رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تُهدد حوادث إطلاق النار الجماعى نجاح "بايدن" فى الانتخابات الأمريكية؟

بايدن
بايدن

اشتدت حدة حوادث إطلاق النار الجماعي في أمريكا خلال الأشهر الأخيرة، لتلقي بظلالها على زيادة الحوادث من هذا النوع، خلال إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وشهدت عطلة نهاية الأسبوع الماضي عددا كبيرا من حوادث إطلاق نار، آخرها الثلاثاء، عندما أطلق مسلح يرتدي سترة واقية من الرصاص، النار في شوارع فيلادلفيا عشية احتفالات يوم الاستقلال الأمريكي، ما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة صبيين قبل ذلك.

بينما شهدت ولاية تكساس مقتل ثلاثة أشخاص في حادث إطلاق نار آخر في فورت وورث، وذلك قبل منتصف الليل بقليل، وسط تجمع في ساحة انتظار سيارات أدى أيضًا إلى إصابة ثمانية.

وفي شيكاغو، قتل ما مجموعه خمسة أشخاص وأصيب 33 على الأقل في سلسلة من عمليات إطلاق النار في جميع أنحاء المدينة، بعد عام واحد من مقتل سبعة أشخاص في إطلاق نار في موكب الرابع من يوليو في هايلاند بارك، إلينوي، بالقرب من شيكاغو.

وقالت الشرطة في كانساس، يوم الثلاثاء، إن 11 شخصا أصيبوا في مطلع الأسبوع عندما فتح مسلح النار داخل ملهى ليلي في ويتشيتا.

حوادث إطلاق النار في أمريكا 2023

كانت أعمال العنف في فيلادلفيا هي حادث القتل الجماعي التاسع والعشرين في البلاد في عام 2023، وفقًا لقاعدة بيانات تحتفظ بها وكالة أسوشيتد برس ويو إس إيه توداي بالشراكة مع جامعة نورث إيسترن، وهو أكبر رقم مسجل بحلول هذا الوقت من العام.

من جانبه شجب الرئيس الأمريكي جو بايدن هذه الحوادث، في بيان صادر عن البيت الأبيض يوم الثلاثاء، قائلا: "لقد عانت أمتنا مرة أخرى من موجة إطلاق نار مأساوية وعديمة المعنى في مجتمعات عبر أمريكا".

تابع: "اليوم، أنا وزوجتي نحزن على أولئك الذين فقدوا حياتهم، وبينما تحتفل أمتنا بعيد الاستقلال، نصلي من أجل اليوم الذي ستكون فيه مجتمعاتنا خالية من العنف المسلح".


حث بايدن الدول الأخرى على حظر البنادق الهجومية والمجلات عالية السعة ودعا الكونجرس مرة أخرى إلى تجديد الحظر الوطني على مثل هذه الأسلحة.

عنف السلاح في مدارس وحانات أمريكا

وتشهد الولايات المتحدة بشكل متكرر حوادث عنف وإطلاق نار في المدارس والحانات تسفر عن عشرات القتلى الأبرياء. ومن أشهر هذه الحوادث مقتل عشرين طفلا في ولاية كونيكتيكت عام 2012 بعدما فتح رجل النار عليهم في مدرسة.

حوادث العنف الجماعي تهدد أمريكا

وفي 2018 قتل طالب في مدرسة ثانوية بولاية تكساس ثمانية من زملائه وهي الحادثة التي سبقتها بعدة أشهر حادثة أخرى راح ضحيتها 17 شخصا. وفي كل مرة تحيي هذه الحوادث الجدل المحتدم بالبلاد حول استخدام وشراء الأسلحة النارية، حسب فرانس برس.

وسجلت منظمة "أرشيف عنف السلاح"، وهي منظمة غير ربحية تتعقب عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة، ما لا يقل عن 604 عمليات إطلاق نار جماعي في عام 2022.

وتسبب العنف المسلح بشكل عام في مقتل ما يقرب من 40 ألف شخص في الولايات المتحدة العام الماضى، وفقًا لسجلات الأرشيف.

في هذا السياق، وصفت صحيفة واشنطن بوست فشل أمريكا على مدار 10 سنوات فى الحد من عنف الأسلحة، قائلة: "إن بايدن لعب دورا أساسيا فى جهود غير ناجحة لسن تشريع هام يتعلق بالأسلحة النارية فى ظل آلاف من حوادث إطلاق النار، منذ أن كان نائبا للرئيس فى عهد الرئيس باراك أوباما".

وأشارت واشنطن بوست، إلى فشل جهود الكونجرس مرارا لتغيير سياسات الأسلحة بشكل كبير، على الرغم من أن المشرعين كانوا يعقدون مناقشات جادة حول الحد من الأسلحة فى أعقاب كل مأساة. 

بايدن والفشل في حل أزمة السلاح 

ولعب بايدن دورا أساسيا فى العديد من تلك الجهود غير الناجحة فى الأول كنائب للرئيس، ثم كرئيس.

ودفعت مذبحة مدرسة ساندي هوك الابتدائية، التي وقعت في عام 2012، وسقط إثرها 27 شخصاً من بينهم 20 طفلاً، أوباما، لتعيين بايدن مسئولا عن قضية الأسلحة، وقاد الأخير فريق اقترح نحو 20 إجراء تنفيذى حول الأسلحة وقعها الرئيس أوباما فى هذا الوقت، لكنه أشرف أيضا على محاولات فاشلة فى الكونجرس لتقنين الأمر.

وبعد تولي بايدن الرئاسة الأمريكية، لم ينجح في إضافة اي جديد داخل الكونجرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون يهدف إلى منع حوادث إطلاق النار.

ولا يزال أغلب الجمهوريين معارضين لأى تغييرات مقترحة، ويجادلون بان القيود الجديدة لن يكون لها تأثير كبير على وتيرة حوادث طلا النار، ويمكن أن تمس حق الأمريكيين الدستورى فى حمل السلاح.

وبالتزامن مع اقتراب الانتخابات الأمريكية 2024، تتصاعد حدة حوادث إطلاق النار الجماعي، مما يضع بايدن في موقف حرج أمام الناخبين، ولاسيما وسط اتهامات له بالفشل في الكثير من الملفات الأخرى.