رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نحو تعديل قوانين "ظالمة للمرأة".. كيف صنع فاتن أمل حربي و"تحت الوصاية" التغيير؟

جريدة الدستور

تصنع الدراما تأثير قوي على مدى السنوات، لاسيما تلك التي تخصّ حقوق المرأة وتناقش القضايا التي تنتقص من ذلك الحق، ليكون لها التأثير فيما بعد على صعيد القوانين والبرلمان ومحاولة التغيير وكذلك إصدار قوانين أكثر حماية لحقوق النساء.

ومؤخرًا أنتجت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية عدد من الأعمال الدرامية التي تناقش حق المرأة، وتحاول النبش في قضايا الدعم النسوية، من أجل إحداث التغيير الحقيقي سواء في القوانين أو الحقوق التي تخص النساء.

ومن فاتن أمل حربي بطولة النجمة نيللي كريم خلال الموسم الرمضاني 2022 إلى تحت الوصاية بطولة النجمة منى زكي خلال الموسم الرمضاني 2023.

فاتن أمل حربي

صدر مسلسل فاتن أمل حربي خلال العام الماضي؛ ليناقش قضايا الأم المطلقة وحقوقها في حضانة ابنائها، وكذلك حقها في الزواج مرة ثانية بعد الطلاق، وعدم حرمانها من أبنائها نتيجة ذلك، وهي أحد القضايا الاجتماعية التي تؤرق النساء في مصر.

وتضمن المسلسل عدد من القضايا الاجتماعية التي تخص حقوق النساء المطلقات، منها حق الولاية التعليمية، وحضانة الأم لأبنائها في حال زواجها مرة ثانية، وأيضًا قضية الفنادق التي تمنع حجز غرف للنساء دون سن الأربعين بمفردهن، فلا يسمح لهن بحجز إقامة إلا في حال وجود رجل من أقاربهن: كالأب أو الأخ أو الزوج.

  • بحسب قانون الأحوال الشخصية المصري، تفقد المطلقة حقها في حضانة أطفالها بمجرد الزواج مجددًا.

كان للمسلسل صدى واسع على صعيد التغيير في القوانين، كانت بدايتها لدى المجلس القومي للمرأة حيث أعلن وقتها أن منع السيدات من الإقامة بالفنادق بمفردهن يعد مخالفة لمبادئ الدستور المصري، وأن للنساء حق في الإقامة بالفنادق بمفردهن.

ومن الأثر القانوني الذي تركه المسلسل إتجاه الحكومة لإقرار قانون جديد يخص الأحوال الشخصية والذي تفاعل مع قضية الطلاق والحرمان من وصاية الأبناء في حال زواج الأم عقب الانفصال.

وقال وقتها الرئيس السيسي: "نحتاج مناقشة قضايا الأسرة بأمانة وحيادية دون مزايدة"، ودعا الحكومة والبرلمان والأزهر وكل مؤسسات المجتمع للتكاتف لإعداد قانون أحوال شخصية متّزن، مؤكدًا أن كل من له صلة بالملف "في رقبته أولادنا وبناتنا".

وعقب ذلك دعت النائب جيهان زكي، عضو مجلس النواب، بعد إشادتها بالعمل الدرامي الذي أنتجته المتحدة إلى طرح تعديلات على قوانين الأحوال الشخصية على مائدة الحوار البرلماني، من أجل تغييره بما ينصف النساء المطلقات.

تحت الوصاية

يليه في العام الحالي مسلسل آخر لا يقل أهمية في دعمه للقضايا النسائية عن مسلسل فاتن أمل حربي، وهو مسلسل تحت الوصاية للنجم منى زكي، إذ سلط المسلسل الضوء على قضية لم يتم مناقشتها من قبل وهي حق الأم في الوصاية على أبنائها بعد وفاة الزوج.

حيث تظهر منى زكي أم لطفلين يموت والدهما ويحاول عمهما وجدهما الحصول على الميراث الخاص بهم والوصاية عليه، وتحاول منى زكي طوال أحداث المسلسل الحصول على حق الوصاية.

كان أحد المسلسلات التي لها أصداء قوية داخل مصر وخارجها حيث سلطت جريدة الجارديان الضوء عليه، بأنه يناقش أحد أهم القضايا التي تعاني منها الأرامل في منطق الشرق الأوسط وهي قضية الوصاية على الأبناء.

وأحدث المسلسل محاولات للتغير في القوانين التي تنظم الوصاية للأم، فقدمت النائبة ريهام عفيفي، عضو مجلس الشيوخ، طلب إحاطة من أجل تعديل على قانون الوصاية في مصر، وتحديدًا وصاية الأم على أموال أبنائها بعد وفاة الأب.

وأكدت النائبة أن مصر تسير على قانون تم وضعه في خمسينيات القرن الماضي ولابد للأعمال الدرامية أن يكون لها أثر في تغيير تلك القوانين، وحل القصور التشريعية التي يتضمنها من أجل حماية الأرامل بعد وفاة الزوج وكذلك حفظ المستحقات المادية لهن.

وظهر من بعد ذلك أول قضية في مصر تخص الوصاية، حيث نجحت أم مصرية في الحصول على حق الولاية على ابنها مناصفة مع والده، بعد انفصالها عن زوجها، وذلك عبر اتفاق قانوني تم بينها وبين طليقها جرى توثيقه في المحكمة.