رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هاشتاج #مصر_للمصريين ينتشر بقوة بعد أزمة "الأفروسنتريك" وفيلم كليوباترا

الأفروسنتريك
الأفروسنتريك

حملة قومية انتفض بها أبناء الوطن ضد الخطة الممنهجة لسرقة حضارته وتاريخه والتي تمارس عبر انتشار "الأفروسنتريك" والتي تستهدف ترويج الأكاذيب حول الحضارة المصرية، أحدثها فيلم كليوباترا الذي أنتجته منصة نتفلكس والتي أظهرها سوداء البشرة زعمًا أنها تنتمي إلى أصول إفريقية.

كانت أحدث مظاهر الحملة القومية للإعلان عن الغضب الشعبي من "الأفروسنتريك" هو إطلاق وسم #مصر_للمصريين الذي فيه يعبر الشعب المصري عن الامتعاض مما يمارس ضد حضارته، وإصراره على عدم الصمت أمام هذه الأكاذيب.

وترصد "الدستور" تفاعل المواطنين مع الهاشتاج الجديد باستخدام عدد من أدوات تحليل البيانات.

فباستخدام أداة تحليل البيانات TRACK MY HASHTAG تبين أنه تم تداول 100 تغريدة تحمل كلمات الوسم، وصلت إلى 133454 متفاعل، ومثلت إعادة التغريد النسبة الأكبر وذلك بنسبة 76%، تلاها نسبة التغريدات التي جاءت 19%، أما في المركز الأخير جاءت الردود على التغريدات بنسبة 5% فقط.

 

 

وحسب أداة تحليل البيانات TWEET BINDER تبين أنه تم تداول 200 تغريدة تحمل كلمات الوسم، مثل إعادة التغريد منها النسبة الأكبر بواقع 149 تغريدة وبنسبة 74.5 %، وجاءت التغريدات التي حملت روابط وصور في المركز الثاني بواقع 32 تغريدة بنسبة 16%، أما الردود على التغريدات جاءت في المركز الثالث  بواقع 23 تغريدة وبنسبة 11.5%.

والأفروسنتريك هو مصطلح يعني المركزية الأفريقية وهي نموذج فكري يسعى إلى تسليط الضوء على الهوية والمساهمات الخاصة للثقافات الأفريقية في تاريخ العالم، وفيه يجادل أصحاب هذا النموذج بأن المجتمع العلمي الغربي يستهين بالحضارات الأفريقية، ويشارك -بوعي أو بدون وعي- في مؤامرة لإخفاء المساهمات الأفريقية في التاريخ، ومن أجل ذلك يلجأ أصحاب هذا النموذج الفكري إلى الترويج لفكرة أن الأفارقة أصحاب البشرة السوداء هم أصحاب كبرى الحضارات في العالم خلافًا للحقيقة.

 

  وقد تسبب فيلم منصة نتفليكس و المزمع عرضه في العاشر من مايو، وفيه تجسد شخصية كليوباترا على الشاشة في إثارة موجة غضب قوية بين المصريين الذين اعتبروه تزييفًا صارخًا للتاريخ وسطوًا على الحضارة المصرية، وذلك لكونه جسد في فيلم وثائقي ملكة مصرية ليظهرها وكأنها سوداء البشرة في إشارة إلى أن الأفارقة السود هم أصحاب التاريخ المصري.

كما انتشرت حملات شعبية عبر وسائل التواصل الاجتماعي تطالب نتفليكس بعدم عرض الفيلم وكتب البعض تعليقات ساخرة ولاذعة لبطلة العمل عبر حسابها على تويتر مما اضطرها للحد من نشر التعليقات.

وكتب عالم الآثار زاهي حواس على صفحته بفيسبوك قائلا: "الملكة كليوباترا لم تكن سوداء، وهي أصلا يونانية، وإذا شاهدنا تماثيل وأشكال أبيها وأخيها فلن نجد أي دليل يؤيد هذا الادعاء الذي سوف يذاع على منصة نتفليكس". وأضاف "كانت كليوباترا مثل الأميرات والملكات المقدونيات. وإذا نظرنا إلى تماثيل الملكة والعملة فلن نجد أي دليل يؤيد الادعاء أن كليوباترا كان سمراء البشرة.. أنا لست ضد أصحاب البشرة السمراء إطلاقا ولكن وجدت أن من واجبي كأثري أن أوضح الحقائق".

وفي بيان رسمي لوزارة الآثار بشأن فيلم الملكة كليوباترا والذي سيتم عرضه على منصة نيتفليكس جاء فيه أن الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار يؤكد أن الملكة كليوباترا كانت ذات بشرة فاتحة اللون وملامح هيلنستية (يونانية)، وأن آثار الملكة كليوباترا وتماثيلها خير دليل على ملامحها الحقيقية وأصولها المقدونية.

كما جاء فيه أنه قد أكد د. مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن ظهور البطلة بهذه الهيئة يعد تزييفا للتاريخ المصري ومغالطة تاريخية صارخة لاسيما أن الفيلم مصنف كفيلم وثائقي وليس عمل درامي، الأمر الذي يتعين على القائمين على صناعته ضرورة تحري الدقة والاستناد إلى الحقائق التاريخية والعلمية بما يضمن عدم تزييف تاريخ وحضارات الشعوب، وأضاف أنه كان يجب الرجوع إلى متخصصي علم الآثار والانثروبولوجيا عند صناعة مثل هذه النوعية من الأفلام الوثائقية والتاريخية.

كذلك أكد د. ناصر مكاوي رئيس قسم الآثار المصرية بكلية الآثار جامعة القاهرة أن الملكة "كليوباترا السابعة" تنحدر من أسرة مقدونية عَريقة حكمت مصر ما يقارب من 300 عام، أسسها الملك "بطليموس الأول" وهو أحد القادة المقدونيين بجيش "الأسكندر الأكبر" والذي آلت إليه ولاية مصر بعد بوفاة "الإسكندر"وأسس الأسرة البطلمية. تزوج بطليموس الأول من الملكة "برنيكي الأولى" ذات الأصول المقدونية أيضا، وأنجبا الملك "بطليموس الثاني" حيث استمر من بعده أبنائه وأحفاده الملوك فى التزاوج من أخواتهم الإناث طبقا لعادات هذا العصر، وصولا للملكة "كليوباترا السابعة" وأخيها “بطليموس 14” محافظين على نقاء عرقهم المقدوني خلال كل هذه الفترة الزمنية.

كما قالت د. سامية الميرغني مدير عام مركز البحوث وصيانة الآثار بالمجلس الأعلى للآثار سابقا أن دراسات الانثروبولوجيا البيولوجية ودراسات الحامض النووي التي أُجريت على المومياوات والعظام البشرية المصرية القديمة أكدت أن المصريين لا يحملون ملامح أفارقة جنوب الصحراء سواء في شكل الجمجمة وعرض الوجنات والأنف واتساعة وتقدم الفك العلوي ولا في الشكل الظاهري للشعر ونسب أعضاء الجسد وطول القامة وتوزيع وكثافة شعر الجسد.