رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللجوء البيئى: تغير المناخ يهدد مصر وإفريقيا بموجات من النزوح

تغير المناخ
تغير المناخ

واقع مرير يواجهه العالم، خاصة مصر وإفريقيا، التي تشهدان تأثيرات تغير المناخ السلبية على الأمن الغذائي والموارد المائية والنظام البيئي والصحة العامة، فقد نبهت تقارير علمية إلى أن عدد لاجئي المناخ في هذه المنطقة سيزداد في السنوات القادمة، بسبب زيادة حدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة، التي تجبر الناس على ترك منازلهم وأراضيهم.
 

وفقًا لتقرير حالة المناخ في إفريقيا 2020، الذي نُشر في أكتوبر 2021، فإن تغير المناخ أدى إلى ازدياد حالات الجوع والفقر والنزوح في إفريقيا خلال السنوات الماضية، كما أشار التقرير إلى أن ذوبان الأنهار الجليدية في شرق إفريقيا يشير إلى خطورة التغير المناخي على نظام الأرض.
 

وبحلول عام 2030، يتوقع أن يصل عدد الأشخاص الذين يعانون من فقر مائي في إفريقيا إلى 118 مليون شخص، وحسب برنامج الأغذية العالمية، يعاني نحو 45 مليون شخص من انعدام الأمن الغذائي في جنوب الصحراء الكبرى بسبب التغير المناخي.
 

ولمواجهة هذه التهديدات، يجب على مصر وإفريقيا والعالم كله تعزيز قدرتهم على التكيف مع التغير المناخي، ويلفت تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أكثر طموحا، ويبين أنه يمكننا تحقيق مستقبل مستدام ومناسب للعيش للجميع إذا تحركنا الآن.


أزمات بيئية

وفي هذا السياق، يقول يحيى عبدالجليل، الخبير في المجال البيئي، إنه من ضمن أسباب انتشار ظاهرة اللجوء البيئي في مصر وإفريقيا، هو زيادة درجات الحرارة، التي تسبب تغيرات في كمية وتوزيع الأمطار وتكثيف حدوث وقوة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير، التي تؤذي الزراعة والمياه والصحة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى سطح البحر، الذي يشكل خطرا على السواحل والجزر والدلتا، التي تضم ملايين الناس والمنشآت الحيوية، كما هو الحال في دلتا النيل في مصر.

ويضيف: "يؤثر ذوبان الأنهار الجليدية أيضًا على توفر المياه في المناطق التي تعتمد على ذوبانها، كما هو الحال في شرق إفريقيا، فضلًا عن انعدام الأمن الغذائي، الذي ينجم عن تدهور جودة التربة وانخفاض إنتاجية المحاصيل وزيادة انتشار الآفات والأمراض بسبب التغير المناخي، وضعف قدرة التكيف، التي تعاني منها مصر وإفريقيا بسبب نقص التمويل والتكنولوجيا والبنية التحتية لمواجهة تأثيرات التغير المناخي".


حلول ممكنة

ويستكمل "عبدالجليل" حديثه لـ"الدستور"، موضحًا أن الحلول الممكنة لمواجهة أزمة اللجوء البيئي في مصر وإفريقيا هي الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، التي تكون السبب الرئيسي لتغير المناخ، وذلك بالعمل على المستوى الوطني والدولي للانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة وتقليل استهلاك الطاقة وزيادة كفاءتها.

ويستطرد: "يجب أيضًا زيادة قدرة التكيف مع تأثيرات التغير المناخي، والتي تتطلب توفير التمويل والتكنولوجيا والبنية التحتية والإدارة المؤسسية للدول الأفريقية، خاصة تلك التي تعاني من نقص مائي أو جوع أو خطر على السواحل، بالإضافة إلى الحد من الضغط على الموارد الطبيعية، والتي تتأثر سلباً بالتغير المناخي، وذلك باتباع ممارسات زراعية وصناعية وحضرية أكثر استدامة وحماية للبيئة".

وفي ختام الحديث، وجه الخبير في المجال البيئي، نصيحته بضرورة التضامن مع الأشخاص المتضررين من التغير المناخي، والذين يضطرون للهجرة أو النزوح بسبب الكوارث الطبيعية، وذلك بتقديم المساعدة الإنسانية والإغاثية والإعادة الإنشائية لهم، وكذلك بإعطائهم حقوقًا مشابهة لحقوق اللاجئين.