"مستنينك يا محمد".. كيف بدل غربق كليوباترا الضحكات إلى صراخ؟
قرر أن يأخذ أصدقاءه ويتوجهون إلى منطقة كليوباترا بالإسكندرية ليرفهون عن أنفسهم بابتسامة ترتسم على وجوههم وضحكات يسمعها من يجاورهم.
تطأ أقدام الأصدقاء صخور البحر، ولن يحملوا بداخلهم أي شك في أنه حلول الظلام ستنتهي حياة أحدهم، ولن يتخيلوا أن الموقع الذي شهد ضحكاتهم سيكون ذاته الذي يتلقون فيه العزاء بأياد مكتوفة وعيون راجية لا تتوقف دموعها ولا تزوغ نظراتها عن أمواج البحر.
لتنطفئ الضحكة، ويتوقف الوقت ويسكن التفكير ولا يملكون سوى صوت النداءات والاستغاثات يتحركون يمينا ويسارا ويقلبون أمواج البحر بأعينهم في انتظار لحظة أمل أن يترك البحر جثمان ابنهم المفقود.
ليكون آخر طلبات الشاب الغريق، محمد عماد دخيل "قبل أن يخطفه البحر عندما هاتفه والده": "حضرولي الغداء أن جاي"، بينما تلقى والده اتصالا آخر بأن ابنه المنتظر فارق الحياة غرقا دون العثور على جثمانه.
ليسرعا الأب والأم في صرخات وقلوب مفطورة، لن يتحملا ما وقع عليهما من كارثة بعد أن فارق ابنهما حياته غرق وفارق شقيقاته الثلاث: "اطلع يا محمد، هتطلع أمتي يا ابني، يالا يا حبيبي أنا مستنياك عايزه أشوفك" كلمات تلفظ بها الأم وهي تجلس تنتظر أن تستلم جثمان ابنها الغريق من قبضة البحر.
فلن تعلم الأم أن ابنها الذي انتظرته في منزلها ليعود لها ويخبرها كيف قضى يومه، ستنتظره هي على شاطئ البحر لتخبر روحه كيف مر الوقت عليها ومدى قسوته في انتظار جثمانه.
مساحة شاسعة من مسطح البحر وأمواج مرتفعة ترتطم بالصخر، ومحاولات محدودة لا نتيجة لها حتى الآن لانتشال الجثمان الغارق الذي ينتظره قلوب لا تطيق الانتظار ولكنها مكتوفة الأيدي.
لتستمر محاولات البحث بجهود فرق الإنقاذ النهري والغطاسين المتطوعين للعثور عن جثمان "محمد عماد دخيل"١٩ سنة الذي غرق بمنطقة كليوبترا منذ الأمس دون العثور على جثمانه حتى الآن.
وما يعرقل محاولات البحث الظروف البحرية الصعبة وارتفاع أمواج البحر الذي أضاعت الرؤية أسفل سطحه.
وتلقى قسم شرطة سيدي جابر بلاغا من إدارة شرطة النجدة بتعرض شاب للغرق بمنطقة كليوباترا، وانتقل ضباط القسم وقوات الإنقاذ النهري رفقة سيارة الإسعاف إلى الشاطئ المشار إليه.
