رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواشى القمامة.. كيف تعرفها وهل يجوز التضحية بها؟

جريدة الدستور

في منطقة العزبة داخل مدينة حلوان، أقصى جنوب محافظة القاهرة، تتراص الخراف والماشية داخل الزرايب، وعلى الجانب الآخر امتلأ الشارع بأكياس القمامة، التي يلقيها السكان كل يوم لتكون في الصباح التالي غذاءً للمواشي المقرر ذبحها صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى المبارك.

مشهد متكرر، وربما بات معتادًا مع اقتراب عيد الأضحى، حيث يربى البعض الماشية المقرر ذبحها كأضحية على تناول غذائها من القمامة، دون وضع الطعام المناسب لها حتى يكون ذبحها وأكلها آمنًا فيما بعد بالنسبة للمضحين، وكذلك الصدقة التي يتم إخراجها من الأضحية.

حكم ذبح أضاحى الجلالة

تعرف تلك الظاهرة باسم أضحية الجلالة، وهي الأضحية التي تتربى على تناول طعامها من القمامة، وكانت دار الإفتاء المصرية قد أجابت عن سؤال بشأن حكم ذبح الأضحية التي تعتاش على القمامة، فسأل مواطن: «هل هناك من العيوب ما يمنع ذبح الأضحية؟»، لتعدد الإفتاء الحالات التي لا يجوز فيها ذبح الأضحية المعيبة من بينها أضحية الجلالة.

وقالت الإفتاء في ردها: «لا يجوز التضحية بالجلالة، وهي الأضحية التي تأكل العذرة ولا تأكل غيرها، مما لم تستبرأ؛ بأن تحبس أربعين يومًا إن كانت من الإبل، أو عشرين يومًا إن كانت من البقر، أو عشرة إن كانت من الغنم»، وذلك لما لها من أضرار على صحة الإنسان.

ارتفعت أسعار اللحوم الحمراء في مصر خلال عام بنسبة 100%، حيث كان سعر كيلوجرام اللحم الحي للعجول البقري الفاخر (وزن 400 كجم) 69 جنيهًا خلال مايو العام 2022 وأصبح خلال مايو العام 2023 بسعر 127 جنيهًا، وهي النسبة نفسها التي ارتفع بها سعر كيلو اللحم البقري القائم (الحي) فكان 70 جنيهًا وأصبح 115 جنيهًا.

 

لماذا لا يجوز أكل أضحية الجلالة؟

أحمد شوقي، إمام وخطيب في وزارة الأوقاف، يوضح أن هناك أنواعًا للأضاحي التي تأكل من القمامة، وذلك على حسب نوع الأخيرة، فهناك قمامة ليس بها أي شيء يوصف بـ"النجاسة" أي أنها مجرد بواقي طعام يجوز أكلها للماشية ولا تفسد التضحية بها.

ويضيف، لـ"الدستور": إنما إذا كانت القمامة التي تأكلها الماشية تحتوي على النجاسة، فذلك يفسدها ولا يجوز التضحية بها لأنها هنا تصبح جلالة، وهي التي أكلت النجس، ونهى عن ذبحها أو التضحية بها لما لها من أضرار على صحة الإنسان.

العام الماضي شهدت المجازر الحكومية ذبح 196 ألفًا و632 رأس ماشية، وانقسمت إلى 12 ألفًا و753 بقرة و3 آلاف و74 جاموسة و3 آلاف من الخراف و423 رأس ماعز إلى جانب 165 جملاً، حسب وزارة الزراعة.

وبيّن أن بواقي الطعام لا تدخل ضمن الأشياء النجسة فهي تأتي من الإنسان والبيوت وما يفيض عن حاجتها، فتأكله الماشية والقطط والكلاب، ولكن النجس هو فضلات الإنسان أو روث الحيوانات، ولذلك لا يستحب ذبح الأضحية التي تأكل من النجاسة، وهو اتفاق بين أغلب الفقهاء.

وفي حال عدم معرفة المضحي إذا كانت الأضحية الخاصة به أكلت من القمامة النجسة أم لا فإنه يندرج تحت بند الجاهل الذي لا يعلم فليس عليه حرج من أكلها، فالله لا يضع الحرج على الناسي أو الجاهل أو المكره، فيرفع عن الأمة الإسلامية أمرين، الخطأ والنسيان، والجهل بالشيء يعتبر خطأ.

فيما يوضح بيومي، أحد جزاري مدينة 15 مايو، أن هناك علامات توضح الأضحية التي تأكل من القمامة، أولاها لون الفم و"الريالة" التي تخرج منه بكثرة، فهى تدل على أن تغذية ذلك الحيوان لم تكن جيدة.

وبيّن أنه إذا حاول المشتري أو الجزار علفها بالعلف الطبيعي الخاص بالمواشي فإنها لا تقبل به بسبب تعودها على أكل القمامة طوال فترة التربية، مبينًا أن البعض بسبب غلاء الأعلاف يلجأ إلى ترك الأضاحي في أماكن تكدس القمامة.