رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ماذا يعنى فوز الأهلى على الوداد؟

تحتاج الكرة المصرية إلى فوز الأهلى بأمم إفريقيا هذه المرة، بعد سلسلة من الإخفاقات التى تعرضت لها منذ الفشل فى التأهل لكأس العالم بقطر، وخسارة الأمم الإفريقية، وأيضًا عدم حصول الأهلى والزمالك وبيراميدز على أى بطولة قارية فى العام الماضى، وحاجتنا لهذه البطولة ينبغى أن تتجاوز المناخ المسموم الذى خلفه التعصب الشديد بين قطبى الكرة المصرية.

وعلينا أن نتأمل ما يحدث فى القارة، وننسى مؤقتًا الريادة والأرقام القياسية وعدد البطولات، ونفكر قليلًا فى المستقبل، لأن كرة القدم بالنسبة للناس لها أهمية تتجاوز اللعبة، المشجع يريد نصرًا ما حتى لو بأقدام لاعبى كرة قدم يتقاضون أرقامًا خيالية، السنغال الذى تأهل إلى كأس العالم وأخذ الأمم الإفريقية على حسابنا، يشهد نهضة عظيمة فى اللعبة، فى مونديال قطر ٢٠٢٢ حقق انتصارين فى دورى المجموعات قبل الهزيمة من إنجلترا فى دور الـ١٦، فى مطلع هذا العام فاز المنتخب السنغالى للمحليين بكأس إفريقيا على حساب مستضيف الدورة، المنتخب الجزائرى، وبعدها بشهر واحد توج المنتخب السنغالى للشباب «أقل من ٢٠ عامًا» بكأس إفريقيا، على حساب المنتخب الجامبى، فى بطولة أقيمت فى مصر، كما يحمل المنتخب السنغالى لقب كأس إفريقيا للكرة الشاطئية على حساب مصر أيضًا، فشل السنغاليون فقط فى التأهل لبطولة إفريقيا للاعبين الأوليمبيين تحت ٢٣ عامًا التى تستضيفها المغرب نهاية العام، والتى ستؤهل ثلاثة فرق للألعاب الأوليمبية فى باريس، بينما يلعب صاحب المركز الرابع مباراة ملحق إفريقى آسيوى، وتأمل أيضًا المستوى العظيم والمشرف الذى ظهر به المنتخب المغربى، ونحن هنا غارقون فى موضوع كهربا ومظلومية الفرق التى لا تكسب، وهرتلة رضا عبدالعال ومَن على شاكلته التى يهتم بها الإعلام الرياضى الشعبوى، مدرب الفريق الوطنى البرتغالى روى فيتوريا كتب روشتة للتطوير وللنهوض باللعبة، هو يرى أن مدربينا فى حاجة إلى التطوير والتأهيل، لأنه من الصعب أن ينجح مدرب غير مؤهل فى تطوير لاعبيه، وتحدث أيضًا عن سوء حالة اللاعبين البدنية، ووجود ملاعب كثيرة غير صالحة، وطالب بإشراك الشباب وانتظام الدورى، وكل هذه الأشياء سهلة التحقيق إذا خلصت النوايا، الأهلى سيلعب أمام الوداد المغربى حامل اللقب الأحد المقبل، وهو فاز العام الماضى فى مباراة غير عادلة، لم يكن الأهلى فى أحسن حالاته، ولكنه لعب مباراة واحدة على أرض الخصم، وهذا ليس تقليلًا من الفريق المنافس، الأهلى فى الفترة الأخيرة يلعب كرة جميلة، ومعه المدرب السويسرى كولر الذى نجح فى تحفيز لاعبيه وزرع فيهم روح المنافسة، رغم تذبذب بعض المستويات، فى غياب أكرم توفيق وكريم فؤاد مثلًا توجد مشكلة فى مركز المدافع الأيمن، لأن ميول محمد هانى الهجومية تجور على واجبات مركزه، إضافة إلى بنيته الجسمانية التى لا تقوى على مهاجم قوى، لا يوجد بديل لعلى معلول فى الجانب الآخر، كثرة إصابات محمود متولى ورامى ربيعة قلبى الدفاع، تراجع مستوى أليو ديانج ومحمد مجدى أفشة ومحمد شريف وطاهر محمد طاهر وعمرو السولية، ومع هذا يتربع الأهلى على قمة الدورى ووصل إلى النهائى الإفريقى وحصد ثلاث بطولات فى شهور قليلة، ربما بسبب الروح التى دبت فى الفريق وتألق محمد عبدالمنعم وحمدى فتحى وبيرسى تاو وكهربا ومروان عطية الذى ضبط إيقاع الفريق، وربما بسبب ضعف المنافسين المحليين، ولكن مباراة الأحد المقبل ستكون اختبارًا ليس للأهلى فقط، ولكن للكرة المصرية، شخصيًا كنت أتمنى أن نقابل صن داونز فى النهائى، حتى يكف الشامتون فى الأهلى عن معايرة جمهوره بالنتائج الثقيلة التى تعرض لها على يد الفريق الجنوب إفريقى مرتين، وهذا لا يعنى التقليل من الوداد المغربى الذى كنت أشجعه وهو يلعب أمام صن داونز، فوز الأهلى بنتيجة مريحة فى القاهرة سيكون فاتحة خير للكرة المصرية، ومؤشرًا على استرداد العافية، قبل الدخول فى العك الذى يحدث مع موسم الانتقالات الذى بدأ الكلام فيه مبكرًا، جمهور الأهلى العريض فى حاجة إلى هذه البطولة، أكثر من اللاعبين والإدارة، يحتاج إلى الفرح، الذى بات عزيزًا، وأتمنى أن يعرف جمهور الفرق المنافسة له على المستوى المحلى أن فوز الأهلى هو فوز للجميع.