رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير اقتصاد دولي: إفريقيا تمتلك 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم

 دكتور عبد النبي
دكتور عبد النبي عبدالمطلب

قال الدكتور عبد النبي عبدالمطلب، خبير الاقتصاد الدولي، إنه وفقًا لتقرير البرنامج التنموي للأمم المتحدة، فإن أفريقيا غنية بالموارد الطبيعية التي تتراوح ما بين الأراضي الصالحة للزراعة والمياه والنفط والغاز الطبيعي والمعادن والغابات والحياة البرية، وتحتفظ القارة بنسبة كبيرة من الموارد الطبيعية في العالم، سواء من مصادر الطاقة المتجددة أو غير المتجددة، كما تعد أفريقيا مصدرًا لنحو 30% من احتياطيات العالم من المعادن، ونحو 8% من الغاز الطبيعي، ونحو 12% من احتياطيات النفط في العالم، إضافة إلى 40% من الذهب العالمي ونحو 90% من الكروم والبلاتين. كما يوجد أكبر الاحتياطيات من الكوبالت والماس والبلاتين واليورانيوم في العالم في أفريقيا. وتملك أفريقيا 65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ونحو 10% من مصادر المياه العذبة المتجددة الداخلية.

وأوضح عبدالمطلب في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه رغم وفرة هذه الموارد، فما زالت الشعوب الإفريقية أكثر شعوب العالم فقرًا، وتعاني من تفشي الجهل والمرض، مشيرًا إلى أنه يرجع السبب الرئيسي إلى هدم قدرة أفريقيا على الوصول إلى مرحلة الاستغلال الأمثل لمواردها الطبيعية. ويرى بعض الخبراء أن الاستغلال الأمثل للموارد في القارة الإفريقية يحتاج إلى موازنة استثمارية كبيرة قد يصعب توافرها.

اعتقد الخبير الاقتصادي الدولي أن الاستعمار، سواء في صورته الجديدة أو القديمة، ما زال يعرقل قدرة إفريقيا على التنمية والاستغلال الأمثل لمواردها، والسبب طبعاً معروف، حيث أن التنمية في إفريقيا ستحرم الاستعمار من الاستيلاء على الموارد الإفريقية واستخدامها لتحقيق رفاهية لمواطنيه، مقابل زيادة الفقر في إفريقيا. 

وفي اعتقادي أيضاً، أن استغلال الموارد الإفريقية بالشكل المناسب الذي يدعم عملية التنمية يحتاج إلى وضع خطط استثمارية واضحة تقوم على تحقيق الأولويات الأساسية التي تقود إلى عائدات تنعكس بشكل مباشر على التنمية البشرية، والعمل على جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية، مع إعطاء أولوية خاصة للاستثمار في مجال التعليم والتكنولوجيا وتقنيات استخراج المعادن وتجديد الغابات الخشبية، بالإضافة إلى تشجيع الاستثمار في البنية التحتية ورفع كفاءة هياكل الإنتاج في القارة الإفريقية.

حيث أن جزء أساسي من مشاكل القارة يعود إلى النقص الكبير في قطاع البنية التحتية، وهو أمر يعيق أي خطط استثمارية لاستغلال الموارد الطبيعية بالشكل الأمثل في القارة السمراء. فقد ثبتت مجموعة من الدراسات أن عدم وجود خطوط نقل جيدة جعل نقل البضائع من غرب إفريقيا إلى الصين أرخص من نقلها إلى بلدان شرق القارة. يجب العمل على تحقيق ديمقراطية حقيقية، فالديمقراطية الحقيقية تمنح الأفراد والمؤسسات الفرصة للإبداع والابتكار في وضع وتنفيذ السياسات المتعلقة بإدارة تلك الموارد وتوجيهها نحو التنمية الشاملة. كما يجب العمل على وضع أسس وطنية صارمة تضع مصلحة شعوب القارة وتنميتها في مقدمة الأولويات، ولا شك أن هذا يحتاج في البداية إلى تحجيم الفساد والقضاء عليه، وتوضيح الخطط المستقبلية لتنفيذ الاستفادة من تنافسية الموارد الإفريقية التي تشكل جزءًا كبيرًا من مدخلات الصناعة والإنتاج في البلدان الغربية.