رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المقال العبثى

نحن الآن فى ٢٠٢٥ وقد نجحت مصر فى تأسيس وادى السيليكون المصرى فى الإقليم الاقتصادى لقناة السويس، وكانت المفاجأة الكبيرة أن كلًا من المستثمرين الأمريكيين «إيلون ماسك» و«مارك زوكربيرج» قد قررا التنافس على أرض مصر فى تصنيع عدة منتجات منها السيارة الكهربائية.. لقد أدرك كلاهما أن مصر هى الإقليم الاقتصادى الواعد بسبب التطورات التى حدثت بها فى مجالات عدة.. لقد بدأ كلاهما العمل بالفعل ولكن بعد عام كامل لاحظ إيلون ماسك أن معدل الإنتاج يتراجع وأن مصنعه يحقق خسائر بالمقارنة بالمصنع الذى يديره منافسه مارك زوكربيرج.. أخضع ماسك كل شىء للتحليل.. راجع كل البيانات.. راقب أداء العمال.. لاحظ قصورًا لا يعرف له سببًا ما.. عقد جلسات استماع مع مستويات المديرين المختلفة كان منهم صينيون وأمريكان وهنود.. تحدث معظمهم عن توصل مصنع زوكربيرج لاكتشاف علمى جديد يستخدم فى صناعة رقائق إلكترونية أرخص ثمنًا.. وأن هذا يمكنه من طرح منتج أرخص.. قال معظمهم إن ماسك يجب أن يخصص ميزانية أكبر لوحدة البحث العلمى فى مصنعه فى مصر.. واقتنع الرجل بذلك فعلًا.. لكن كل شىء تعطل حين طلب كبير العمال المصريين مقابلة ماسك.. وألح فى المقابلة.. تردد على مكتب ماسك عدة مرات فى اليوم الواحد.. كان يصطحب معه ابنه الذى يجيد الإنجليزية ليترجم له.. قال إن لديه أمرًا خطيرًا يريد إطلاع إيلون ماسك عليه.. أمرًا يتوقف عليه مستقبل المصنع الذى تكلف مليارات الدولارات وربما مستقبل إيلون ماسك نفسه.. وافق ماسك على مقابلة كبير العمال لإشباع فضوله للمعرفة.. حدد له موعدًا فى الصباح الباكر.. جاء الرجل ومعه ابنه ليترجم له.. قال لماسك إنه اكتشف سر تراجع إنتاج مصنعه وسر تفوق منافسه العتيد مارك زوكربيرج.. فتح ماسك أذنيه جيدًا.. أمسك بالقلم ليدوّن ملاحظات سريعة.. توقع أن يستمع من كبير العمال المصريين لتركيبة السبيكة الجديدة التى يصنع منها مارك رقائق مصنعه الإلكترونية.. أو أن يقول له كبير العمال اسم المهندس الذى اخترع هذه السبيكة فى مصنع منافسه.. بلا شك سيعمل ماسك على اختطافه من منافسه.. سيعرض عليه أضعاف راتبه لو كان عقده يسمح له بالانتقال لمصنع المنافس.. سيجد أى وسيلة للتوصل لهذا الكشف العلمى الذى أفاد منافسه.. لكن كبير العمال المصريين لم يقل لإيلون ماسك اسم المخترع المنافس ولا كشف له التركيبة الجديدة للرقائق الإلكترونية.. لقد قال له بصوت عالٍ: لقد كشفت سر مؤامرة مارك زوكربيرج على مصنعنا الناجح.. إن مارك هذا حاقد.. إن هدفه ليس الربح والاستفادة من هذه السوق الواعدة مثلنا.. لا إنه حاقد والدليل أنه جاء وراءك من أمريكا إلى مصر.. وأنا سأقول لك سر المبيعات الكبيرة التى يحققها مصنعه فى العام الأخير، إنه الشيخ «حسن أبوشقة» رجل الأعمال السفلية الشهير!.. دوّن إيلون ماسك اسم «حسن أبوشقة» على ورقة أمامه وسأل كبير العمال المصريين: هل هو خريج هارفارد مثلى؟، قال كبير العمال: إن حسن أبوشقة لم يكمل تعليمه.. رد إيلون ماسك: هل تقصد أنه مثل بيل جيتس لم يكمل دراسته فى هارفارد بعد أن اخترع اختراعه الأول؟! رد كبير العمال المصريين: أظن أنه ساقط إعدادية! تساءل إيلون ماسك عن هذا المستوى العلمى الذى لا يعرفه، ثم طلب من كبير العمال أن يدخل له فى الموضوع.. قال الرجل إن الشيخ حسن أبوشقة سخّر الجن للإضرار بمصنع إيلون ماسك لحساب منافسه مارك زوكربيرج، وإنه قام بمجموعة من الأعمال السفلية لمنع العمال فى مصنع إيلون ماسك من العمل كما ينبغى.. كما أن الشيخ «أبوشقة» سخّر الجن لمساعدة مهندسى مصنع زوكربيرج على التوصل لأسرار السبيكة الإلكترونية الجديدة وتحقيق أعلى المبيعات والوصول بأسهم الشركة لسعر قياسى فى البورصات العالمية.. أدرك إيلون ماسك ما يقوله كبير العمال نتيجة قراءته المكثفة عن مصر والشرق الأوسط، وسأل كبير العمال عن رأيه للانتصار فى هذه المنافسة.. فرد رئيس العمال بأنه لا حل سوى فى اللجوء إلى «تفيدة العمشة» سيدة الأعمال السفلية ومنافسة الشيخ حسن أبوشقة المعروفة فى جميع قرى الدلتا.. سأل إيلون ماسك عمّا ستفعله بالتحديد.. فقال كبير العمال إنها ستعد عملًا سفليًا لمارك زوكربيرج شخصيًا بعدم القبول وبالوقيعة بينه وبين مهندسى مصنعه، وإن هذا العمل من شأنه أن يؤدى لتراجع مبيعات مصنع زوكربيرج وربما توقف مصنعه تمامًا بفضل أعمال الشيخة «تفيدة العمشة».. هز إيلون ماسك رأسه مرتين وتوجه بالحديث لابن رئيس العمال الذى كان يتولى الترجمة بينهما وسأله: ماذا تدرس؟ فأجاب بأنه يدرس الهندسة.. سأله هل هو مقتنع بما يقوله أبوه؟ فأجاب بأنه غير مقتنع ويعتقد أن هذا كلام فارغ.. لكنه مجبر على البر بوالده لأسباب عاطفية مفهومة.. إنه أبوه ولا يستطيع أن يتبرأ منه ولا أن يهينه.. قال إيلون ماسك: لكن أفكار والدك تجعل من التقدم لديكم أمرًا مستحيلًا.. قال الابن: هذه معضلة بلدنا ونحاول أن نجد لها حلًا.. قال إيلون ماسك: هل تحب أن تحصل على فرصة فى أمريكا؟ قال الابن: ولمن أترك والدى؟ إن كل الخرافات التى يؤمن بها لا تنفى أنه رجل طيب.. قال ماسك: إن أفكاره هذه قد تغرقه وتغرقكم معه.. قال الابن: سنحاول تغييرها على المدى البطىء.. ليس أمامنا سوى الإصلاح المتدرج.. رد ماسك: مهمتكم صعبة إن لم تكن مستحيلة.. فى الأيام التالية صفّى إيلون ماسك مصنعه وعاد مرة أخرى إلى بلده، وكانت المفاجأة أن مارك زوكربيرج صفّى مصنعه هو الآخر بعد أن أزعجه جدًا أن تُنسب انتصاراته العلمية للشيخ حسن أبوشقة وليس لجهده العلمى والإدارى. 

ملحوظة: هذا مقال خيالى تمامًا وعبثى تمامًا وليس له أى علاقة بالواقع لا من قريب ولا من بعيد.