن هنا بدأت رحلة نور الجزار والذي كان يعمل في أحد أجهزة الدولة حيث أخذ في عمله الخطاط الأول وخط بقلمه في أماكن عدة، وأصبح بعد إحالته للمعاش، واحد من شيوخ المهنة وذاع صيته في مركز تلا، ووهب حياته للكتابة لدرجة أنه يشبهها بالهواء والماء، ويقول "لو مكتبتش يوم أموت".

زملكاوي خطاط النادي الأهلي

وأكد  نور الجزار أنه عمل خطاطا للنادي الأهلي برغم من أنه زملكاوي صميم، وكان دائم التواجد بالمكان وحازت كتاباته على إعجاب كل من يراها، وبعدها ذهب لعمل رحلة عمرة وحج وكتب على بعض الفنادق القريبة من الحرم المكي التي برغم تجديدها ترك أصحابها الكتابات في مكانها لجمال وروعة الخط المخطوطة بها.

60 عامًا يخط بقلمه البداية بمدرسة الخطوط في طنطا

بدأ الحاج نور الجزار خطاط المنوفية، حديثه مؤكدًا على أنه يعمل في تلك المهنة منذ 60 عامًا، ويمتلك موهبة، عززها بالدراسة في مدرسة الخط العربي بمدرسة الخطوط بمدينة طنطا، حيث زامل في دراسته الشيخ النقشبندي، وصارت بينهما صداقة، وعلماء كبار.

بهاد كتاباته لكل من يعجب بها ويكتب للحجاج كلمات مبهجة على المنازل وكلمات للعظة في المقابر
ولفت الحاج نور إلى أنه يخرج  يوميًا لكتابة الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على جدران المقابر والمساجد بالمجان، ويرسم واجهات المنازل للحجاج العائدين مناجاء فريضة الحج، فضلًا عن تعليم الطلاب من أبناء مدينة تلا طرق الكتابة في ورش صغيرة بمنزله، كما أكد أنه بهاد كتاباته لكل من يعجب بها وفي لافتة مضحكة أكد أن الفلاحين المارين من أمام منزله يتسابقون بمن يكتب له على برادع الحمار جملًا مضحكة على سبيل الدعابة ونشر البهجة.

عوضه الله عن زوجته المتوفية حب حياته وبهجتها بالكتابة

وأضاف نور أن لديه ولدا وبنتا يتمنى من الله أن يبارك له فيهما، ويرحم الله زوجته التي توفيت منذ 9 سنوات وأكد أنه منذ ذلك الحين وهو أحس أنه فقد بهجة العالم أجمع لحبه الشديد لها وصفها بأنها كانت أجمل وأحن سيدة، وأكد أنه لم ينم يوم واحد بغرفته بعد وفاتها وكانت رفيقته في ليال وحدته كتاباته التي تشع له نورًا في عتمة الليل، وأكد أنه وصى أحد المقربين بدفن لوحة معينة معه في قبره من عشقها لها.

كتاباته كلها لوجه الله لم يتقاض جنيهات واحد

وأكد الحاج نور على أنه لم يتقاض جنيهًا واحدًا برغم أن مخطوطاته في منتهى الإبهار ولكن وهب كتاباته لوجه الله، كما أنه اشترى قطعة أرض صغيرة أقامها مصلى جدرانها من المخطوطات المحببة إلى قلبه، كما أضاف أن سعادته الوحيدة  أثناء ممارسة عمله، والفرشاة أو القلم بين يده، ويبدع في الكتابة، ويتعجب الكثير من سرعته وأضاف نور أنه من تعلقه بالخط "أحس أني لو دفنت لكتبت في قبري".

Screenshot_20230811_142512_org.telegram.messenger
Screenshot_20230811_142512_org.telegram.messenger
Screenshot_20230811_142503_org.telegram.messenger
Screenshot_20230811_142503_org.telegram.messenger