رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بين العملية فى تل أبيب وعنف المستوطنين فى برقة.. ما الدلالات؟

تل أبيب
تل أبيب

عاد التوتر مجدداً في الساحة الإسرائيلية والفلسطينية، بعد تنفيذ هجوم في تل أبيب، وهجوم آخر أودى بحياة شاب فلسطيني بيد المستوطنين. 

قُتل الشاب قصي معطان، 19 عامًا، في قرية برقة، جنوب شرق مدينة رام الله الجمعة الماضية بنيران مستوطنين من مستوطنة رمات ماغرون في الضفة الغربية.

ومساء السبت الماضي، قُتل حارس أمن في بلدية تل أبيب، في عملية إطلاق نار نفذها شاب فلسطيني، يتحدر من قرية رمانة قريبة من جنينا، وقعت بمنطقة نحلات بنيامين في مدينة تل أبيب.

هجوم تل أبيب ليس هجوم "ذئب منفرد"، فقد وصل الشاب الفلسطيني المُنفذ الذي دخل إسرائيل بشكل غير قانوني، مسلحًا بمسدس، لشن "عملية تضحية"، وهي نسخة محدثة من عملية انتحارية، وتبين لاحقاً أن الشاب تابع للجهاد الإسلامي.

ماذا تعني تلك الهجمات؟

هجوم تل أبيب يعتبر مؤشرا على تصعيد العمليات التي تواجهها إسرائيل منذ مارس 2022، والتي أطلقت بسببها حملة "كاسر الأمواج"، والتي نفذت خلالها اقتحامات متتابعة داخل الضفة الغربية وخاصة مخيم جنين.

العملية ليست عملية لذئب منفرد، فكون المنفذ تابعاً للجهاد الإسلامي، فهذا مؤشر آخر على سياسة "توحيد الساحات"، أو توغل الحركات في القطاع في العمليات داخل الضفة أي أن التنظيمات في القطاع تشرف بشكل ما علي العمليات في الضفة الغربية، وفي إسرائيل نفسها.

 تسرع حماس في التعبير عن الدعم الرسمي للهجوم، وربما حتى نسبته بطريقة أو بأخرى لنفسها، دون قبول المسئولية الرسمية، يدل بقوة على تأييد فكرة الكفاح المسلح لحماس، وتأييدها العمليات التي تتسبب في قتل الإسرائيليين، مع حقيقة أن هذا ليس هو موقف السلطة الفلسطينية التي تعارض هذه العمليات، تظهر الفجوة الحقيقية، والتي تعوق وجود إمكانية حقيقية للمصالحة الفلسطينية الداخلية، وتشكك في الجهود المبذولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تكنوقراطية بين القطاع والضفة.

رغم أن العمليتين في يومين متتاليين، وهناك من يحاول تسويق هجوم تل أبيب بأنه انتقام لوفاة الشاب الفلسطيني على يد المستوطنين في برقة قبل ذلك بيوم واحد، إلا أن الحقيقة أن ليس هناك صلة مباشرة وفورية بين الهجوم في تل أبيب والاشتباك في قرية برقة بالقرب من رام الله في اليوم السابق للهجوم. ولكنه مؤشر آخر على زيادة الإرهاب اليهودي، المحمي بالجيش الإسرائيلي، والقوانين الإسرائيلية التي تعوق التطبيق الحازم للقانون والنظام العام فيما يتعلق بالجماعات اليهودية المخالفة للقانون والمتطرفة والعنيفة.