رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمين "حكماء المسلمين": الدين تعبير عن فطرة الإنسان البعيدة عن التطرف

المستشار محمد عبد
المستشار محمد عبد السلام

دعا الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، المستشار محمد عبدالسلام، خريجي النسخة الثَّانية من منتدى شباب صنَّاع السلام، إلى الحذر من الأشخاص والمؤسسات والهيئات والكيانات التي توظِّف الدين لخدمة أهدافٍ بعينها سياسيَّة أو اقتصاديَّة أو دينيَّة وغيرها، مشيرًا إلى أننا نعتمد على شباب صنَّاع السلام لينيروا الطَّريق لأطفالنا، فهم قادة المستقبل.

وقال الأمين العام، في كلمته خلال حفل تخرج المشاركين في المنتدى - وفق بيان للمجلس اليوم - إنَّ الدين هو تعبير عن فطرة الإنسان، التي هي بعيدة كل البُعد عن العنف والتطرف والحروب والصراعات والإرهاب، مشيرًا إلى أن الفاعل الأول في ذلك هو الظروف والأيديولوجيات التي تتبناها بعض الكيانات التي تستغل الدين ستارًا لأفكارها السوداوية.

وطالب المستشار عبدالسلام الشباب الخريجين، بضرورة مواصلة السير في طريق صناعة السلام، قائلًا: يحقُّ لكم أن تفخروا وتثقُوا بأنفسكم وقدرتكم على صناعة السَّلام، مشيرًا إلى أن مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والسادة الحكماء أعضاء المجلس لديهم حرصٌ كبيرٌ على تفعيل شراكةٍ حقيقيَّةٍ معكم من أجل نشر السلام في جميع أنحاء العالم.

ووجَّه الأمين العام الشكر لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، لإيمانه الكبير بالشباب وقدرتهم على صناعة التغيير والأفضل دائمًا، كما وجَّه الشكر لقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكيَّة لدعمه لوثيقة الأخوة الإنسانية، ذلكم الفردوس المفقود الذي نسعى جميعًا من أجله.

كما وجَّه المستشار عبدالسلام الشكر للدكتور جاستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، الذي كان -ولا يزال- داعمًا للمنتدى منذ النسخة الأولى، وكذلك الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش بدولة الإمارات العربية المتحدة، الداعم لبرامج التسامح، والشريك الأساس لمجلس حكماء المسلمين على دعمه الكامل للمنتدى وتمثيل الوزارة في وفد رفيع المستوى.

وفي الختام أعرب الأمين العام لمجلس حكماء المسلمين المستشار محمد عبدالسلام عن تقديره للشركاء في مجلس الكنائس العالمي ومؤسسة روز كاسيل على جهودهم في إنجاح فعاليات هذا المنتدى.

وفي السياق ذاته، أكَّد جاستين ويلبي، رئيس أساقفة كانتربري، في كلمته التي ألقاها نيابة عنه ريتشارد سودوورث، أمين الشئون الدينية المشتركة لرئيس أساقفة كانتربري ومستشار الشؤون الدينية لكنيسة إنجلترا، أنَّنا نعيش اليوم في ظلِّ عالمٍ متغيرٍ يواجه العديد من التحديات، ونتطلَّع إلى جهود الشباب لمواجهة هذه التحديات، مضيفًا: أتمنى أن تكونوا صنعتم أصدقاء طوال تلك الأيام الماضية، أصدقاء عبر الحدود والقارات تستطيعون من خلالهم التعرف على الاختلافات واحترامها والتعايش معها.

من جانبه قال فيليبو جراندي، المفوِّض السَّامي للأمم المتحدة لشئون اللَّاجئين، أنَّ صنَّاع السلام عليهم دور كبير في طرح حلول إبداعيَّة، بعيدًا عن المثالية، قادرة على إيجاد حلول فاعلة لما يواجهه عالمنا اليوم من تحديات في الأزمات، مهنئًا المشاركين بتخرجهم، واصفًا إياهم بأبطال المستقبل.

ورحَّب د. جيري بلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، بجميع الحضور والخريجين، مشيرًا إلى ضرورة العمل للوصول إلى أرضيَّة مشتركة للحوار والنقاش والعدالة، واكتساب الخبرات اللَّازمة لمواجهة التَّحديات المحيطة بصناعة السلام.

من جانبهم أعرب الخريجون عن سعادتهم البالغة في المشاركة في هذا المنتدى الهادف، معربين عن تقديرهم لجهود مجلس حكماء المسلمين في نشر قيم السلام والتَّسامح والتعايش الإنساني وتعزيزها، مؤكِّدين أن مشاركتهم في هذا المنتدى تمثِّل نقطة تحول في حياتكم نحو المساهمة بشكل فاعل في نشر وتعزيز السلام .

حضر الاحتفال عددٌ من الشخصيات في مقدمتهم معالي د. قطب سانو، عضو مجلس حكماء المسلمين ووزير الشئون الدينية ووزير التعاون الدولي والمستشار الدبلوماسي لرئيس غينيا سابقًا والأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، ومعالي د. علي بن راشد النعيمي، رئيس لجنة شئون الدفاع والداخليَّة والخارجيَّة في المجلس الوطني الاتحادي رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة، وسعادة السفير أحمد الجرمن، المندوب الدائم لدولة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة والمنظَّمات الدولية الأخرى في جنيف، وسعادة عفراء الصابري، مدير عام وزارة التسامح، وأداما ديانج، وكيل الأمين العام السابق للأمم المتحدة والمستشار الخاص لمجلس حكماء المسلمين.

وشَهِدَت مدينة جنيف بسويسرا، فعاليات النسخة الثانية من منتدى شباب صنَّاع السلام، الذي ينظمُه مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، بالشَّراكة مع مجلس الكنائس العالمي ومؤسسة روز كاسيل، وذلك خلال الفترة من ٦ يوليو الجاري واختتم أعماله اليوم بمشاركة ٥٠ شابًّا وشابة من مختلف أنحاء العالم.