بدائل السجائر ليست آمنة.. حكايات من دفتر أحوال المدخنين

حين علمت زوجة أسامة. م، بحملها في طفلها الأول بعد زواج دام عام ونصف العام ، لم تفكر في شيء سوى ادمان زوجها التدخين بشرهه، وأن وليها سيعيش فى مكان معبأ بالأدخنة طوال اليوم رغم تحذير  طبيبها من ذلك الأمر.

تقول: "زوجي مدخن شره يشرب سجائر في كل مكان داخل الشقة، فكان لازم نلاقي حل لأنه مش هيقدر يستغنى عنها وفي نفس الوقت كنت خايفة على ابني من ساعة ما عرفت بالحمل ولاقيت الحل في بدائل للسجائر تساعد على الإقلاع".

زوجة أسامة : "أقلع عن التدخين وأدمن دواء"

ما وجدته زوجة أسامة هو أدوية شهيرة على الإنترنت تساعد المدخن على الإقلاع عن التدخين، بعضها يدخل في علاج الاكتئاب، فقامت بشرائه بمبلغ 1177 لـ30 قرصًا، وبدأت تقدمها لزوجها مرتين كما قال لها البائع.

تضيف: "فوجئت أنه أصبح متعود على الدواء وكأنه بقى إدمان، رغم أن العلبة لم يكن عليها أي تحذير من إدمان الدواء، وفعلًا بطل يشرب سجائر لكن بدأ يأخد الدواء دا بجرعات أعلى، عشان كدة لما كشف وعمل تحليل دم عرف أن الدواء دا فيه نسبة نيكوتين أعلى من السجائر".

استطاع أسامة بمساندة زوجته التوقف عن تناول الدواء إلا أنه عانى بشدة أثناء ذلك الأمر، بسبب خفض كميات النيكوتين التي كان يتناولها بشكل مستمر: "بدائل السجائر غير مفيدة ومش هتخلي المدخن يبطل لأنه هيدمنها".

55 مليار جنيه

واتساقًا مع ذلك، أعرب الإعلامي أحمد موسى، عن اندهاشه إزاء إنفاق المصريين 55 مليار جنيه على السجائر خلال الأشهر التسعة الماضية، مناشدًا المواطنين بالتوقف عن التدخين وتوفير النفقات.

وقال: «لما نكمل سنة نوصل 60 مليار جنيه، قرابة 1.7 مليار دولار نفقات تدخين، مش الأطباء حذروا من التدخين ولا لا، كفاية ووفروا الفلوس 55 مليار جنيه في الهواء، غير الأضرار الصحية والأمراض».

وناشد من جانبه الدكتور خالد عبد الغفار وزير الصحة والسكان؛ بتدشين حملة قومية للإقلاع عن التدخين، معقبًا: «نحن في حاجة إلى حملة، كفايا كدا كل واحد يحافظ على صحته، أجري اتمشى شوية، ولا روح النادي».

وأكد بأن دعوته ستقابل بالهجوم والرفض بين المدخنين، معقبا: «أصحاب المقاهي والفنادق دلوقتي يزعلوا مني، والناس ممكن تشتمني لأني خايف عليهم وعايزهم يحافظوا على صحتهم، هتلاقي الناس بتشتمني؛ لكن أنا عايزك كويس والجهاز التنفسي سليم متقعدتش تكح طوال الوقت».

 "السجائر الإلكترونية ترفع ضغط الدم"

لم يكن أسامة هو الوحيد الضحية للبدائل التي ظهرت مؤخرًا للسجائر، ولكن وجدي.ع، 28 عامًا، كان أحد ضحايا السجائر الإلكترونية التي ظهرت مؤخرًا، بدعوى أنها تساهم في الإقلاع عن التدخين أو أنها البديل الآمن للسجائر.

يقول: "حاولت أبطل تدخين من نفسي لكن مقدرتش كل فترة كنت برجع تاني، ووقتها لاقيت أن السجائر الإلكترونية هي حل بديل للتبغ عمومًا، وأقل ضرر من السجائر العادية، لكن بدأ ضغط دمي يرتفع لأنها مش مناسبة لمرضى ضغط الدم المرتفع".

لم يجد وجدي تحذيرًا مصحوبًا بالسجائر الإلكترونية يحظرها على مرضى ضغط الدم، لذلك شرع في تناولها أملًا في الإقلاع عن التدخين إلا إنها لم تجد معه نفعًا بل زادت من ارتفاع ضغط دمه أكثر من مرة حتى توقف عنها.

• في العام الماضي كشفت دراسة علمية في مجلة «بي إم جي»، أحدث بيانات بين عامي 2017 و2019 من «التقييم السكاني لدراسة التبغ والصحة»، والتي تتتبع استخدام التبغ بمرور الوقت، وخلصت إلى أن السجائر الإلكترونية ارتبطت بإقلاع أقل نجاحًا، ولا يوجد دليل على أن استخدام السجائر الإلكترونية يساعد في الإقلاع عن التدخين