رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من نقمة إلى نعمة.. كيف نجحت مصر في إدارة ملف مخلفات الأرز؟

قش الأرز
قش الأرز

يعد الأرز أحد من أبرز المحاصيل التي تمثل أمنًا قوميًا لمصر، وتسعى الحكومة في تحديث التوصيات الخاصة بالمساحات المنزرعة بالأرز والتخلص من مخلفاته بشكل آمن، خاصة أن مصر عانت لسنوات من السحابة السوداء الناتجة عن حرق قش الأرز.

وفي هذا الصدد، أوضحت ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، عن تجربة مواجهة ظاهرة السحابة السوداء كنموذج لتطبيق الاقتصاد الدائري في المخلفات الزراعية ومنها الأرز.

وكشف وزارة البيئة عن أنه تم جمع وكبس ما يقارب 122 مليون طن من قش الأرز بنسبة بلغت 99% من إجمالي قش الأرز المتولد من المساحة المنزرعة، بالإضافة إلى ما يقارب من 139 ألف طن من حطب الذرة، وفتح 700 موقع لتجميع قش الأرز على مستوى محافظات الدلتا، وتوفير ما يقارب 19000 فرصة عمل موسمية بإجمالي الاستثمارات بالمنظومة ما يقارب 2.1 مليار جنيه.

وأوضح المهندس حسام محرم، مستشار وزير البيئة الأسبق، أن التوسع في زراعة الأرز وغيره من المحاصيل الرئيسية التي تمثل الغذاء الرئيسي للشعب المصري، يعد من متطلبات الأمن القومي لمصر، خاصة في ظل التطورات العالمية الخطيرة خلال السنوات الأخيرة وأزمات نقص الغذاء.

وأضاف محرم في حديث مع "الدستور" أن هناك مساعي إلى تحقيق أكبر نسبة من الإكتفاء الذاتي المحلي من هذه المحاصيل والمنتجات بقدر الإمكان بالإضافة إلي التوسع في سياسات الإستزراع لدي الغير والتي لديها أراضي خصبة ووفرة مائية وشح في العمالة، حيث يمكن لهذه السياسة خفض المخاطر الكامنة في سلاسل الإمداد الخارجية. 

أما عن أزمات نقص الغذاء فيقول محرم، إن هناك تحديات تواجه زراعة الأرز أهمها ارتفاع استهلاكات محصول الأرز من المياه والتي يمكن التغلب عليها جزئيا من خلال إستنباط سلالات قليلة الاستهلاك للمياه وكذلك تطوير نظم الري لخفض الهدر في مياه الري. 

حسام محرم

وبالنسبة للإدارة البيئية السليمة لمخلفات قش الأرز، قال مستشار وزير البيئة الأسبق إن الأجهزة المعنية تمكنت على مدار العشرين سنة الماضية بدرجة لا بأس بها من النجاح في تحويل قش الأرز إلى سوق يدار ببعد اقتصادي، ما يقلل من ظاهرة حرق قش الأرز كأحد المساهمين في ظاهرة السحابة السوداء التي كانت تظهر خلال ظروف جوية ومناخية مواتية.

وأضاف: “سبق وصدر القرار 123 الخاص بوزارة الموارد المائية والرى بالتعاون مع وزارة الزارعة لسنة 2023 بتحديد أماكن زراعة الأرز، والمساحة الكلية تبلغ حوالى 724 ألف فدان، والمساحات الكلية تضم 9 محافظات”، منوها بأهمية التركيز على المساحات الزراعية  القريبة من ساحل البحر، لاحتوائها على نسب ملوحة عالية نتيجة تغير المناخ وارتفاع مستوى مياه البحر، معقبا: “زراعة الأرز بالغمر تقلل من نسب الملوحة، مثل محافظة كفر الشيخ بمساحة 189 ألف فدان، ومحافظة الدقهلية 182 ألف فدان، ودمياط 42 ألف فدان، وبورسعيد 30 ألف فدان، والإسكندرية 3 آلاف فدان، والشرقية 127 ألف فدان، والغربية 40 ألف فدان، والبحيرة 106 ألاف فدان”.