السيسي يُعيد للتاريخ بريقه.. أثري يرسم مقترحًا لـ"مقبرة الخالدين": الترتيب حسب الحقبة الزمنية (خاص)
وجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي، الاثنين، بإنشاء "مقبرة الخالدين" في موقع مناسب؛ لكي تكون صرحًا يضم رفات عظماء ورموز مصر من ذوي الإسهامات البارزة في رفعة الوطن.
كما وجه الرئيس بضرورة أن تتضمن المقبرة متحفًا للأعمال الفنية والأثرية الموجودة في المقابر الحالية وأن يحتوي المتحف على السير الذاتية لعظماء الوطن فيما يمثل تكريم من الوطن لأبنائها العظماء وحفاظها على تراث قدموه على مر العصور.
كبير أثريين: خطوة تدلل على الاهتمام بعظماء الوطن
قال د.مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، لـ"الدستور" إن قرار الرئيس السيسي بإنشاء "مقبرة الخالدين" جيد للغاية ويمثل تقديرًا هامًا من الدولة لعظمائها الراحلين.
أضاف أن “مقبرة الخالدين” من شأنها جمع أكبر عدد من رفات عظماء التاريخ في شتى المجالات داخل مكان حضاري واحد، وبالتالي التيسير على عشاق هؤلاء العظماء زيارتهم وتوفير أماكن تليق بهم بدلًا من نظيراتها القديمة.
وأكد شاكر أنه لا مانع من الحفاظ على هوية كل مقبرة والاستفادة بالأجزاء التراثية الصالحة فيها ونقلها، مشيرًا إلى أن هناك العديد من المقابر القديمة التي تتمتع بتصميمات رائعة وساحرة وتعكس عبق التاريخ، لافتًا إلى أن الدولة المصرية قادرة على نقل هذه المقابر بسهولة دون أن تفقدها هويتها مثلما سبق وأن نقلت العديد من الآثار المصرية بين المتاحف، وفي الوقت نفسه حافظت على هذا التراث الفرعوني الأصيل دون أدنى تشويه له.
أضاف أنه يمكن كذلك استخدام الترتيب حسب الحقبة الزمنية والتاريخية والعلاقات الاجتماعية و التاريخية بين هذه الشخصيات التاريخية الراحلة عند تصميم تلك المقابر، مشيرًا إلى أن هناك بعض الشخصيات التاريخية العظيمة التي دفنت جوار أخرى نتيجة وصية لها، لذا فلا مانع أن يتم الحفاظ على هذا الترتيب في مقبرة الخالدين الجديدة.
ولفت كبير الأثريين في وزارة السياحة والآثار المصرية إلى أن مقبرة الخالدين يمكن أن تكون أحد أساليب الترويج للسياحة وواحدة من مصادر الدخل القومي، وذلك في حال تم على سبيل المثال الاستعانة بأساليب التكنولوجية الحديثة كأن يتم إدخال عرض بعضًا من أعمال عدد من الراحلين العظماء على شاشات عرض كأن توضع جوار مقبرة الأديب الراحل يحيي حقي شاشة عرض تعرض بعضًا من أعماله، أو أن يتم إذاعة بعضًا من آيات القرءان الكريم بقراءة الإمام ورش جوار مدفنه.
من ناحيته، صرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن ذلك يأتي انطلاقًا من حرص مصر على تقدير رموزها التاريخية وتراثها العريق على النحو اللائق.
ووجه الرئيس بتشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء، تضم جميع الجهات المعنية والأثريين المختصين والمكاتب الاستشارية الهندسية، وذلك من أجل تقييم الموقف بشأن نقل المقابر بمنطقة السيدة نفيسة والإمام الشافعي وتحديد كيفية التعامل مع حالات الضرورة التي أفضت إلى مخطط التطوير، على أن تقوم اللجنة بدراسة البدائل المتاحة والتوصل لرؤية متكاملة وتوصيات يتم الإعلان عنها للرأي العام قبل يوم الأول من يوليو 2023.
