رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الوزراء الهندى يزور بابوا غينيا الجديدة وأستراليا لمواجهة نفوذ الصين

مودي
مودي

يزور رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الأحد، بابوا غينيا الجديدة وأستراليا، في فترة تسعى فيها نيودلهي لمواجهة نفوذ الصين المتزايد في المحيطين الهندي والهادئ.

ففي السنوات الأخيرة تراجع نفوذ نيودلهي بشكل كبير؛ بسبب جهود بكين للتقرّب من الدول الجزرية الصغيرة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، من خلال تأمين تجارة ومساعدات لهذه الدول.
ونقلت عدة دول جزرية في المحيط الهادئ بعثاتها الدبلوماسية من تايبيه إلى بكين في العقود الأخيرة، واستفادت في السنوات السابقة لجائحة كوفيد-19 من الفوائد الاقتصادية للسياحة الصينية.
وفي إطار "مبادرة الحزام والطريق"، تفاوضت بكين على صفقات البنية التحتية مع دول مطلّة على المحيط الهنديو بما في ذلك سريلانكا وجزر المالديف وبنغلاديش وجيبوتي، مصحوبة أحيانًا بصفقات عسكرية.

وتعتبر نيودلهي المنطقة هذه باحتها الخلفية، حيث أثار التقدم الصيني قلق المسئولين الهنود.

في بور مورسبي، سيرأس مودي، بالشراكة مع رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة جايمس مارابي، قمة متندى التعاون في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قبل أن يسافر إلى أستراليا، العضو في تحالف "كواد" الرباعي الذي يضمّ الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليابان، والذي بدأ لمواجهة النفوذ العسكري والاقتصادي للصين.

ويقول الناطق السابق باسم البحرية الهندية د.ك. شارما: "استحوذت الصين على بحر الصين الجنوبي"، مضيفًا أن هذه المياه ذات الأهمية الاستراتيجية هي "منفعة عالمية مشتركة" يجب التعامل معها واحترامها على هذا الأساس.
ويتابع: "اليوم أو غدًا، يبقى العدو نفسه.. إمّا أن نستعد الآن، أو أن نردّ لاحقًا".
ويضيف: "إن زيارة الهند لهذه الجزر هي إحدى آخر الفرص المطروحة أمامنا".
ويقول أيضًا: "لا أحد ينكر أن القوة التي نتجمع ضدها أعلى من أن يتعامل معها أي منا.. أفضل طريقة هي التعاون واعتماد إجراءات دفاعية مماثلة".

الصين تعزز نفوذها فى المحيطين الهادئ والهندى

وكان الرئيس الصيني، شي جين بينغ، قد زار بابوا غينيا الجديدة في العام 2018.
وفي العام 2022، وقّعت جزر سليمان اتفاقية أمنية مع بكين يكتنفها كثير من الغموض، ما أثار مخاوف الولايات المتحدة، كما وضع أستراليا، المجاورة للأرخبيل، في مواجهة الطموحات العسكرية الصينية المحتملة في المحيط الهادئ.
وأحدث تسريب نسخة مسودة من الاتفاق صدمة، إذ تضمنت مقترحات تسمح بانتشار للشرطة وللبحرية الصينية في جزر سليمان. مذاك الحين، كثفت كلّ من أستراليا والولايات المتحدة جهودهما الدبلوماسية ضدّ هذا التقارب.

في أستراليا، سيلتقي مودي رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، ورؤساء شركات، بعد شهرين فقط على زيارة نظيره إلى الهند.

وحسب تقديرات الأمم المتحدة، أصبحت الهند أكبر دولة في العالم من حيث الكثافة السكانية في أبريل، متجاوزة الصين، والعملاقان الآسيويان هما ثاني وخامس أكبر اقتصادَين في العالم.
لكن علاقاتهما تشهدان توترات إقليمية وتجارية.
ففي يونيو 2020، أدى اشتباك بالأيدي على حدود التبت ومنطقة لاداخ الهندية إلى مقتل ما لا يقل عن عشرين جنديًا هنديًا وأربعة جنود صينيين.

وخشية من قوة النمو المدني والعسكري في الصين، ضخّت حكومة ناريندرا مودي مليارات الدولارات في مشاريع طموحة تهدف إلى تعزيز الوجود المدني ونشر كتائب مسلحة عند هذه الحدود.
كما تسعى الهند أيضًا إلى تطوير علاقات أوثق، لا سيّما مع الولايات المتحدة واليابان وأستراليا، وهي دول تعتبر الهند بديلًا عن الصين.

وسيسافر مودي إلى بابوا غينيا الجديدة من اليابان، حيث سيُشارك في اجتماع لتحالف "كواد" على هامش قمة مجموعة السبع في هيروشيما.

وقد وضع تعاون الهند الأمني المتزايد مع الدول الغربية وعلاقاتها الدفاعية القديمة مع روسيا، التي تستورد الهند منها النفط، نيودلهي في موقف دبلوماسي حساس. ورغم دعوة الهند إلى إنهاء الأعمال العدائية في أوكرانيا، فإنها لم تدن الغزو الروسي أبدًا.