رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فضة" و"ابتكار".. هل يهددا مستقبل المذيعات البشريات؟

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي لمذيعات

"فضة" و "ابتكار" هما تلك الشخصيات التي ما كاد أن رآها المشاهدون عبر شاشات التلفازات العربية حتى ظن أنهم مذيعات حقيقيات، بينما ما هم في الواقع إلا نماذج محاكاة الذكاء الاصطناعي لمذيعات تكاد لا تميزهم عن نظرائهم البشريات.

وما بين الإثارة والتعجب الكبير الذي أعقب ظهور هذه النماذج، ظهرت حالة من الجدل والقلق حول مستقبل الإعلامي البشري في ظل غزو هذا الذكاء الاصطناعي للإعلام وإنتاجه شخصيات تحاكي الشخصيات الآدمية وتقوم بما تفعله وهو الأمر الذي يهدد بالاستغناء عن العنصر البشري.

إذ جاءت توقعات بسيطرة المذيع الافتراضي مستقبلًا بالمجال الإعلامى مما يرجح الاستغناء تدريجيًا عن نظيره "الإنساني".

ففي أبريل الماضي، ظهرت المذيعة "ابتكار" بدولة قطر، وحاورت الدكتور طالب الأشقر، الباحث بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، والمتخصص فى مجال الذكاء الاصطناعي.

كما ظهرت مذيعة الذكاء الاصطناعي الكويتية "فضة" التي كان لقاؤها الأول مع الجمهور عبر صفحة "تويتر" الخاصة بتحدى الصحف الكويتية، وسألت " فضة" مشاهديها عن نوعية الأخبار التي يفضلون متابعتها.

ومازالت "فضة"، التي ظهرت بشعر أشقر وملابس رسمية تحظى بتفاعل كبير سواء من جانب الإعلاميين المتخصصين أو المتابعين، في طور التجربة والتطوير، مع ترجيحات بأنها مستقبلًا ستقابل جمهورها وهي تتحدث لهجة كويتية سليمة وواضحة.

أستاذة الإعلام: خطر ويجب عدم الاستهانة بظهورهما

علقت على هجوم مذيعات الذكاء الافتراضي على شاشات كوكب الأرض الدكتورة ليلى عبد المجيد أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة في حديثها لـ"الدستور" قائلة أن هناك بالفعل العديد من التخوفات حول سيطرة استخدام المذيع الافتراضي بديلًا عن المذيع البشري خاصة مع التطورات التكنولوجية التي تحدث بشكل مستمر.

وتابعت أن ظهور هذه الشخصيات الافتراضية بمثل هذه الجودة في الوقت الحالي الذي يعد بداية الظهور فقط لها ينذر بالعديد من التخوفات موضحة أنه من الممكن على الأقل أن يحد هذا الظهور بالفعل من توظيف المذيع البشري، وهو أمر مزعج بالطبع.  

ومن جانب آخر أكدت ليلى أن المذيع الافتراضي ما زال لا يمكنه القيام بكل ما يفعله المذيع البشري وذلك لما يتمتع به البشر من حيوية في التعامل وامتلاكه ردود أفعال حية إلا أن الشخصيات الافتراضية تفتقر إلى ذلك، وهذا ما لا يعني أيضًا الاستهانة بظهور هذه الشخصيات كمنافس للمذيع البشري.

ووجهت عبد المجيد إلى ضرورة تطوير الإعلام بصورة عامة في مواجهة هذه المستحدثات التي تتطور باستمرار في قطار لا يتوقف وذلك حفاظًا على الإعلامي البشري ومستقبله.

يُذكر أن دولة الصين قدمت في عام 2018، لأول مرة مذيع الأخبار القائم على الذكاء الاصطناعي، كما طورت "بكين" التجربة خلال الأعوام التالية، وكان آخر إنجازات هذه الجهود المذيعة الافتراضية المسماة "رين شياورونج" القادرة على تقديم نشرات الأخبار في أي وقت على مدار اليوم وطوال العام.

وقدمت " رين" نفسها عبر حساب أحد أضخم شبكات التواصل الاجتماعي في الصين "ويبو"، وكشف لقاؤها الأول بالجمهور أنها تنتمي إلى صحيفة" الشعب" الناطقة باسم "الحزب الشيوعي الصيني"، ولكن تصريحاتها وإجاباتها كانت شديدة التحديد.