رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء عن اتفاق جدة بشأن السودان: خطوة جيدة.. وهناك سيناريوهان للأوضاع الفترة المقبلة

السودان
السودان

توصل طرفا النزاع فى السودان، القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مساء الخميس، إلى اتفاق مبدئي فى مدينة جدة السعودية.

ووقّع وفدا الجيش وقوات الدعم اتفاقا بشأن إيجاد هدنة إنسانية تسمح بحماية المدنيين وإيصال المساعدات للمتضررين.

وفى هذا السياق، قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلاقات الدولية، إن إعلان اتفاق المبادئ أو اتفاق جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، خطوة جيدة وتأتي فى توقيت له دلالته من حيث أمرين، الأمر الأول قبل القمة السعودية التى تجرى فى المملكة فى 19 مايو الجاري، وهو أمر مهم للغاية، والثاني هو آليات التنفيذ بالفعل ستحتاج بعض الوقت، والنوايا جيدة والعناصر التى تم الاتفاق عليها ممكنة لكنها ستحتاج بطبيعة الحال إلى مراجعات ومتابعات وقوة إرادة بين الطرفين.

وأضاف فهمي فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن سيناريوهات الفترة المقبلة تتمثل فى سيناريوهين لا ثالث لهما، الأول سرعة التنفيذ والمتابعة ودخول الشركاء الرئيسين وفقا المرجعيات الدولية الرباعية الدولية والثلاثية وغيرها من الإجراءات المتعلقة بمسار العملية السياسية ومع إتمام فكرة الدمج التى كان عليها خلاف 24 شهرا أو 10 سنوات، وكلها أمور سوف يتم حسمها، وخاصة أن الإعلان تتطرق إليها لكنها تحتاج إلى آليات ووقواعد اعتقد أنها متوفرة وخاصة أن الجانب السعودي مصمم على نجاح المشهد بصورة أو بأخري.

وحول السيناريو الثاني، قال فهمي: “سيناريو الاصطدام بمعني وجود معوقات والجانب السعودي قوي ومركزي إذا تم دمج الأفكار الخاصة بالآلية الثلاثية والرباعية الدولية بجانب موقف الأمم المتحدة الحاكم للمشهد سيكون شئ جيد يمكن أن يبني عليه الخطوة التالية”.

واختتم فهمي تصريحاته قائلا: “فى كل الأحوال ما تم هو خطوة مشجعة وجيدة والسعودية تتحرك فى دوائر كبيرة لما لها من حضور إقليمي ودولي يمكن أن ينبي عليه، وهذا أمر مهم فى الفترة المقبلة ونسطيع أن نبني عليه سياسات كبيرة خلال الفترة المقبلة”.

صحفي سوداني: يصعب ضمان احترام البنود ما لم تضع واشنطن والسعودية آليات لمراقبة الالتزام بها 

من جانبه، قال الصحفي والباحث السياسي السوداني بيرا كُرّا، إن اتفاق الطرفان على إعلان مبادئ لحماية المدنيين وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، وهي بحسب الوساطة الأمريكية السعودية مرحلة أولى تهدف إلى إنقاذ الوضع الإنساني الكارثي عبر وقف قصير الأمد لإطلاق النار، يمكن أن تعقبه محادثات لوقف دائم للأعمال العدائية بين الجانبين.

وأضاف كورا فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من المؤسف أن يضطر العالم إلى التوسط للطرفين لضمان حماية المدنيين، وهو أمر من المفترض أنه منصوص عليه في القانون الدولي ومن بديهات الأعراف والقوانين.

وأشار كورا إلى أن السرديات التي تقدمت لتبرير الحرب مضللة وغير ذات معنى، ويتضح بجلاء أن هذا النزاع هو نزاع حول السلطة عبر العنف بغض النظر عن الضحايا المدنيين أو أي اعتبارات إنسانية أو أخلاقية.

وأشار كورا إلى أنه يصعب ضمان احترام هذه البنود ما لم تضع الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية آليات لمراقبة الالتزام بها ومعاقبة الطرف الذي يقوم بخرقها بشكل صارم.

وحول النتائج السياسية لهذا الإعلان، لفت كورا إلى أنه يساوي بين الطرفين وهو ما يعني فشل الطرفين في فرض وجهة نظرهما للأزمة على الورق وهو أيضاً ترجمة لفشل الطرفين على الأرض عسكرياً.