رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مؤرخ فنى: عبدالمنعم مدبولى مكتشف النجوم وله بصمات فى التراجيديا

عبدالمنعم مدبولي
عبدالمنعم مدبولي

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان الكبير عبدالمنعم مدبولي، الذي جسد الكثير من الأعمال الفنية التى ما زالت حاضرة، حيث رحل فى نفس اليوم، ولكن عام 2006، كما ساهم في الفن بما يقرب من النصف قرن، والتحق بعد ذلك بمعهد الفنون المسرحية وهو كان الدفعة الثانية لسنة 1949.

 قال المؤرخ الفني محمد شوقي لـ"الدستور" إن الراحل عبدالمنعم مدبولي، استطاع أن يصل للجمهور ليس من خلال أعماله الفنية فقط، ولكن الأعمال التراجيدية أيضًا، كما بدأ حياته الفنية، حيث درس في المدارس التطبيقية، وكان يحب النحت، وكان يمارسه باستمرار حتى آخر أيامه وما زالت المشغولات الخشبية أو الفضية باقية حتى الآن.

واستكمل "شوقي"، نشأ مدبولي يتيمًا وتوفى والده وهو في عمر الستة أشهر وقامت والدته بتربيته هو وإخوته تربية صالحة، أحب فن التمثيل وبدأ مشواره في طريق الفن، بالعمل مع فرقة "جورج أبيض وفاطمة رشدي".

وأوضح أن مدبولي بدأ تعاونه مع الفنانة فاطمة رشدي من خلال مشهد واحد، ولكنها بخبرتها أدركت أنه سيكون ممثلًا كبيرًا، وقالت له "أنت وراك حاجة بكرة الصبح" ليرد عليها "لا"، طلبت منه الحضور وأسندت إليه دور البطولة أمامها في إحدى الروايات، ويعد ذلك سابقة لم تحدث من قبل ليكون عبدالمنعم مدبولي بطلًا أمام فاطمة رشدي.

- عبدالمنعم مدبولى والمسرح

وأضاف أن عبدالمنعم مدبولي كون مع مجموعة من زملائه "المسرح الحر" وكان أبرزهم الفنان عبدالمنعم إبراهيم وتوفيق الدقن، ولكن التجربة لم تنجح ولكنه لم ييأس، عمل بعد ذلك في الإذاعة المصرية وبدأ العمل مع الإذاعي الكبير "بابا شارو" برنامج ساعة لقلبك الذي استطاع من خلاله أن يمثل ويؤلف ويخرج، وكان البرنامج يعد أكاديمية فنية كبيرة أطل علينا من خلاله الكثير من كبار نجوم الكوميديا وأبرزهم "فؤاد المهندس وخيرية أحمد ويوسف عوف ومحمد يوسف والخواجة بيجو وأبولمعة" وأسماء أخرى كثيرة تعد علامة من علامات الإذاعة المصرية.

وقال المؤرخ الفني، إن "مدبولي" عمل بعد ذلك في المسرح الحديث وأطلق عليه مخرج شباك نظرًا لأعماله العظيمة والمتميزة في فترة الستينيات منها مسرحية "أنا وهو وهي وجولفدان هانم ونمرة اتنين يكسب ومطرب العواطف ومطار الحب ولوكاندة الفردوس والسكرتير الفني وحالة حب".

- دوره في تصعيد كوكبة من النجوم

 وتابع "محمد شوقي" كما اكتشف وقدم نجومًا للفن أبرزهم عادل إمام، وكان يعمل في المسرح القومي ويقدم مسرحيات باللغة العربية الفصحى وكان ممثلًا تراجيديًا وأقنعه عبدالمنعم مدبولي أن يقدم المسرح الكوميدي وقدمه من خلال مسرحية "أنا وهو وهي" ثم أعاد اكتشافه مرة أخرى الفنان فؤاد المهندس وقدم له فرصة ومساحة أكبر ليصبح بعد ذلك نجم الكوميديا عادل إمام. 

وأعاد نفس التجربة مع الفنانة سهير البابلي التي كانت تعمل بالمسرح القومي وأقنعها أيضًا أن تتجه للمسرح الكوميدي، ونجحت وأصبحت أفضل ممثلة كوميدية فيما بعد سواء في المسرح أو السينما أو التليفزيون.

أتاح فرصة كبيرة للفنان "سعيد صالح وأحمد زكي ومحمد صبحي" من خلال مسرحية "هالو شلبي"، كما قدم صلاح السعدني ونورا وبوسي وهالة فاخر بنات أمين الهنيدي في مسرحية "لوكاندة الفردوس"، وصنع نجومية هؤلاء الفنانين على المسرح. 

كما قدم مسرحية "مدرسة المشاغبين" واعتذر عنها بسبب الارتجالات الكثيرة التي كانت سببًا رئيسيًا لمد فترة عرض المسرحية حتى السادسة صباحًا وحاول أن يلفت نظر أبطالها لذلك دون استجابة منهم، فقرر الانسحاب وحل محله الفنان حسن مصطفى.

وعندما قدم عبدالمنعم مدبولي إحدى روائعه مسرحية "ريا وسكينة"، وقد اشترطت الفنانة شادية وجوده بجوارها على المسرح حتى تشعر بالأمان كونه أول عمل مسرحي لها، وتعد هذه المسرحية الأعلى مشاهدة في تاريخ المسرح العربي كله، كما أنها سمة أساسية من سمات الأعياد. 

- مسيرته في  السينما

واستكمل في حديثه لـ"الدستور"، "بدأت مسيرة عبدالمنعم مدبولي في السينما في أواخر الخمسينيات ومن أشهر أفلامه في البدايات فيلم "بين السماء والأرض" وكان دورًا بعيدًا عن الكوميديا، ثم قدم أدوارًا ثانوية مع فؤاد المهندس في معظم أفلامه "مطاردة غرامية"، وتعد فترة منتصف السبعينيات هي أزهى فترة فنية له، بداية من فيلم "الحفيد" 1976 وقدم دور الأب والحما وهو من أعظم أدواره التي قدمها في السينما، إلى جانب دوره في نفس السنة حين قدم فيلم "مولد يا دنيا" وغنى فيه أغنية "طيب يا صبر طيب" المليئة بالمشاعر الدرامية وأبدع رغم أنه أستاذ في الكوميديا".

كما قدم الفيلم المأساوي "إحنا بتوع الأتوبيس" وشاركه البطولة الفنان عادل إمام، والفنان يونس شلبي ورغم أنهم جميعًا نجوم كوميديا إلا أنهم قدموا دراما تراجيدية من نوع خاص ومتميز.

وقدم آخر أدواره السينمائية في فيلم "المرأة والساطور" مع نبيلة عبيد وأبوبكر عزت وفيلم "عايز حقي" مع هاني رمزي، وآخر أعماله في التليفزيون مسلسل "الشارع الجديد" وقدم خلاله دور الحاج يونس البقري وهو من أفضل أدواره الدرامية، كما قدم للمسرح مسرحية "الجنزير" مع خالد النبوي وكان في سن متقدمة.

وتابع، قدم عبدالمنعم مدبولي للتليفزيون مسلسله الشهير "أبنائي الأعزاء شكرًا" 1979 وكان له صدى كبير وضجة في الشارع المصري فور عرضه، لدرجة أن النجم فاروق الفيشاوي في ذلك الوقت كان محبوسًا في منزله بسبب تفاعل الجمهور وتأثرهم مع شخصيته "الابن العاق" وكانوا يريدون ضربه انتقامًا لبابا "عبده"، نال العمل استحسانًا كبيرًا من الجمهور من جميع الأعمار وأشاد به النقاد. 

 وأضاف أنه قدم العديد من الأغاني للأطفال "كان فيه واد اسمه الشاطر عمرو، وتوت توت قطر صغنطوط"، و"الشمس البرتقاني عليها ليا سنة" كما أصدر شريط كاسيت خاصًا للأطفال، كما أنتج له الموسيقار محمد عبدالوهاب شريط كاسيت بعنوان "طيب يا صبر طيب" وقام بتصويرها تليفزيونيًا. 

قدم الفنان العظيم عبدالمنعم مدبولي أعمالًا تليفزيونية وسينمائية ومسرحية وغنائية، ووضع بصمته في كل المجالات الفنية، وظل يعمل بلا كلل، واسمه كان كفيلًا باقتناع الجمهور بجودة العمل.