رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"يُعقد بمصر".. محلل سياسي يوضح لـ"الدستور" أهمية مؤتمر قمة دول جوار السودان

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي

أكد المحلل السياسي السوداني الرشيد حسب الرسول، أن دول الجوار تلعب دوراً أساسياً لإنهاء الأزمة في السودان وخصوصاً مصر لعمق العلاقة بين البلدين، كما ظل الشعب السوداني من موقفه الرافض للحرب يعلق آماله على كافة الجهود الدولية والإقليمية الساعية لوقف الحرب، وأعتقد أن مؤتمر قمة دول جوار السوداني مكن أن يدفع بالمبادرات إلى الأمام إذا تجاوز حالة التجاذب بين مصر وإثيوبيا خصوصاً بعد تصريحات أبي أحمد بالأمس في اجتماعات اللجنة الرباعية للإيقاد، وكذلك سيكون لهذه القمة نتائجها إذا ضمنت مشاركة ممثلين عن طرفي الحرب في السودان.

وتعليقا على مؤتمر قمة دول جوار السودان الذي يعقد غدا بمصر، أوضح حسب الرسول، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من الضروري أن تعمل القمة على تنسيق الجهود الدولية والإقليمية لتوحيد المبادرات عبر منبر تفاوضي موحد يمثل فيه الملف الإنساني الأولوية وذلك للأوضاع الكارثية التي أفرزتها الحرب والتي تكشفها التقارير المحلية والدولية، ويجب النقاش بصورة جادة حول إمكانية فتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية ووقف الانتهاكات بحق المدنيين وضرورة وقف القصف العشوائي بالأسلحة الثقيلة وسلاح الجو، وكذلك خروج قوات الدعم السريع من المرافق العامة والخدمية وبيوت المواطنين وفق آلية مراقبة دولية، خصوصاً وأن ما يقوم به الطرفان من انتهاكات بحق المدنيين بات يصنف ضمن جرائم الحرب لذلك على الطرفين احترام القوانين الدولية والالتزام بما تم توقيعه من قبل الطرفان بجدة.. ومن ثم مناقشة آلية الوقف الدائم لإطلاق النار، وصولاً لحل سياسي يحترم خيارات وتطلعات شعب السودان في التحول المدني الديمقراطي وجيش مهني واحد يبعد بنفسه عن السياسة والاقتصاد .

وأضاف المحلل السوداني، أن مصر لديها دور فاعل سواء على الصعيد العربي أو الإفريقي، ويشكل موقفها من الصراع الجاري في السودان موقفاً مهماً وذو تأثير كبير خصوصاً على دول الإقليم.

واعتبر حسب الرسول، أنه منذ اليوم الأول للحرب أكد للجميع أن استمراها هو مهدد لأمن واستقرار المنطقة وذلك لموقع السودان المنفتح على سبع دول إفريقية بحدود برية، وبالتالي احتمال انتقال الصراع لبعض دول الجوار يمثل إحدى المهددات، كما يشكل تدفق اللاجئين عامل ضغط على اقتصاديات دول الجوار، وكذلك ملف مرور بترول جنوب السودان، وملف سد النهضة وغيرها من الملفات التي يزيد من تعقيداتها استمرار الحرب.

وقال حسب الرسول، إن إنهاء الأزمة يعتمد بشكل أساسي على توحيد الجهود والمبادرات الدولية والإقليمية ودمجها في خارطة طريق ورؤية موحدة تحترم خيارات وتطلعات الشعب السوداني تبدأ بإيقاف الحرب، وتنتهي باستعادة مسار التحول المدني الديمقراطي.

 

وأكد المحلل السوداني، أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه مصر، لكن يجب أن يتجنب الدور المصري الانحياز أو الانتصار لأحد طرفي الحرب، وكذلك يجب ألا يكون ملف الأزمة في السودان محل تجاذب بين دول الإقليم في خلافاتها الثنائية.

وأشار توقعاتك، لسيناريوهات إنهاء الأزمة في السودان ما يزال طرفي الصراع يصران على خيار الحسم العسكري رغم الكلفة العالية التي يدفعها السودان شعباً وأرضاً، ومآلات تحول الصراع الحالي إلى حرب أهلية يهدد وجود الدولة ووحدتها، وهو ما يلقي عبئاً كبيرا على القوى السياسية والمدنية وكل أطياف الشعب السوداني في التوحد ضد هذه الحرب وعدم الانحياز لأي من طرفيها ورفض نتائجها وإيقافها فورا ومحاسبة من أشعلها، وكذلك المحاسبة على كل الجرائم والانتهاكات التي ارتكبت بحق المدنيين وتدمير البنى التحتية، وإيجاد آلية لمعالجة آثار الحرب، والتوافق على تشكيل سلطة انتقالية مدنية بالكامل محدودة المهام تتسلم السلطة ويكون من أولويات مهامها دمج الجيوش وصولاً لجيش مهني وقومي واحد، وتمهد الطريق للانتخابات، وعلى المجتمع الدولي ودول الجوار والإقليم أن تساند الشعب السوداني لبلوغ هذه الأهداف.