رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"كله أخطاء".. تفاصيل ادعاءات فيلم "كليوباترا" على المنصة بعد عرضه اليوم

فيلم كليوباترا
فيلم "كليوباترا"

تأكدت الشكوك التي ساورت المجتمع العربي والمصري حول فيلم "كليوباترا" حول ادعاءاته و تزييفه الحقيقة التاريخية المصرية ومنها ما يخص الملكة "كليوباترا"، وذلك بعد عرض الفيلم صباح اليوم الأربعاء على منصة "نيتفليكس"، لتزداد حدة غضب المجتمع المصري من ذلك الفيلم، لما يعتبره إساءة لتاريخه وتزييفًا صريحًا له.

فكيف إذن ظهر بعد عرضه على المنصة؟

قال الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار المصريين القدماء في حديثه الخاص لـ"الدستور"، إن مسلسل "كليوباترا" جاء مليئًا بالأخطاء منذ بدايته، وهو ما يؤكد أحقية المجتمع المصري في غضبه من إنتاج هذا المسلسل بتلك الكيفية.

أوضح شاكر، أنه ببداية الفيلم ظهرت جدة الابنة، وهي تقول لها "لا تأبهي بما يقال لك في المدرسة، فإن كليوباترا سوداء"، موضحًا أن هذه العبارة بذاتها تعد تزييفًا واضحًا وصريحًا وكذلك غير منطقيًا للحقائق منذ البداية، كما أشار إلى أن هذا المشهد يدعو إلى الاعتماد على حديث جدة، وليس على ما جاء به التاريخ والعلم وكذا المنطق بل ويأمر بتجاهل هذا التاريخ والعلم.

وأضاف، أنه بمتابعة أحداث الفيلم يتبين أنه لم يكتف بإظهار الملكة كليوباترا سوداء البشرة، بل أظهر العبيد لديها بنفس اللون كذلك، محاولًا إظهار أن المجتمع كله كان حينها بهذه الصورة، وذلك على عكس الحقيقة إذ أن مصر لم يكن فيها زنوج بل قد أظهرت الجداريات المصرية المصري القديم ببشرة تميل إلى الحمرة، وهو يعذب الزنجي في إشارة إلى ضرب شخصًا ليس من ذات الأرض.

وتابع، أن الملكة كليوباترا كانت أخر ملوك الأسرة وتنحدر من الأسرة المقدونية التي تتميز بلون البشرة الأبيض، فكيف إذن تظهر في الفيلم زنجية؟.

كما اختتم كبير الأثريين بحثه على ضرورة مواجهة تلك الأكاذيب التي تروجها جماعة "الأفروسنتريك" وما خلفها من جماعات هدفها الإساءة إلى الحضارة المصرية، مشيرًا إلى أن ذلك يتم من خلال تنفيذ خطة كاملة لكشف الحقائق التاريخية المصرية.

 وقد بدأت القصة عندما نشرت شبكة نتفليكس برومو فيلم "كليوباترا" من إخراج جادا نينكيت سميث، زوجة النجم الأمريكي الشهير ويل سميث، والذي يبدأ عرضه على المنصة يوم 10 مايو المقبل، واختيرت الممثلة "Adele James" لتؤدي دور الملكة البطلمية، وكانت الصدمة عندما وجد الجمهور أن بطلة العمل ذات بشرة سوداء، وهو أمر يتنافى مع ما هو ثابت تاريخيًا ومتعارف عليه، إذ كانت الملكة كليوباترا السابعة إغريقية بطلمية شقراء، ليس لها أي أصول إفريقية سمراء.

وتشير أصابع الاتهام في أزمة الفيلم إلى حركة "الأفروسنتريك" التي تأسست في أمريكا سنة 1928، وهي منظمة عالمية وأيديولوجية تتمركز في الولايات المتحدة الأمريكية بين الأفرو أمريكان، وأصبح لها انتشار واسع الآن بين الجاليات الإفريقية جنوب الصحراء في أوروبا وحتى بين الأفارقة جنوب الصحراء، وعند الأقليات في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وتروج هذه الحركة إلى فكرة أن الفرعون المصري أصله من السودان، وأن المصري الحالي ليس له علاقة بالمصري القديم، وأن المصري القديم مات أو هجر الجنوب وإن كل من هم في شمال مصر هم جنسيات كثيرة بعيدين عن العرق المصري.

كذلك تدعي الأفروسنتريك أن الحضارة المصرية القديمة، والحضارة المغربية وأيًا الحضارة القرطاجية كانت حضارات زنجية، بحجة أن أول سكان شمال إفريقيا الأصليين هم من الزنوج من السود على حد تعبيرهم.