رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ثمّةَ رجل يهمنى.. هو ناصر" أحدث إصدارات الهالة للنشر

غلاف الكتاب
غلاف الكتاب

صدر حديثًا عن دار الهالة للنشر والتوزيع كتاب "ثمة رجل يهمني.. هو ناصر" تأليف د.عباس أبوغزالة.

و(ثمّةَ رجل يهمني.. هو ناصر! - شارل ديجول)، هذه المقولة الخالدة للجنرال والرئيس الفرنسي في حق الرئيس والزعيم المصري (جمال عبد الناصر)، هذا الزعيم التاريخي الذي لا تستطيع أن تقفَ موقف الحيادي بشأن سيرته السياسية والعسكرية والإنسانية، والذي ترك بصمَتَه وأثره منذ بدأ يُحرك المشهدَ السياسي في مصر وحتى الساعة، وسيكون هذا الأثر ممتدًّا بحكم كل المعطيات الراهنة والرؤى المستقبلية على الأقل على الصعيد القريب.

يهتم الكتاب في مجمَلِه بالحديث عن السياسة الخارجية للزعيم جمال عبدالناصر ومواقفه الرسمية، ومكانته الدولية، ونظرة الغرب إليه، والتي اختلف بها فيه عاطفيًّا وموضوعيًّا، لكن الكثير يشهد له بمساهماته في الدفاع عن حقوق الشعوب المضطَهَدة والمغلوبة في إفريقيا، والمشرق العربي، والسعي الحثيث نحو الحرية والعدل والمساواة، مع عدم إغفاله الشأن المصري الداخلي، وتجلى ذلك في المشروعات السياسية والاقتصادية الكبرى؛ التي كان من أهمها مشروع السَّدِّ العالي، وتأميم قناة السويس. والتفت حوله الكثير من مصر وخارج مصر؛ ساندوه في رؤاه وأطروحاته، واتفق الجميع على وطنيته ونزاهته، وصدقه في العمل والنضال.

يقدم الكتاب قراءة موضوعية بعيدة عن العاطفة والميول، مراعاة للأحداث التاريخية المهمة المرتبطة بفترة نضال عبد الناصر في سبيل مشروعه القومي، وفترة حكمه المكملة لمشروعه الكلي، ويذكر أن تداعيات تلك الفترة الحرجة من تاريخ العالم، التي امتدّت تأثيراتها إلى الأجيال التالية، لم تكن هينة، ولا ينبغي أن ننسى أن الأحمال التي كانت على عاتق الرجل يعجز عن إدارتها والتعامل معها كثير ممن انتقده ورأى في نفسه أنه قادر على صنع التغيير.

واشتد البغض لناصر حتى وصل برئيس الوزراء الفرنسي (جي موليه) صاحب الحرب ضد مصر عام 1956 أن وصفه بهتلر آخر، واعتمد على مقاربة بين مؤلفي (فلسفة الثورة) لناصر وكتاب (كفاحي) لهتلر وشغفهما بالقيادة والريادة، ويأتي من نفس البيت - قصر الإليزيه- تصريح معاكس على لسان الجنرال (شارل ديجول) الذي قال إن هناك من يقدره وهو جمال عبدالناصر، وهذا إقرار بأهمية الرجل وأثره السياسي والشخصي، لهذا كان الكتاب رسالة موضوعية لفهم الرجل ودعوة إلى التعرف على حقيقة هذا الزعيم. وعلى من يريد بناء الغد على أسس متينة أن يفهم ماضيه وكل المؤثرات والمتغيرات السياسية الحاكمة لوضعه الحالي ومرد ذلك على مستقبله.