رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تجارب حية للمزارعين.. هل تلجأ مصر للزراعة الذكية لتوفير المياه؟

زراعة
زراعة

تعاني مصر من هدر في المياه بأحجام ضخمة نتيجة الري، فهناك محاصيل تستلزم كميات كبيرة من المياه حتى تروى على رأسها الأرز والقطن، لذلك تحبث مصر مؤخرًا على طرق أخرى تقلل من هدر مياه الري وتعزيز الزراعة المستدامة.

وكان أحد تلك الأساليب هو استخدام الزراعة الذكية، التي توفر هدر كثير من مياه الري، وبذلت مصر فيها جهود ضخمة لكن لم تتوسع فيها إلى الآن، ورغم ذلك هناك محاولات فردية من قبل الفلاحين.

 

نظام الري الحديث 

ومؤخرًا عقد الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري اجتماعًا لمتابعة الخطوات التنفيذية للتحول لاستخدام نظم الري الحديث في مزارع قصب السكر، واستعرض خلال الاجتماع موقف تنفيذ منطقة تجريبية رائدة على ترعة بلوخر بمركز إدفو بمحافظة أسوان.

تهدف لتطوير مساحة منزرعة بمحصول قصب السكر واستخدامها في الزراعة الذكية، وهنا رحب الخبراء بأهمية التجربة لدورها في تقليل الهدر المائي وطالبوا بتعميم التجربة على أراضي الدلتا والصعيد مع التغلب على إشكاليات التمويل عبر توفير قروض ميسرة لتعميم التجربة بكافة المساحات المنزرعة في الأراضي المصرية.

الزراعة الذكية هي أداة للتحكم في مناخ المحاصيل المنزرعة وتوجيه الاجراءات اللازمة لنظم الزراعة وضمان الأمن الغذائي مع التغيرات المناخية الحالية وفق تعريف منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.

وهناك تعريف آخر للزراعة الذكية أنها تعتمد على الوسائل والآليات الزراعية الحديثة، التي من شأنها توفير هدر المياه وتوفيرها وزيادة الإنتاجية وعدم استنزاف الموارد الطبيعية أثناء عملية الزراعة.

"الدستور" تستعرض في التقرير التالي تجارب مزارعين يستخدمون الزراعة الذكية في أرضهم.

 

سيد: "البذور المقاومة للجفاف أساس الزراعة الذكية"

سيد عبدالحفيظ، مزارع في محافظة الدقهلية، يستخدم منذ فترة قصيرة الزراعة الذكية، بعدما وجود نفسه يستهلك كميات ضخمة من المياه في بعض المحاصيل أثناء الري: "استخدمت البذور المقاومة للجفاف من الجمعيات الزراعية، وهي اللي ساعدتني في عملية الزراعة الذكية".

أضاف: "البذور المقاومة للجفاف توفر كميات من مياه الري وهي أساس الزراعة الذكية، لأنها بتقلل من وقت زراعة المحصل، وتحافظ عليه من أي تغيرات مناخية قد تصيبه، وتزيد المحصول وتنعكس بالإيجاب على الفلاح من خلال تقليل ساعات عملي في الأرض".

وتابع: "أهم ما يميز الزراعة الذكية مقاومتها للتغيرات المناخية، وكذلك التحكم في كل ما يحيط بالمحصول من التربة والري وكميات المياه وكذلك المهدور منه، فهي نظام بيئي يتحكم فيه الإنسان بنسبة كبيرة".

 

استنبطت مصر صنف أرز جديد قادر على التكيف مع زيادة ملوحة التربة نتيجة التغيرات المناخية، ويحتاج كميات أقل من المياه، ويسمى هذا الصنف الجديد بحسب وزارة الزراعة (سخا سوبر 300) ويتميز بأنه أرز كبير الحبة، ويمثل أول محصول في مصر.

 

منصور: "الزراعة الذكية مكلفة ولكنها أقل من كلفة التغيرات المناخية"

منصور محمدين، مزارع آخر في محافظة الدقهلية، لديه عدد من الأفدنة والتي زادت في مساحتها وإنتاجيتها من المحاصيل منذ أن اتبع نظام الزراعة الذكية، واستخدام البذور المقاومة للجفاف: "الفضل يرجع للجمعيات الزراعية هي اللي عملت حملات توعية بأهمية الزراعة الذكية".

وعن فوائدها، شرح أنها توفر كميات ضخمة من المياه وتحمي المحصول من التغيرات المناخية المحيطة، كما أن الدورة الزراعية لا تكون كبيرة: "أنا بزرع أرز من خلال البذور المقاومة للجفاف، ويعرف باسم المصاطب.

واختتم: "هي عاملة زي النظام الرقمي بتقل فيه العمالة أو العمل اليدوي، وعدد ساعات عمل الفلاح في أرضه، لأن هناك أجهزة رصد وصيانة وتنبيه، وبالتأكيد لها كلفة مادية مرتفعة إلا أن كلفة التغيرات المناخية التي تؤثر على المحاصيل أو تهدر المياه تكون أعلى".