رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ زراعة: مصر تنتج 23% من الأقطان الطويلة التيلة عالميًا

قطن
قطن

قال الدكتور محمد يوسف، أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة بجامعة الزقازيق ومستشار الزراعة العضوية بالوحدة الاقتصادية بجامعة الدول العربية، إن هناك حوالى 5 دول فقط تنتج الأقطان الطويلة التيلة، وهي: الولايات المتحدة الأمريكية من خلال قطن يسمى البيما ويقع في المرتبة الثانية، ومصر التي تنتج ما يقرب من 23% من الأقطان الطويلة التيلة عالميًا، ونتفوق على الصين والهند في الأقطان طويلة التيلة.

وأضاف خبير الزراعة الحيوية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القطن المصري محصول اقتصادي سياسي في نفس الوقت، وللأسف فقدنا المساحة التي وصلت لحوالي 2 مليون فدان في عام 1969 وبداية السبعينات والثمانينات، والتي كانت تنتج حوالي 10.5 مليون قنطار من تلك المساحة، وتقلصت المساحة لتصل إلى 250 ألف فدان فأقل، وإنتاجيته أقل في العقود السابقة. وأكد يوسف أن سبب التراجع في زراعة القطن في فترات سابقة إلى عدة أسباب، أهمها ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج وانخفاض سعر القنطار، بالتالي لا يحقق هامش ربح للفلاح.

وأكد يوسف أننا في الفترات السابقة أهملنا تطوير صناعة الغزل والنسيج واعتمدنا على تكنولوجيا الجيل الأول في المعدات والآلات، والجيل الأول غير قادر على إنتاج خيوط أو ألياف عالية الجودة من القطن المصري. لكن حالياً، تعمل المصانع وتشتغل في الجيل الرابع عشر من المعدات، إلى أن جاءت توجيهات القيادة السياسية ودور كلٍ من قطاع الأعمال وزارة الزراعة وزارة الصناعة والتجارة والمالية وأيضاً التموين والتجارة الداخلية وصندوق تحسين الأقطان واتحاد مصدري الأقطان في عودة القطن المصري طويل الليفة (الذهب الأبيض) لكي يستعيد بريقه من جديد من خلال تطوير منظومة صناعة القطن المصري وتطوير المحالج وإنشاء مصانع جديدة من مصانع الغزل والنسيج في المدن الجديدة مثل الروبيكي، العمرية، النوبارية، العاشر من رمضان، والإسماعيلية، والتي تحتاج إلى خدمات للتصنيع المحلي والعالمي.

وأوضح “يوسف” أن الدولة أولت اهتمامًا كبيرًا من القيادة السياسية بإقامة 6 محالج تعمل بأحدث التقنيات الحديثة، منها ثلاثة محالج مطورة تقع في الزقازيق، كفر الزيات، وكفر الدوار، وتم افتتاحها وتشغيلها تزامنًا مع موسم جني القطن السابق لعام ٢٠٢٢ وليس هذا فقط، بل أصبح كل محلج مزودًا بمعصرة لعصر واستخلاص زيت بذور القطن، ومعمل للتحكيم، ومبنى إداري، ومبنى خدمي، إلى جانب الطرق والمرافق والأسوار والبوابات.

وأوضح أن مصر لديها سمعة طيبة في إنتاج الأقطان الملونة التي تزرع بشكل تعاقدي، حيث يوجد ٣ طرز وراثية من الأقطان الملونة تزرع زراعة تعاقدية مع الشركات العالمية العارضة للأزياء. وأشار خبير الزراعة الحيوية إلى مميزات الأقطان الملونة، أن ألوانها طبيعية ثابتة لا تتغير بفعل الظروف المناخية، وأيضًا تتحمل الإجهاد البيئي ومقاومة الحشرات والأمراض النباتية. 

وأشار يوسف إلى أن هناك ألوانًا متعددة من الأقطان الملونة، منها اللون الكريمي الغامق والأخضر المزرق، وأيضًا البني الفاتح والبني الداكن.

وأضاف أن الأقطان الملونة لا تحتاج إلى الأصباغ الصناعية، لأنها توفر 60% من تكاليف الإنتاج أو المنسوجات، مشيراً إلى أن الأقطان الملونة آمنة جداً للبشرة والجلد الحساس.

كما أضاف أن القطن المصري يعطي أعلى نسبة غزل في العالم وهي (120 و80)، بينما نسبة الغزل على مستوى العالم هي (30 و60). وأكد يوسف أن مصر تتميز عن العالم بزراعة القطن الملون الطبيعي، والذي يتميز بمواصفات لا توجد في أي دولة بالعالم، من حيث طول التيلة والنعومة والمتانة، وهو مطلوب عالمياً؛ لأنه يوفر 50% من تكاليف الصباغة، وهو يعتبر صديق للبيئة لعدم وجود مواد صباغة. وتتميز مصر في زراعة القطن العضوي Organic، ويسمى Bci. 

ولفت إلى أن الأسباب التي أدت إلى زيادة المساحات المنزرعة بالقطن العام الماضي، وكان من المتوقع زيادتها خلال عام 2023 إلى أكثر من 380 فدان، لكن للأسف حدث تراجع.

وأشار يوسف إلى أن السبب الأساسي في زيادة المساحات المزروعة بالقطن العام الماضي يرجع إلى ارتفاع سعر قنطار القطن في الموسم الماضي إلى 6700 جنيه كما في الجيزة 96، كما أن سرعة حصول الفلاحين على مستحقاتهم المالية بعد التوريد ليست هي الفائدة الوحيدة، فدور وزارة الزراعة في توفير تقاوي وبذور معتمدة وخالية من الأمراض وسهولة توصيلها للفلاح وتحقيق أعلى هامش ربح للمزارعين لم يحققوه من قبل، بالإضافة إلى توفير مستلزمات الإنتاج للفلاحين واهتمام القيادة السياسية بإقامة وإنشاء محالج ومصانع غزل ونسيج جديدة بأعلى تكنولوجيا بقيمة إجمالية تصل إلى 380 مليون جنيه.

ومن المتوقع، طبقًا لتوجيهات القيادة السياسية، زراعة 5000 فدان قطن في مشروع مستقبل مصر الزراعي والدلتا الجديدة لهذا العام 2023، وتزداد المساحة لتصل إلى 15 ألف فدان عام 2024.

وأكد أنه في ظل التغيرات المناخية العالمية والمستقبلية، نجد أن المحصول الوحيد الذي ترتفع إنتاجيته إلى أكثر من 17% بسبب التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة هو محصول القطن، لذلك لدينا فرصة واعدة في زيادة المساحات المزروعة بالقطن كمحصول استراتيجي خلال الفترات المقبلة.

وأضاف خبير الزراعة الحيوية أنه نتيجة وضع سعر ضمان للمزارعين هذا العام وهو 5500 جنيه بحري و4500 قبلي متوقع زيادة المساحة في 2024.