رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتج عنها حرائق.. هل أثرت التغيرات المناخية على قدرات التكييفات في مصر؟

أرشيفية
أرشيفية

دقّ الحريق الذي شهده مبنى جهاز مدينة 15 مايو ناقوس خطر يظهر مجددًا مع بداية كل فصل صيف، ألا وهو حرائق التكييفات التي تتسبب كل عام في إصابة وقتل الكثيرون.

فقد شب الحريق الأخير داخل الطابق الثالث بمبنى الجهاز، لتتلقى عمليات إطفاء القاهرة بلاغاً  يفيد بذلك، وتتوجه إثر ذلك ١٠ سيارات إطفاء إلى مكان البلاغ، كما تم إخلاء المبنى من الموظفين والمواطنين بعد أن تصاعدت الأدخنة من داخل المبنى، وأصيب ١٨ موظفاً بالجهاز ومواطنًا من المترددين على الجهاز باختناقات.

وتبين من الفحص المبدئي لهذا الحادث أن الماس الكهربائي في تكييف بالطابق الثالث هو السبب وراء نشوب الحريق وامتداد النيران إلى الغرف بذات الطابق، بل وامتدادها إلى الطابق الرابع وتدمير جزء كبير من واجهة المبنى، وكذلك تدمير الأدوار العليا بالكامل من إدارة المستقبل التعليمية.

مثل هذا الحادث خاصة مع بداية دخول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، وقعت الكثير من الحوادث الأخرى، والتي فيها يكون "الماس الكهربائي بجهاز التكييف" هو المسئول عن الكارثة، وهو ما يجعل سؤالًا يُفرض نفسه عن أسباب تكرار حوادث التكييفات على الرغم من أن مصر ليست هي الأكثر بين الدول ارتفاعًا في درجات الحرارة.

ينفي المهندس أحمد صبحي مالك شركة لصيانة التكييفات، أن يكون السبب وراء حرائق التكييفات هو وجود عيبًا في الأجهزة المستخدمة، أو أن نحمل السبب في ذلك إلى التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة فقط، والتي لا يمكن إنكار تأثر مصر  بها كما تأثر العالم، مشيرًا إلى أن السبب في تلك الحرائق يرجع إلى استخدام أسلاك كهربائية مصنعة من شركات غير مرخصة "تحت بير السلم".

مهندس صيانة: الأسلاك الرديئة السبب الرئيسي ولا يجب أن نحمل السبب كله للتغيرات المناخية

وأوضح صبحي أن البعض يلجأ إلى شراء أسلاك كهربائية ثمن الأصلي منها على سبيل المثال 40 جنيهًا بسعر 18 جنيه فقط، ظنًا منه أن ذلك يعد توفير، ولا يعلم أنه بذلك سيتحمل المزيد من النفقات التي قد تصل إلى تكلفة منشأته بالكامل أو أنه قد يخسر ما لايمكن تعويضه وهي  أرواح المواطنين.

وتابع أن السبب في حرائق التكييفات كذلك يرجع إلى عدم الانتظام في صيانتها بصفة دورية، مشيرًا إلى أنه يجب مع بدء كل فصل صيف وقبل تشغيل الجهاز تنظيفه وصيانته، وأوضح أن تلك الصيانة من غسيل وإزالة للأتربة تجعل التكييف أقل استهلاكًا  في الكهرباء عن قبل الصيانة موضحًا أنه يوفر بصيانته ما لا يقل عن 2 أمبير أي ما يكفي لتشغيل ثلاجة 18 قدم.

كما أكد صبحي، على ضرورة اختيار أجهزة تتناسب وقدرة العدادات الكهربائية الموجودة داخل المنزل أو المنشأة واتباع الإرشادات السليمة في تشغيل أجهزة "التكييف"،و متابعة أي تغييرات أثناء التشغيل وتبليغ شركة الصيانة على الفور وعدم الاستهانة بها، كأن يسرب ماءًا على سبيل المثال.

وكانت بين أشهر حوادث التكييفات تلك الواقعة الكارثية التي شهدتها كنيسة أبوسيفين بإمبابة في يوليو من العام الماضي بحريقها الناتج عن ماس كهربائي بجهاز تكييف في يوليو من العام الماضي، والتي راح ضحيتها 41 شخصًا في حين أصيب 14 شخصًا.

كما سبق وأن كشفت معاينة شقة شب فيها حريق بالدقي، أسفر عن مصرع 4 أشقاء وجدتهم لوالدتهم، عن أن السبب في الحريق كذلك هو حدوث ماس كهربائي في جهاز التكييف، الخاص بغرفة بالشقة، أدى إلى نشوب ذلك الحريق، دون وجود شبهة جنائية، إذ تداول عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، صور 4 أشقاء لقوا مصرعهم بصحبة جدتهم.

 

90% من الحروق في منازل مصر بسبب الممارسات الخاطئة لاستخدام الكهرباء 

وكانت قد أوضحت دراسة حديثة أن 90% من الحروق التى تحدث بالمنازل في مصر بسبب الممارسات الخاطئة لاستخدام الكهرباء .

في الوقت نفسه أشارت مؤسسة أهل مصر التي أجرت الدراسة إلى أن مصر يحدث بها سنويًا 500 ألف حالة حروق سنويًا، موضحة في دراستها أن استعمال التكييف لفترات طويلة أو بشكل خاطئ قد يؤدي إلي انفجار التكييف كما حدث خلال العديد من الحوادث الفترة الماضية، كما أن 18.5% من حوادث الحريق تحدث عبر ماس كهربائي أو الشرار الاحتكاكي.