رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الإسكندرية.. أعضاء القافلة الدعوية: المؤمن الحق هو من يتحلى بأخلاق القرآن

جانب من القافلة
جانب من القافلة

انطلقت قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظة الإسكندرية - إدارة شرق، اليوم الجمعة، برعاية كريمة من الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

وتضم القافلة الدعوية المشتركة (10 علماء): خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين".

وأكد علماء الأزهر والأوقاف، أن القرآن الكريم هو حَبْلُ الله المَتِينُ، والذكر الحكيم، مَن قال به صدق، ومَن حكم به عدل، ومن استمسك به هُدي إلى صراط مستقيم، لا يشبع منه العلماء، ولا تنقضي عجائبه، ولا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، حيث يقول الحق سبحانه: "إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ * تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ"، ويقول سبحانه: "وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيد".

وأوضحوا أن القرآن الكريم كتاب رحمة للعالمين، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ * قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، ويقول سبحانه: "وَنزلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ"، ويقول تعالى: "تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ * هُدًى وَرَحْمَةً لِلْمُحْسِنِينَ"، ويقول (جل وعلا): "وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ".

وقد وردت مادة الرحمة في القرآن الكريم أكثر من مائتي مرة، حيث بيَّن القرآن العظيم أن الرحمة صفة من صفات الله (عز وجل)، يقول سبحانه: "وَرَحمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ"، ويقول سبحانه: "وَرَبُّكَ الغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ"، ويقول تعالى: "وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ"، ويقول سبحانه: "كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ"، والمتأمل في القرآن العظيم يدرك رحمة الله (عز وجل) بالعالمين، حيث خلق سبحانه الليلَ والنهارَ رحمة لجميع خلقه؛ حتى يستراح بالليل، ويُسعى بالنهار لتحصيل الأرزاق وعمارة الكون، كما أنزل سبحانه المطر رحمة للعالمين، حيث يقول سبحانه: "وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ"، ويقول سبحانه: "وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَابًا ثِقَالًا سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ".

ونوّه علماء الأزهر والأوقاف، إلى أن القرآن الكريم بيَّن أن الحق سبحانه أرسل الرسل وأنزل الكتب رحمة للعالمين، حيث يقول الحق سبحانه: "أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ"، ويقول سبحانه لخاتم أنبيائه ورسله (صلى الله عليه وسلم): "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ"، ويقول تعالى: "لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ"، كما دعا الحق سبحانه في القرآن الكريم الناسَ إلى الأمل والرجاء في رحمته، وبيَّن سبحانه أن رحمته قريبة من أهل الإحسان والاستقامة، حيث يقول الحق سبحانه: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ"، ويقول سبحانه: "إِنَّ رَحْمَتَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ".

كما أكدوا أنه لا شك أن المؤمن الحق هو الذي يتخلق بأخلاق القرآن الكريم الذي أنزله الله تعالى رحمة للعالمين، ويتأدَّب بآداب النبي العظيم الذي أرسله الله تعالى رحمة للعالمين، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ"، ويقول (صلى الله عليه وسلم): "جَعَلَ اللَّهُ الرَّحْمَةَ مِائَةَ جُزْءٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ جُزْءًا وَأَنْزَلَ فِي الْأَرْضِ جُزْءًا وَاحِدًا؛ فَمِنْ ذَلِكَ الْجُزْءِ يَتَرَاحَمُ الْخَلْقُ، حَتَّى تَرْفَعَ الْفَرَسُ حَافِرَهَا عَنْ وَلَدِهَا خَشْيَةَ أَنْ تُصِيبَهُ"، وعندما حنَّ جَمَلٌ وذرفت عيناه أمام نبينا (صلى الله عليه وسلم)، قال (عليه الصلاة والسلام): "لِمَنْْ هَذَا الجَمَلُ؟" فجاء فتى من الأنصار فقال: لي، يا رسول الله، فقال له (صلى الله عليه وسلم): "أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ ‏‏ وَتُدْئِبُهُ".