رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سودانيون لـ«الدستور»: اجتماع القوى المدنية فى القاهرة خطوة لإنهاء الحرب

السودان
السودان

شدد سياسيون سودانيون على أهمية الاجتماعات التى استضافتها مصر خلال الفترة الماضية من أجل حل الأزمة فى السودان، والتى كان آخرها اجتماع القوى المدنية السودانية فى القاهرة، على مدار اليومين الماضيين، ليستكمل ما بدأ فى اجتماعات ١٣ يونيو الماضى، حين استضافت مصر قمة «دول جوار السودان».

وقال السياسيون السودانيون، فى حديثهم مع «الدستور»، إن الاجتماعات الأخيرة خطوة مهمة فى طريق إنهاء الحرب، وتهدف إلى وضع خارطة طريق لمرحلة ما بعد هذه الحرب، وتنسيق الجهود من أجل وقفها، والتوصل إلى حل شامل للأزمة، مع رفض أى تدخلات إقليمية أو دولية، موجهين الشكر لمصر قيادة وشعبًا، على جهودها لدعم الحل السياسى فى السودان، واستضافة وحماية اللاجئين الفارين من ويلاتها.

وقالت سارة الطيب بلال، القيادية فى «التجمع الاتحادى السودانى»، إن لقاء «قوى الحرية والتغيير» فى القاهرة، على مدار اليومين الماضيين، جاء ليضع رؤية سياسية لوقف الحرب، وبناء الدولة السودانية.

وأضافت السياسية السودانية: «من أهم ما خرج به الاجتماع هو تكوين جبهة مدنية لوقف الحرب، تضم من شاركوا فى ثورة ديسمبر ودعموها، ومن يؤمنون بالعمل المدنى والتحول الديمقراطى»، مشيرة إلى أهمية إنهاء الأزمة بالطرق السلمية والمفاوضات، مع العمل على توحيد المبادرات المقدمة لوقف الحرب، حتى يتحقق الهدف المنشود.

وواصلت: «يمكن للمجتمع الدولى العمل على تحسين الوضع الإنسانى للسودانيين، داخل السودان وخارجه فى دول الجوار، من خلال توفير الغذاء والدواء والملاذ الآمن للاجئين والنازحين، وعلى المجتمع الدولى والقوى الإقليمية أن تلعب دورًا مهمًا فى الضغط على أطراف الحرب لوقفها».

وشددت على أن اجتماع «دول جوار السودان» فى مصر خلال الفترة الماضية، كان إيجابيًا ويمكن أن يسهم مع بقية المبادرات فى وقف الحرب وإنهاء الأزمة، مضيفة: «لعبت مصر دورًا كبيرًا ومهمًا فى هذا الاجتماع، وفى استقبال الناجين والفارين من الحرب».

وتابعت: «نحن نشكر مصر على استقبالها السودانيين، قبل وبعد الحرب، ونحثها على المزيد من تسهيل إجراءات الدخول إليها، خاصة للمرضى والنساء والأطفال وكبار السن، مع العمل على تسهيل وصول الفرق الطبية والمساعدات الإنسانية للسودانين الموجودين على الجانب السودانى للمعابر».

وأعربت عن أملها فى أن تواصل مصر مساعدة الأسر السودانية على تعليم أبنائها، عبر تسهيل إجراءات التسجيل، والسماح باستيعاب الطلاب السودانيين فى المدارس المصرية. 

وقال السياسى السودانى، نبيل أديب، إن إنهاء الحرب القائمة حاليًا فى السودان، هو الخطوة الأولى نحو إنهاء الأزمة فى البلاد، والتى تتطلب فى خطوتها الثانية اجتماع القوى المدنية السودانية الداعمة للتحول الديمقراطى فى أسرع وقت، للاتفاق على خريطة طريق لمرحلة ما بعد الحرب.

وأضاف «أديب»: «لا يجب على القوى المدنية السودانية أن تؤجل خريطة الطريق لما بعد انتهاء الحرب، ويمكن لدول المنطقة أن تلعب دورًا مهمًا فى حل الأزمة السودانية، وهو دور يتصل فى واقع الأمر بفتح الطريق أمام السودانيين حتى يتوافقوا على ما يريدون، دون فرض حلول عليهم بواسطة المجتمع الدولى».

ووصف اجتماع «دول جوار السودان» فى القاهرة بالناجح والمفيد، وكذلك اجتماع القوى المدنية، لأنه التزم بفتح الطريق أمام تلك القوى لكى تصل للحلول التى تتوافق عليها، ما يسهم فى حل الأزمة، وهو ما يأتى فى إطار العلاقات التاريخية الطويلة بين البلدين، والروابط الإنسانية والسياسية، والكفاح المشترك ضد الاستعمار البريطانى.

وواصل السياسى السودانى: «كل ذلك يجعل لمصر دورًا خاصًا فى مساعدة السودان على إنهاء الأزمة، وقد تمسكت مصر حتى الآن بشكل واضح بدورها الذى اختارته وهو عدم التدخل فى الشأن السودانى أو محاولة فرض أى رؤية مصرية على السودانيين، وترك المسألة للقوى السياسية السودانية، ومساعدتها على التوصل لحل للأزمة».

وأكمل: «جاء ذلك إلى جانب دورها فى مساعدة اللاجئين السودانيين بكل ما تستطيع، رغم الصعوبات والضغوط التى يسببها هذا على الاقتصاد المصرى، وهو أمر مهم لأن حماية اللاجئين السودانيين حماية للأمن المصرى، كما أن تفاقم الحرب فى السودان له أثر سلبى على أمنها القومى».

وقالت تيسير النورى، وزيرة العمل والإصلاح الإدارى السودانية سابقًا، إن لقاء «تحالف قوى الحرية والتغيير» فى مصر، كان يخص المكتب التنفيذى للتحالف ولجانه المختلفة، لمناقشة أوضاع السودان بعد حرب الـ١٥ من أبريل، ووضع خارطة طريق لإنهاء هذه الحرب، والوقف الفورى لإطلاق النار والاقتتال بين السودانيين، وبحث تسهيل تقديم المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين.

وأضافت: «على دول المنطقة أن تضغط لإنهاء الحرب، وإجبار أطرافها على فتح مسارات آمنة تمر عبرها المساعدات الطبية والإنسانية»، مشيدة بقمة «دول جوار السودان»، وتأثيرها الفاعل من أجل حل الأزمة السودانية.

واختتمت حديثها بالقول: «تقع على عاتق مصر قضايا مهمة، ومشاركات فعالة، فهى قد استقبلت السودانيين، لكن لا يزال مطلوبًا منها المزيد لدعم السودان، وفتح المعابر لدخول اللاجئين وحماية المدنيين وتسيير وصول القوافل والمساعدات إليهم».

فيما قال جعفر حسن، المتحدث الرسمى باسم «قوى الحرية والتغيير»، إن لقاءهم فى مصر جاء فى وقت دقيق ومهم، مشددًا على أن مصر دولة مهمة جدًا وفعالة، ولها دور أساسى فى القضية السودانية، فى ظل أنها على دراية بما يدور فى السودان.

وأضاف «حسن»، لـ«الدستور»: «من المهم جدًا أن يكون لمصر دور محورى فى حل الأزمة السودانية وإيقاف الحرب، واستعادة المسار المدنى»، مشيرًا إلى أن توجه «قوى الحرية والتغيير» إلى القاهرة يتضمن العديد من الرسائل.

وأوضح أن أولى هذه الرسائل هى شكر مصر على دورها الكبير فى احتواء اللاجئين السودانيين، والتعامل معهم بشكل راقٍ، والإشارة لكل الجهات بأن «الحرية والتغيير» تثق فى لعب مصر دورًا إيجابيًا لإنهاء الأزمة.

وأفاد بأن رؤية «قوى الحرية والتغيير» لإنهاء الأزمة السودانية متكاملة، ويقوم أساسها على تكامل وتوحيد مبادرات الاتحاد الإفريقى، و«إيجاد»، واجتماع «دول الجوار» فى القاهرة، ومنبر جدة الذى يضم السعوديين والأمريكيين، مضيفًا: «كل هذه الجهود يجب توحيدها، ما يسهل الوصول إلى حل».

وعاد للحديث عن الدور المصرى، قائلًا: «بوجودنا فى مصر أصبح هناك توحيد لكل القضايا المطروحة، بشكل يسهم فى التوصل إلى حل للأزمة، ودور مصر كبير للضغط على الأطراف المتحاربة، خاصة أن دول الجوار تبنت الحل التفاوضى للقضية، وهذا هو خيارنا فى (الحرية والتغيير)، وموقفنا متطابق مع القاهرة فيما تم فى اجتماع دور الجوار».

وأضاف: «نتطلع لحل الأزمة عبر الحوار، لكن الحروب فى السودان تاريخها طويل، ولم تنتهِ حرب بانتصار أحد، وانتهت جميعها بالحوار، لذلك ينبغى الحوار اليوم قبل الغد، لأن أى تأخير يؤدى إلى زيادة إزهاق الأرواح، وتحول الأمر إلى حرب أهلية شاملة».

وأتم «يحدث الآن تجييش وتجييش مضاد فى الحضانة الاجتماعية، وهذا خطر على الدولة السودانية، وقطعًا مصر من الدول التى يهمها جدًا وحدة السودان أرضًا وشعبًا، فوجود حرب فى جنوب مصر يهدد أمنها القومى».

وأشاد بجهود مصر فى استقبال اللاجئين والفارين من الحرب، واصفًا إياها بالجارة الشقيقة، والتى لجأ إليها عدد كبير من السودانيين، ورغم الظروف الضاغطة الناتجة عن الأزمة الاقتصادية العالمية، قامت بمصر بالواجب، لذا جزء من قدوم «قوى الحرية والتغيير» إلى القاهرة، هو توجيه التحية لمصر شعبًا وقيادة، وشكرها على ما قامت به من أجل السودانيين.