رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية: تحوّل هروب النبيّ يونان من وجه الربّ إلى صورة نبويّة

يونان
يونان

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الاثنين السادس عشر من زمن السنة، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها إن لقد تحوّل هروب النبيّ يونان من وجه الربّ إلى صورة نبويّة، وما بدا أنّه غرقٌ مميتٌ أصبح علامةً لقيامة الربّ. ونص قصّة يونان ذاته يبيّن لنا جيّدًا كيف حقّق هذا النبيّ ملء صورة المخلِّص. ذكر النصّ: "قامَ يونانُ لِيَهرُبَ إِلى تَرْشيشَ مِن وَجهِ الرَّبّ" ألم "يهرب" الربّ نفسه من حالة الألوهيّة حتّى اتّخذ صورة الإنسان؟ لهذا قال بولس الرسول: "هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة، بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر وظَهَرَ في هَيئَةِ إِنْسان". لقد اتّخذ الربّ صورة العبد؛ لكيلا يلفت الأنظار في العالم ولكي ينتصر على الشيطان، تجرّد وظهر في هيئة إنسان... إنّ الله في كلّ مكان: من المستحيل الفرار منه؛ "فلكي يهرب من وجه الربّ" -لا على مستوى المكان بل من ناحية الطّبيعة- اتّخذ الرّب يسوع المسيح صورة عبوديّتنا وظهرَ في هيئةِ إنسان.

تابع النصّ قائلاً: "قامَ يونانُ لِيَهرُبَ إِلى تَرْشيشَ مِن وَجهِ الرَّبّ، فنَزَلَ إِلى يافا". وها هو ذا الذي نزل: "فما مِن أَحَدٍ يَصعَدُ إِلى السَّماء إِلاَّ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء وهو ابنُ الإِنسان".. نزل الله من السماء إلى الأرض، نزل الله نحو الإنسان، نزل الكليّ القدرة نحو عبوديّتنا.

لكنّ يونان الذي ركب السفينة اضطرّ إلى الصعود إليها ليسافر؛ هكذا الرّب يسوع المسيح، فقد نزل إلى هذا العالم ثمّ صعد من خلال الفضائل والمعجزات إلى سفينة كنيسته.