رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تكتيك أم ضغط.. رسائل بوتين بعد قرار الانسحاب من اتفاقية تصدير الحبوب

بوتين
بوتين

أخطرت روسيا الأمم المتحدة وتركيا وأوكرانيا بأنها لن تجدد اتفاق الحبوب المهم الذي سمح لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.

وقال المتحدث باسم الكرملين، دمتري بيسكوف إن الاتفاق وصل إلى نهايته "بحكم الأمر الواقع" الاثنين.

وسمح الاتفاق لسفن الشحن بالمرور عبر البحر الأسود من موانئ أوديسا، وتشورنومورسك، ويوجني/ بيفديني، لكن موسكو قالت إنها ستعود إلى الاتفاق إذا استوفيت شروطه.

وظل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يشتكي مما اعتبره عدم احترام أجزاء من الاتفاق تسمح بتصدير الأغذية والأسمدة الروسية، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية bbc.

تداعيات القرار

توقع الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، أنه سيكون هناك تبعات مكلفة للغاية على خلفية تعليق أو إنسحاب مشاركة روسيا في اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، والذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، بهدف تأمين وصول الغذاء إلى أفريقيا وعدة دول فقيرة أخرى.

تابع فهمي في تصريحات خاصة للدستور:" روسيا بررت الأمر بأن شروط تنفيذ الاتفاقية لم يتم تحقيقها، وكانت تلك الشروط تتلخص في ربط بنك الغذاء الروسي بنظام السوفت، وتوريد قطع الغيار اللازمة للزراعة الروسية، وإحياء خط أنابيب الأمونيا الشهير، وعودة العمل مع البنوك الروسية ورفع العقوبات"، لافتاً أن البند الاخير من الصعب تنفيذه كون الاتحاد الأوروبي لن يوافق على تعليق او تجميد عقوباته المفروضة على البنوك الروسية.

أسباب قرار تعليق المشاركة في اتفاقية الحبوب

فهمي، اعتبر أن الشروط ليست السبب الرئيسي في انسحاب الجانب الروسي من اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الاسود، موضحاً:" هذا التعليق تكتيكي وله رسائل عديدة، وسيتم التراجع عنه في وقت قريب، ويعد رداً من الجانب الروسي على التطورات الجارية في الحرب الروسية - الأوكرانية، ولاسيما عقب اجتماع حلف شمال الاطلسي (الناتو)، والذي تم خلاله إصدار قرارات عديدة من بينها دعم أوكرانيا بشكل موسع وعلى أكثر من صعيد".

وأشار إلى أنه ربما يكون الاجتماع الاخير للناتو، تجاهل مناقشة انضمام أوكرانيا إلى الناتو، أو حتى وضع جدول زمني لهذه المسألة، لكن الاجتماع خلص إلى قرارات تؤكد على رفع مستوى دعم الجانب الغربي لأوكرانيا في الفترة المقبلة:"ثبت من خلال قرار الحلف بإعادة تموضع القوات ونشر الجنود الامريكان في عدد من دول الحلف، وغيرها من الامور التي قررها الناتو، جعلت الروس يبعثون برسالة رد بأن لديهم بدائل عديدة".

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية:" لذا قرار تعليق المشاركة في الاتفاقية سيتم التراجع فيه، وسيتم الوصول إلى حل وسط باسرع وقت، وستسمح روسيا بمواصلة العمل باتفاقية الحبوب مرة أخرى، ولكن بعد أن تؤكد موسكو للعالم، ولاسيما الدول الأكثر تضرراً وفقرا انها قادرة على التحكم في الأزمة الغذائية العالمية".

روسيا ترد على أوكرانيا

تابع المحلل السياسي:" بربط الأمر بالهجوم على الجسر الرابط بشبه جزيرة القرم، وباستخدام الجانب الاوكراني للطائرات المسيرة، مما يشير برغبة كييف في تصعيد المواجهة ضد موسكو/ مما دفع الاخيرة إلى التأكيد على قدرتها وامتلاكها بدائل وخيارات يمكن التعامل بها".

تركيا تتوقع عودة روسيا إلى الاتفاقية

من جانبه، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قال للصحفيين إنه يعتقد أن بوتين "يريد الاستمرار في الاتفاق"، وإنهما سيناقشان تجديد الاتفاق عندما يجتمعان الشهر المقبل.

وفي ردود الفعل الدولية على القرار الروسي، قال الأمين العام للأمم المتحدة إن مئات الملايين في العالم "سيدفعون ثمن" قرار روسيا الانسحاب من اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وصرح أنطونيو غوتيريش للصحافيين قائلاً: "آسف بشدة لقرار روسيا الاتحادية إنهاء تطبيق مبادرة البحر الأسود، بما يشمل سحب الضمانات الأمنية الروسية للملاحة في شمال غرب البحر الأسود".

وأضاف أن المشاركة في هذا الاتفاق "هي خيار. لكن الناس الذين يواجهون صعوبات في كل مكان والدول النامية لا خيار لديهم"، مشددًا على أن "مئات ملايين الأشخاص يواجهون الجوع، فيما يواجه المستهلكون أزمة عالمية لكلفة الحياة".