رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كنت متمردًا

في حياة كل إنسان منا لحظات مضيئة، ولحظات أخرى مخيبة للآمال، ولم أجد أعظم من لحظات المشاركة في استعادة وطن مختطف، بلا حاضر ولا مستقبل لك ولأولادك، لتصفها باللحظة المضيئة لك ولوطننا الغالي.

شاركت في ثورة ٣٠ يونيو، وانضممت إلى حملة تمرد منذ بدء تأسيسها، وكنت عضوًا في لجنتها المركزية، ومسئولًا عن ملف مهم للغاية، وهو ملف الطلاب في الجامعات المصرية، وفي مثل هذا اليوم قبل ١٠ سنوات نظمنا وتحركنا بمسيرة طلابية هي الأضخم إلى قصر الاتحادية، من أمام جامعة عين شمس، واعتصمنا هناك حتى بيان النصر في 3 يوليو 2013.

دعوات المصريين ..

وعلى مدار شهرين منذ أول مايو 2013- وهو تاريخ أول نزول لحملة تمرد على الأرض في ميدان التحرير، بالتزامن مع عيد العمال، لجمع توقيعات المصريين- نظمنا العديد من الجولات والمسيرات في مختلف المناطق والجامعات المصرية لجمع التوقيعات، وكانت هناك عدة عوامل مشتركة في كل التحركات، أهمها وأولها هو دعوات المصريين بمختلف فئاتهم وطوائفهم، ورغبتهم في النزول والمشاركة للإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية، والقدرة على ضرب أروع الأمثلة في أحلك الظروف، لصناعة التغيير والتعبير عن إرادتهم مهما ظن البعض أن الوضع سيستمر بإرهاب مصنوع ومدعوم، لتخويف المصريين.

الثقة في القوات المسلحة..

الثقة في القوات المسلحة كانت من أهم العوامل المشتركة، فرغم الكم الهائل من الشائعات والأكاذيب التي انتشرت في تلك الفترة قبل ثورة ٣٠ يونيو، فإن الجميع كان على ثقة تامة في قواتنا المسلحة، وإنها لم ولن تكون ضد إرادة المصريين التي عبرت عنها توقيعات الملايين لحملة تمرد، ومن بعدها في كل ميادين الجمهورية للإطاحة بالإرهابيين من على سدة الحكم.

طلاب مصر..

طلاب مصر بكل الجامعات، كذلك، ضربوا أروع الأمثلة في قدرتهم ورغبتهم في صناعة غد أفضل للجميع، وصناعة مستقبل مشرق لهم، فكنت أتلقى اتصالات هاتفية من طلاب كل الجامعات يؤكدون طباعتهم الاستثمارات من أموالهم الخاصة، والتطوع معنا لجمع التوقيعات وتسليمها لنا.

احتفلوا بنجاح ثورتكم..

وعلى مدار 10 سنوات نجح المصريون في معركة البناء للدخول إلى عصر الجمهورية الجديدة، رغم كل التحديات المحلية منها والدولية، فمن حق المصريين الآن وكل عام الاحتفال بنجاح ثورتهم، والإطاحة بحكم الإرهابيين والخونة، وكما قال الخال عبدالرحمن الأبنودي في قصيدته عن ٣٠ يونيو "وافتح كِتابَ مصر واقرأ القصة بالعربى .. وما جرى فيها فى يونيه فى يوم تلاتين.. يتمطّع الضىّ ع الخُضرة فى ساعة عصر.. كأنه نسْمَة خصُوصى جايّه للمساكين.. كان مين قِدِر والا يقدر يِتْنِى راية مصر.. حلم الغزاة اللى داير من قرون وسنين؟!.. ومصر اهِه لسّه عايشة ولسّه بِتعافِر".