رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظاهرة «النينو».. ماذا يفعل مزارعو الخضروات لمواجهة الموجة الحارة؟

مزارع
مزارع

منذ ثلاثة أعوام اعتاد فتحي سالم، مزارع خضروات في محافظة المنوفية، على التغيرات المناخية التي تحدث كل عام في الفصول، إلا أنه يشعر بالخوف خلال الموجة الحارة الحالية التي تعرف باسم ظاهرة "النينو"، مرجعًا ذلك إلى التأثر الشديد الذي يحدث للخضروات، تحديدًا بسبب ارتفاع الحرارة.

يقول: «ارتفاع درجات الحرارة واختلافها كل فترة يقلل من نمو الثمار، ومن الممكن أن يصيبه بأمراض مثل التنفيل أي وقوع الزهر وكذلك مرض التسوس، ما يؤدي إلى ركود المحصول وعدم قدرتي على بيعه للتجار، ويتسبب ذلك الأمر في خسائر ضخمة للفلاح وهدر المحصول».

في تلك الموجة الحارة التي تمر على مصر خلال الأسبوع الحالي، يحاول فتحي حماية محصوله من خلال رشه صباحًا ومساءً بالمياه حتى يحافظ على ترطيبه طوال ساعات الذروة من الحرارة، وريه طوال اليوم باستثناء الساعات الحارة بشدة من الظهيرة حتى العصر.

يتبع فتحي أيضًا نظام رش المحاصيل ببعض المنتجات المخصصة التي تزيد من قدرتها على تحمل موجات الحر الشديد: «تساعد على الحفاظ على المحاصيل وعدم فساد الثمار أو تعرضها للتلف، لا سيما محصول الخيار الذي يتأثر بشدة بالحرارة العالية، وتسقط ثماره قبل النمو الكامل نتيجة ذلك».

خطورة الموجة الحارة على المحاصيل

ذلك ما حذر منه حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، بشأن تأثير الموجة الحارة الحالية على المحاصيل الزراعية في مصر، موجهًا مجموعة من النصائح التي يجب على المزارعين الالتزام بها لحماية المحاصيل من الطقس الحار الذي قد يؤثر في إنتاجية المحاصيل وصمودها أمام الموجة الحارة.

وأوضح، في مداخلة هاتفية له، ضرورة رش المحاصيل ببعض الأدوية والمغذيات التي تحافظ عليها من تأثير الموجة الحارة، مشددًا على أهمية استخدام الصوب الزراعية لحماية المحاصيل والفواكه من التغيرات المناخية، والموجات الحارة التي تمر بها مصر حاليًا.

ولفت أبوصدام إلى أن الخضروات أكثر تأثرًا من الموجة الحارة، وتأثيرها يكون وقت الإزهار، والحرارة الشديدة لها تأثير سلبي على النبات بصورة عامة، منوها بأن نبات الذرة من أكثر المحاصيل التي يمكن أن تتأثر بالموجة الحارة، لذلك يجب ريه باستمرار تجنبًا للأضرار.

مزارع خضروات: «الطماطم الأكثر تأثرًا»

فتحي ليس بمفرده الذي يخشى من ظاهرة "النينو"، فهناك علي شعراوي، مزارع خضروات في المنوفية أيضًا، يعاني خلال تلك الفترة من شدة الحرارة والخوف على فساد المحصول: «التغيرات المناخية في مصر خلال آخر عامين كان لها تأثير شديد على المحاصيل، لا سيما أنها حادة، بمعنى أن الشتاء يكون صقيعاً شديداً والصيف حاراً بالشدة نفسها».

وبيّن أن الموجة الحارة حاليًا تؤثر في محصول الطماطم تحديدًا الذي تخصص في زراعته، مضيفًا: «الطماطم من المحاصيل التي لديها حساسية تجاه ارتفاع درجة الحرارة، وتتأثر أكثر من المحاصيل الأخرى، إذ يتوقف نموها مع ارتفاع درجات الحرارة ولا تنضج الثمار بشكل جيد، وكل هدر في المحصول يسبب خسائر للفلاح».

ووفقًا لـ«علي»، فإنه يقوم حاليًا بالري المستمر لمحصوله حتى لا يفسد، ولكن يتجنب وقت الظهيرة الذي ترتفع فيه درجات الحرارة بشدة عن أوقات الليل والصباح: «أروي المحاصيل فجرًا أو بعد العصر حتى تظل رطبة طوال اليوم، وأتجنب الري وقت الحرارة الشديدة».

وتتعرض الكرة الأرضية في الفترة الحالية لارتفاع قياسي في متوسط درجة الحرارة، وذلك بفعل التأثر بظاهرة النينو، التي اجتاحت عدة مناطق من العالم، أبرزها مصر، إذ تأثرت بشدة وتعرضت لموجات من الحر الشديد خلال الأيام القليلة الماضية، وهي تغير دوري غير منتظم في الرياح ودرجات الحرارة ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة العالمية.