رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمة الروسية الإفريقية.. ماذا تربح القارة السمراء؟

القمة الروسية الإفريقية
القمة الروسية الإفريقية

تحتضن روسيا القمة الروسية الإفريقية الثانية، خلال الفترة من 26 إلى 29 يوليو في سان بطرسبورج، بعد دعوة قادة 54 دولة إفريقية إليها، في وقت تتواصل الحرب في أوكرانيا، ويغيب الحديث الدولي عن المدى الزمني لنهايتها. 

وقال المحلل السياسي التونسي باشل ترجمان، إن القمة الروسية الإفريقية تصطدم بالكثير من العقبات التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية، والأوضاع العالمية التي نعيشها، والتوتر سيصب في تعاطي الدول الإفريقية مع القمة، واللقاءات التي تجمع القيادة الروسية والأفارقة.

وأضاف ترجمان في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القمة تأتي في توقيت حرج جدا، لكنه يعكس انفتاحا روسيا جديدا ومباشرا في ظل فشل أمريكي أوروبي في التعاطي مع القضايا الإفريقية، ما يعني أنها فرصة لتعزيز الوجود الروسي في القارة السمراء، واستعادة الكثير من العلاقات التي كانت تربط الاتحاد السوفييتي السابق بدول إفريقيا.

وتابع: هذه القمة تواجه تحديات كبرى ليس فقط بالنسبة لروسيا التي تواجه تحديا مفتوحا، فإفريقيا أيضا ستحاول أن توازن بين أوضاعها الداخلية وتحالفاتها، وبين انفتاحها على روسيا، في ظل الظرف المتفجر الذي تعيشه علاقات الأخيرة مع الغرب بسبب الحرب.

وأشار إلى أن الدول الإفريقية دفعت غاليا ثمن علاقاتها مع الغرب والولايات المتحدة، ولم تجن شيئا سوى مزيد من التهميش والإفقار، واليوم هناك نوع من المراجعة الظاهرة في علاقات هذه الدول بمختلف انتمائاتها مع المنظومة الغربية التي لم تقدم للقارة إلا مزيدا من الجهل، وحولتها لقاعدة استهلاك لحروبها وأسلحتها.

وأوضح أن الفرص التي تتيحها العلاقة مع روسيا في ظل أننا نتوقع أزمة قمح عالمية بعد نهاية اتفاق تصدير الحبوب الذي رعته تركيا بين روسيا وأوكرانيا، يجب أن تسعى دول القارة لخلق التوازن في علاقاتها مع روسيا والدول الغربية.

ونوه بأن روسيا والصين تحاول بناء علاقات مصالح متبادلة، ولا تتعامل مع إفريقيا على أنها سوق سلاح وثروات منهوبة، في وقت ما زالت تصر الدول الغربية على التعامل مع إفريقيا بهذا الأسلوب الذي فيه الكثير من الامتهان لكرامة الناس.

واستبعد المحلل التونسي، إمكانية أن تلعب الدول الإفريقية دور الوساطة في هذه الحرب، لأنه ومنذ بدايتها، غاب الحديث الدولي عن وقف الحرب، أو حتى في الحد الأدنى وقف إطلاق النار، وهناك أطراف تريد السير بهذه الحرب إلى ما لا نهاية، ولا توجد قدرة في إفريقيا على تسوية الصراع في هذه المرحلة.