رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قبل الإعلان عنها.. تعرف على روايات القائمة القصيرة لجائزة البوكر 2023

جائزة البوكر 2023
جائزة البوكر 2023

أيام قليلة تفصلنا عن إعلان الرواية الفائزة بالجائزة العالمية للرواية العربية "البوكر" لعام 2023، بعد أن كشفت عن روايات القائمة القصيرة بدورتها السادسة عشرة، في أول مارس الماضي، بمؤتمر صحفي عقد افتراضيا، حيث كشف محمد الأشعري، رئيس لجنة التحكيم، عن العناوين المرشحة للقائمة، بمشاركة أعضاء اللجنة، وهم ريم بسيوني أكاديمية وروائية مصرية، وتيتز روك أستاذ جامعي ومترجم سويدي، وعزيزة الطائي كاتبة وأكاديمية عُمانية، وفضيلة الفاروق روائية وباحثة وصحافية جزائرية، وياسين عدنان، عضو مجلس الأمناء، وفلور مونتانارو، منسقة الجائزة.

سيجرى الإعلان عن الرواية الفائزة بالجائزة في احتفالية تنظم في أبو ظبي يوم الأحد الموافق 21 مايو الجاري، على أن يتم بثها افتراضيا، وسيحصل الفائز بالجائزة على 50 ألف دولار، فضلا عن 10 آلاف دولار سيحصل عليهم كل من المرشحين الستة في القائمة القصيرة. 

وفي السطور التالية؛ نستعرض أبرز المعلومات عن روايات القائمة القصيرة..

حجر السعادة
تدور أحداث رواية "حجر السعادة" للكاتب العراقي أزهر جرجيس، والصادرة عن دار الرافدين للنشر بين مدينتَي الموصل وبغداد خلال الفترة الزمنية 1962 ـ 2018.

كمال توما صبي يهرب بعد غرق أخيه الأصغر في نهر دجلة، خوفاً من بطش أبيه. يختبئ كمال في بستان الجن وفي جوف ذلك البستان الرهيب يعثر الصبي على حجر صغير، يلتقطه في لحظة تسبق هروبه في شاحنة متجهة جنوباً صوب العاصمة، حيث يشرع بالبحث عن مأوى. توصله قدماه لدى "خان الرحمة" وينشأ هناك في جو ملبد بالفقر والخوف، لكنه يكتشف ضالته في ذلك الحجر العجيب الذي يعينه على الاستمرار، فيواصل الحلم ويتعرف على مصور محترف، هو الذي سيضعه في موعد مع قدره، كإنسان وكمصور. يصبح كمال مصورا جوالا يحمل الكاميرا ويجوب الأسواق والأزقة مؤرخا حياة الناس والمدينة. ومع مضي السنين ومرور البلاد في منعطفات حادة، تحتل الميليشيات الحي الذي يسكن فيه كمال، لتنقلب حياته رأسا على عقب بعدما يداهم الخوف سلامه الشخصي الذي حاول دوماً الحفاظ عليه.

كونشيرتو قورينا إدواردو
تحكي رواية "كونشيرتو قورينا إدواردو" للأكاديمية والروائية الليبية نجوى بن شتوان، والصادرة عن منشورات تكوين - العراق، قصة فتاة ليبية ونشأتها في ليبيا، وتأثير السياسة والحرب على حياتها وأسرتها. تنتمي البطلة إلى عائلة من أصول يونانية وهم أقلية عرقية ليبية لديهم ثقافتهم الخاصة والمتميزة داخل المجتمع الليبي متعدد الأعراق.

من منظور البطلة، نرى المجتمع الليبي وتبدلاته منذ سنوات السبعينيات وصولا إلى الثورة التي أسقطت القذافي سنة 2011 والحرب الأهلية سنة 2014، وتصف الرواية مقتل الأب خلال فترة ما يُعرف بالثورة الثقافية في ليبيا، وتأميم مصنع العائلة وانعكاس التغير الاقتصادي الكبير الذي حدث على حياة الأسرة وأفرادها.

مَنّا
تتناول رواية "مَنّا" للكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد، والصادرة عن دار الدواية للنشر والتوزيع، موضوعا جديدا في الرواية العربية: مصير الطوارق الذين فرّوا من أراضيهم على إثر جفاف العام 1973 الذي ضرب صحراء شمال مالي، واتجهوا نحو جنوب الجزائر وليبيا واستقرّوا في مخيمات اللجوء هناك. ومع مجيء 1980، وظّفهم القذافي في حروب في تشاد وجنوب لبنان، مقابل وعد إقامة دولة أزوادية مستقلة في شمال مالي. 

وبعد معاناتهم في الحروب ومعتقلات الأسر التشادية، يئسوا من القذافي ووعده بالوطن، وقاموا بسلسلة من الثورات ضد السلطات في مالي والنيجر.

أيام الشمس المشرقة
تبدأ رواية "أيام الشمس المشرقة" للكاتبة والروائية والأكاديمية المصرية ميرال الطحاوي، والصادرة عن دار العين للنشر، بانتحار جمال، الشاب الممزق الهوية، وتنتهي مع انتحار ميمي الفتاة الإفريقية الناجية من مذبحة عرقية في بلادها، وما بين الحادث الأول والمشهد الأخير تدور أحداث الرواية في بلدة صغيرة متخيلة تُسمى "الشمس المشرقة"، التي تقع على الحدود الجنوبية الغربية لأمريكا، وتشهد سواحلها بشكل يومي عمليات تهريب العمّال والمهاجرين غير الشرعيين. 

وتسلط الرواية الضوء على فئة مهمشة يظن الجميع، على عكس الواقع، أنها الفئة الناجية، وتمنح لهؤلاء المهمشين في المجتمع الغربي صوتا، وتحفر عميقا في أسئلة تخصهم، و"أيام الشمس المشرقة" نموذج مثالي لتيهة الهجرة، لكنها، قبل كل شيء، رؤية الغريب التي تتمتع بالتمرد على الواقع الجديد، مع ذلك يخلق أسلوباً للتكيف مع قسوته.

الأفق الأعلى
كُتبت رواية "الأفق الأعلى" للكاتبة السعودية فاطمة عبد الحميد، والصادرة عن منشورات ميسكلياني - الإمارات بسخرية سوداوية، يرويها الملاك عزرائيل، ملاك الموت، الذي يخاطب القارئ مباشرة ويخبره عن الأشخاص الذي يلتقي بهم وعن ردود أفعالهم عند اللحظة الحاسمة. ومن خلاله، نتعرف على سليمان، أرمل في الخمسينيات من عمره، كانت قد زوّجته أمه بفتاة تكبره بإحدى عشرة سنة، وهو لا يزال مراهقاً في الثالثة عشرة من عمره. وكان يعيش طوال عمره في ظل حماية نساء مختلفات، ولا يستطيع الاعتناء بنفسه أو القيام بأبسط الأشياء، وبذلك يمثّل صورة معاكسة للصورة النمطية للرجل العربي القوي. يبقى سليمان وحيداً في شقته إلى أن يلمح من شرفتها طيف جارته، التي ستصبح شريكة له في مغامرة حب لم تكن في الحسبان. وكأن الرواية تقول إن التخطيط والتنبؤ بالمستقبل أمران مستحيلان، فقد تخدعك الحياة ويعبث بك الموت؛ ومهما فعلت، لا تستطيع الإفلات من عشوائية الأقدار.  

تغريبة القافر
تعد "تغريبة القافر" للشاعر والروائي العماني زهران القاسمي، والصادرة عن دار رشم، رواية مائية تُعيد للراوي وظيفته الأولى وهي ريّ الناس وإشباع ظمئهم. 

تدور أحداث الرواية في إحدى القرى العُمانية وتحكي قصة أحد مقتفي أثر الماء، تستعين به القرى في بحثها عن منابع المياه الجوفية. تكون حياة القافر منذ ولادته مرتبطة بالماء، فأمّه ماتت غرقا، ووالده طُمر تحت قناة أحد الأفلاج حيث انهار عليه السقف، ينتهي سجينا في قناة أحد الأفلاج ليبقى هناك يقاوم للبقاء حيا. تعمل الرواية من منطقة جديدة في السرد، هي ذاكرة الأفلاج، والأفلاج نظام فلاحي لريّ البساتين، مرتبط بالحياة القروية في عُمان ارتباطا وثيقا دارت حولها الحكايات والأساطير.