رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكراها.. البيزنطية: المجدلية تعادل الرسل في المسيحية

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى القديسة مريم المجدلية، التي وصفتها الكنيسة بأنها معادلة الرسل، وهو من قرية مجدل، على ضفاف بحيرة طبريّة في الجليل. مثال المحبة التائبة. نراها عند قدمي يسوع وهو على الصليب. حملت الطيوب إلى القبر فجر الأحد مع بعض النسوة. وتحققت قيامة يسوع من ظهوره لها عند القبر الفارغ.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ الرحمة التّي في السّماء هي الرّبّ يسوع المسيح. ما أعذبها! وما أطيبها! بدون أن يسعى إليها أحد، نزلت تلقائيًّا من السّماء وأخلَت ذاتها لترفعنا. لقد ضُرِب ربّنا من أجل أن يشفينا من جراحنا؛ لقد مات لكي يحرّرنا من الموت الأبديّ؛ لقد انحدر إلى مثوى الأموات لكي يعيد إلى السّماء من كان الشّيطان قد سباهم إليه.

ضِف على ذلك أنّ الرّب يسوع المسيح قد وعدنا بأنّه سيكون معنا حتّى تمام الأزمنة، كما قال ذلكَ بنفسه في الإنجيل: "هاءنذا معَكم طَوالَ الأَيَّامِ إِلى نِهايةِ العالَم" انظروا إلى طيبته أيّها الإخوة؛ فهو يسكن في السّماء عن يمين الآب، غير أنّه يريد في الوقت نفسه أن يجهد معنا أيضًا على الأرض. معنا، يريد أن يجوع ويعطش؛ معنا، يرغب في أن يتألّم؛ معنا، يريد أن يكون غريبًا، وهو حتَّى لا يأنف بأن يسجن وأن يموت من أجلنا.. انظروا ما هي محبَّته لنا: بحنانه غير الموصوف، يريد أن يعاني فينا هذه الآلام كُلّها.

نعم، إنّ الرحمة الحقيقيّة التّي في السّماء، أي ربّنا يسوع المسيح، قد خلقكَ وأنتَ لم تكن موجودًا بَعد، بحثَ عنك وأنتَ تائه، اشتراكَ وأنتَ مُباع. إذًا، يا إخوتي، فلنبحث عن الّذي أحبّنا بهذا القدر، نحن الّذين قد بُحِثَ عنّا ووُجِدنا... ما تراني أقول؟ أن نبحث عنه؟ لو إنّنا فقط نستسلم له وندعه يجدنا هو... والآنَ أيضًا، فإنّ الرّب يسوع المسيح يتكرّم ويقدّم ذاته للإنسانيّة؛ ولكن وللأسف، لم يقبل كلُّ البشر أن يفتحوا له أبواب قلوبهم.