رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التفكير الإيجابى

يساعد التفكير الإيجابي في التعامل مع الضغوط، كما يمكنه تحسين صحتك. حاول التغلب على الحديث السلبي مع النفس من خلال ممارسة الأمثلة الموضحة.

هل تنظر إلى نصف الكوب الممتلئ أم الفارغ؟.. تعكس كيفية إجابتك لهذا السؤال العتيق عن التفكير الإيجابي نظرتك إلى الحياة، وسلوكك تجاه نفسك، وما إذا كنت متفائلًا أم متشائمًا. 
إن سمات الشخصية، مثل التفاؤل والتشاؤم يمكن أن تؤثِّر على صحتنا. يُعد التفكير الإيجابي، الذي يصحب التفاؤل عادةً، جزءًا أساسيًا من التحكم في التوتر، فلا داعي لليأس؛ لأن بإمكانك تعلم مهارات التفكير الإيجابي.

فهم المقصود بالتفكير الإيجابي والحديث مع النفس
لا يعني التفكير الإيجابي أن تتجاهل مواقف الحياة المزعجة
وقد تكون الأفكار التلقائية إيجابية أو سلبية. ويكون بعض حديثك مع النفس نتاجًا للعقل والمنطق. وقد يأتي حديث آخر إلى النفس نتيجة مفاهيم خاطئة تشكلت لديك 
إذا كان معظم الأفكار التي تدور في رأسك سلبية، فسوف تكون نظرتك للحياة متشائمة على الأرجح.

أما إذا كانت معظم الأفكار التي تدور في رأسك إيجابية، فإنك على الأرجح شخص متفائل، أي أنك شخص يمارس التفكير الإيجابي.

يواصل الباحثون جهودهم في اكتشاف آثار التفكير الإيجابي والتفاؤل على الصحة. وتتضمَّن المنافع الصحية التي قد يُوفِّرها التفكير الإيجابي ما يلي:

• إطالة أمد التمتُّع بالحياة الصحية.

• خفض معدلات الاكتئاب والشعور بالتوتر.

• مقاومة عالية ضد الأمراض.
• التمتع بصحة نفسية وبدنية أفضل.

• تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل مخاطر الوفاة الناجمة عن الأمراض القلبية الوعائية والسكتات الدماغية.

• تحسن مهارات التكيف خلال الأوقات الصعبة وأوقات التوتر.
التعرف على التفكير السلبي
هل أنت غير متأكد مما إذا كان حديثك إلى نفسك إيجابيًا أم سلبيًا؟ تشمل بعض الأشكال المعروفة للحديث السلبي مع النفس ما يلي:

التضخيم  ولاسيما للنواحي السلبية لموقف ما وتجاهل جميع النواحي الإيجابية فيه. فعلى سبيل المثال، كان يومك في العمل رائعًا. أكملت جميع مهامك قبل الوقت المحدد، لكنك في المساء لمت نفسك على أشياء صغيرة أضاعت بعض الوقت.
شخصنة الأمور. وهو أيضًا التفكير غير الموضوعي وهو ترك الموضوع نفسه ولوم النفس  فعندما يحدث شيء سَيِّئ، لا تضع في حسبانك تغير الظروف، بل تلوم نفسك تلقائيًّا. على سبيل المثال، سمعتَ أنه ألغيت أمسية الخروج مع الأصدقاء وتفترض أن الخطط تغيرت؛ لأنه لا أحد يريد وجودك.

اختلاق الكوارث. تتوقع الأسوأ تلقائيًا دون أن تكون هناك حقائق تدل على أن الأسوأ سيحدث.
اللوم هو سلاح لهدم النفس دون أن تدري بأنك لا تتحمل مسئولية أي فشل، فتحاول أن تقول إن شخصًا آخر مسئول عما حدث لك بدلاً من مسئوليتك أنت.

وبهذا تتجنب تحمُّل المسئولية عن أفكارك ومشاعرك.
قول "كان يجب عليك" فعل شيء ما. تفكر في كل الأشياء التي تعتقد أنه كان يجب عليك فعلها وتلوم نفسك لعدم فعلها.
تضخيم الأمور والبحث عن الكمال. تختلق الكثير من المشكلات البسيطة. ولا يقنعك أي عمل قد أكملته.

• القُطبية. ترى الأمور إما جيدة وإما سيئة. ولا توجد حلول وسط.

التركيز على التفكير الإيجابي
يمكنك أن تتعلم كيف تحوِّل التفكير السلبي إلى تفكير إيجابي. وهذه العملية بسيطة، لكنها تحتاج إلى وقت وممارسة لتكتسب عادة جديدة في نهاية الأمر. وفيما يلي بعض الطرق كي تفكر وتتصرف بطريقة أكثر إيجابية وتفاؤلاً:

• حدد ما تريد تغييره. إذا كنت تريد أن تصبح أكثر تفاؤلاً ويكون تفكيرك أكثر إيجابية، فحدد أولاً جوانب الحياة التي تفكر فيها عادة بطريقة سلبية؛ يمكنك البدء بشكل بسيط بالتركيز على أحد الجوانب لتفكر فيها وتتعامل معها بطريقة أكثر إيجابية. فكر بشكل إيجابي للتحكم في توترك بدلاً من التفكير بشكل سلبي.
قيّم نفسك. التقييم الفعال هو عكس تمامًا النقد الهدام. توقف وقيّم ما تفكر فيه بشكل متكرر خلال اليوم. وإذا وجدت أن أغلب أفكارك سلبية، فحاول إيجاد طريقة لوضع لمسة إيجابية عليها.

• كن منفتحًا للمزاح و خالط الأشخاص الإيجابيين. أعطِ نفسك الإذن للابتسام أو الضحك، خاصة أثناء الأوقات العصيبة. ابحث عن المرح فيما يحدث كل يوم. حينما تضحك من الحياة، ستشعر بتوتر أقل. تأكد من وجود أشخاص إيجابيين يمكنك الاعتماد عليهم لتزويدك بالملاحظات المفيدة. وعلى الجانب الآخر، قد يرفع الأشخاص السلبيون مستوى التوتر لديك ويجعلونك تشك في قدرتك على التعامل مع الضغوط بطرق صحية.

اتبع نمط حياة صحيًّا وغير أسلوب حياتك بصورة كاملة. احرص على ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة تقريبًا في معظم أيام الأسبوع. ويمكنك أيضًا تقسيمها على فترات مدة كل منها 5 أو 10 دقائق خلال اليوم. فممارسة الرياضة قد تؤثر إيجابيًا في مزاجك. اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا واحصل على قسط كافٍ من النوم.

• خصائص التفكير الإيجابي
جرّب الحديث الإيجابي مع النفس. ابدأ بهذه القاعدة البسيطة: لا تُحدِّث نفسك بأي شيء لم تكن لتقوله للآخرين. كن رفيقًا بنفسك وشجعها. إذا خطرت لك فكرة سلبية، فقيِّمها بطريقة عقلانية واستجب للتأكيدات بشأن ما تتميز به من صفات جيدة. فكِّر في أشياء تقدرها في حياتك.

فيما يلي بعض أمثلة الحديث السلبي مع النفس وكيف يمكنك تطبيق التفكير الإيجابي لتحويل تلك الأفكار لمصلحتك:

يساعد التفكير بطريقة أكثر إيجابية في التعامل مع العقبات التي تواجهك في يومك. وإذا تم استخدامه كعادة يومية فسيسهل عليك الكثير من الأمور التي تعرقل حياتك:

إخراج المشاعر والأفكار السلبية من الداخل واستبدال المفردات الإيجابية أثناء الحديث بالمفردات السلبية؛ لتتدخل السعادة في قلب من يتحدث معك.

• التحدث مع النفس بكلمات إيجابية حتى تتركهم في الذهن، وستجد أفعالك وأفكارك تغيرت بالكامل.

• محاولة التخلص من السلبية والتشاؤم حتى لا تصاب بالقلق والاكتئاب.

كذلك تخيل صورة إيجابية لنفسك في المستقبل والابتعاد عن عبارة أنا لا أستطيع؛ لأن لها آثارا عكسية على العقل.

• التحلي بروح الصبر والمرونة والتفاؤل وفكر بالحلول بدلًا من الغول في السلبية.