رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جريمة قتل أم انتحار.. لغز وفاة كليوباترا يحير العلماء مجددا

كليوباترا
كليوباترا

تزعم الروايات التاريخية المتعددة أن كليوباترا، آخر فراعنة مصر القديمة انتحرت، حيث تولت كليوباترا عرش مصر لكنها واجهت الأسر على يد أوكتافيان بعد معركة أكتيوم، وقد اعتقد البعض أنها حملت ثعبانًا على جسدها ثم لدغها.

سيناريوهات وفاة كليوباترا الغامضة

وبحسب مجلة "إنشنت أورجنيز" الأيرلندية، فإن ذكريات حياة كليوباترا اختفت حيث تحطمت الآثار والقصور على مدى آلاف السنين، لكن السؤال لا يزال مطروحًا: هل انتحرت حقًا، أم كان هناك شيء أكثر شراً حدث لها؟.

وتابعت المجلة الأيرلندية، أن كليوباترا ولدت عام 69 قبل الميلاد، وعاشت وماتت في الإسكندرية من السلالة اليونانية المقدونية، ساد نسلها مصر لأكثر من ثلاثة قرون، حيث تلقت كليوباترا تعليما شاملا، وتتقن سبع لغات، وتفوقت في السياسة والأدب والفلسفة.

وأضافت أن كليوباترا كان لذكائها الحاد وعقلها الذكي دور فعال في قدراتها الاستراتيجية ومهاراتها الدبلوماسية، حتى أنها وُصفت بأنها واحدة من أعظم المفكرين في عصرها.

وأشارت المجلة، إلى أنه لا يوجد تاريخ للانتحار داخل عائلة كليوباترا، كان هناك قدر كبير من العنف والقتل، حيث تثير طبيعة كليوباترا النارية وذات الإرادة القوية الشكوك حول قصة استسلامها وأخذ حياتها، حيث يلقي إصرارها وتصميمها بظلال من عدم اليقين على فكرة زوالها بوسائل ذاتية.

وبحسب دراسة أجريت بطريقة “Gedanken” وهي طريقة تجربة فكرية مؤثرة تشتهر بقدرتها على التحقيق في معقولية الفرضية وقد تم استخدامها على نطاق واسع للتحقيق في صحة الأحداث المحيطة بوفاة كليوباترا. 

استكشفت العديد من دراسات Gedanken الحقائق المزعومة، وسلطت الضوء على الحقيقة وراء هذا الحدث التاريخي الغامض، حيث تسلط هذه السيناريوهات الافتراضية الضوء على الظروف المحيطة بمصير كليوباترا، وتوجه العلماء نحو فهم أعمق للحظاتها الأخيرة.

وتابعت المجلة، أنه من المعروف أن ضريح كليوباترا كان يقع بالقرب من قصر كان يعيش فيه أوكتافيان في الإسكندرية، كما تقول القصة، كتبت كليوباترا وداعها في رسالة انتحار، قبل أن تعهد بها إلى حارس قدمها إلى أوكتافيان، بعد ذلك بفترة وجيزة، قامت على ما يبدو بوضع أفعى - ثعبان سام - في صدرها ، لتلقى نهايتها المأساوية عندما عضتها أنيابها السامة، يتكشف هذا المشهد الدرامي وسط الخلفية التاريخية للإسكندرية القديمة، ما يعزز إلى الأبد مصير كليوباترا كشخصية أسطورية.

وتابعت "لكن، هل هذه الحكاية معقولة حقًا؟ لا يبدو الأمر كذلك، كان الحرس غير مدركين لمحتويات المذكرة، سيستغرق بضع دقائق فقط لاجتياز عدة مئات من الأمتار لتسليمها إلى أوكتافيان والعودة، ومع ذلك، من الناحية الطبية، يشير الخبراء، إلى أن الأمر كان سيستغرق بضع ساعات حتى يبدأ مفعوول السم إذا كان شديد الخطورة ويقتل كليوباترا، علاوة على ذلك فإن دلغة واحدة من الكوبرا المصرية غير كافية لقتل كليوباترا".

وأضافت المجلة الأيرلندية، أنه ما يشير إلى عدم صحة هذه الرواية، هو عدم وجود أي نحت داخل معبد كليوباترا يصور إيزيس محاطة بأفعى على سبيل المثال، حيث كان يعتقد أن كليوباترا هي التناسخ البشري لإيزيس، ما يعني أن موتها كان جريمة قتل.

وتابعت أن بعض النظريات تفترض أن أوكتافيان دبر مقتل كليوباترا كمناورة استراتيجية لترسيخ هيمنته على الإمبراطورية الرومانية.

يواصل المؤرخون مناقشة الظروف المحيطة بوفاة كليوباترا، لكنها لا تزال يكتنفها الغموض، ومع اختفاء قبر كليوباترا والكثير عن حياتها، فقد يظل لغز وفاتها قائم.