رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رأت في منامها 12 مصباحًا".. كواليس ولادة عميد الأدب العربي طه حسين

طه حسين
طه حسين

كشف الكاتب واللواء حمدي البطران، في كتابه "طه الذي رأى.. أيام ما بعد الأيام" عن فترة حمل والدة عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين فيه.

وقال البطران:" يُحكى أنّه في إحدى قرى الدنيا، كان يعيش رجل بسيط مع زوجته واسمه حسين على سلامة، كان مستنيرًا، وتعليمة يقتصر على مبادئ القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم، يعمل في شركة تقطير السكر المصريّة التي كانت تابعة للخديوي إسماعيل في الدائرة الصناعيّة ومصانع السكرآنذاك. 
لماذا كان طه حسين مختلفًا عن باقي الأطفال المولودة حديثًا؟

وأضاف بطران: كان حسين، كعادة كلّ الأُسر في الأرياف، يعيش في بيتٍ واسعٍ كبير، مع والده العجوز، ووالدته، وبعد فترة انتقلت والدة زوجته لتعيشَ معهم، كانت زوجتُه تلد طفلًا كلّ عام، فلما حملت بالطفل السابع، شعرت أنه يختلف عن الأطفال الذين حملت بهم قبل ذلك، فقد كان مريحًا، لا يسبب آلامًا، ولا متاعبَ كتلك التي كانت تشعر بها في أثناء الحمل في المرات السابقة، عندما يستكين في بطنها.
كما كانت تشعر بالطفل يتحرك كثيرًا في بطنها، خلاف كل الأطفال الذين حملت بهم من قبل، وكانت مستريحة في حملها، ولم تحسب مدة الحمل، وكانت تزاول نشاطها اليوميّ في بيتها، وتهتم بأولادها.
ماذا رأت والدة طه حسين في المنام قبل ولادته؟
وتابع: وقبل أن تلدَ رأت في منامها، أنها موجودة في حجرةٍ بها اثنا عشر مصباح كيروسين تضيء الغرفة، كلّ مصباح يضيء مكانه، وأنّ هناك مصباحًا واحدًا مطفأ، ولكن المنطقة الموجود فيها المصباح المُطفأ كانت إضاءتها أكثر من كلّ المصابيح المضيئة حوله.
وفي اليوم التالي، أخبرتْ زوجها بالحلم الذي رأتْه، حاول حسين علي سلامة أن يجدَ له تفسيرًا، ولكنه لم يجد، وقرّر أن يسألَ أحدَ الشيوخ الذين يجلس معهم أو شيخَ الطريقة التي ينتمي إليها، ويحضر أذكارها الليلية التي يذكرون فيها اسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، لكنّه في غمرة انشغاله بأمور عمله وبيته، نسيَ أن يسألَ عن حلم زوجته. 

ونوه بأنه ذات ليلة وقبيل الفجر، كانت الأم ممدّدة على أرضية الغرفة وحولها بعض النسوة من قريباتها، تستعد للولادة، لم تصرخ كثيرًا، ولكنها سمعت صرخات وليدها ناعمةً ومتسارعة وعصبيّة، وظهرت على وجهها الشاحب قسمات الضيق، كانت تعتقد أنه بنت، ولكنها سرعان ما سمعت صوت واحدة من المحيطات بها، تقول: ولد، كان المولود الذي أحدثَ الضوضاء كثير الحركة، يبكي ويصرخ كثيرًا، ظهرت على وجهها علامات الضيق غير المبرّرة، قرّبت الأم الطفل منها، وقالت للداية، ماذا بالولد؟ أجابتها بأنّه طفلٌ عادي ككل الأطفال، يصرخ ويفرح لمقابلة أخوته ويبتهج بهم، والصراخ من علامات الابتهاج للطفل.
لماذا كانت والدة طه حسين قلقانة عند ولادته؟
إلا أنه كان هناك شيء غامض يروّع الأم، ولم تستطع أن تهدأ، فكانت ترتعش كلّما صرخ وليدُها، عاد حسين من عمله ليجدَ زوجته قد ولدت طفلًا ذكرًا جميلًا، تقاسيمُه جميلة مثل أمّه، وفيه ملامح متشابهة مع أبيه.
لماذا سمى طه بهذا الاسم؟
اهتمَّ حسين بالطفل وحمله، ونظر في عينيه الجميلتين، وشعر بأن هذا الطفل يختلف عن أطفاله السابقين، فقد كان يتحرك كثيرًا، ويسلّط عينيه الجميلتين على والده، فلم يتمالك الأب نفسه، وقبل طفلَه وأعطاه لأمّه، وقرر أن يسميه طه تيمنًا برسول الله صلى الله عليه وسلم.