رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» ترافق طلاب الجامعة لزيارة المنطقة الاستثمارية فى بنها: صرح عملاق يغذى الأسواق بالصناعات الغذائية والزراعية

طلاب الجامعة مع محرر
طلاب الجامعة مع محرر الدستور

- وجبة درامية رمضانية دسمة تمتعنا بها الشركة المتحدة

رافقت «الدستور» وفدًا طلابيًا من جامعة بنها، للمنطقة الاستثمارية ببنها، ضمن مبادرة «شوف بنفسك»، التى تنظمها القوات المسلحة للتوعية بالمشروعات القومية فى مصر.

وتعتبر المنطقة الاستثمارية ببنها صرحًا عملاقًا، يضم داخله عشرات الوحدات الصناعية والمخازن والخدمات اللوجستية.

بدأت من مقر الجامعة بشارع الأهرام، نحو عزبة نجيب، ورأى الطلاب الأراضى الزراعية الخصبة التى تشتهر بها محافظة القليوبية، وخلال فترة قصيرة وصلنا إلى مبنى عملاق تعلوه لافتة كبيرة، مكتوب عليها «الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة - مركز خدمات المستثمرين فرع بنها»، وأمام البوابة سيارات كثيرة تدخل محملة بمواد خام وعمال، وتخرج سيارات أخرى محملة بمنتجات غذائية وزراعية جاهزة للتوزيع فى السوق المحلية بمحافظات.

فى الداخل، رأى الطلاب وحدات صناعية ومخازن مرتبة بدقة، ولافتات بأسماء مصانع غذائية شهيرة تملأ المنطقة وتعلو الهناجر والوحدات الصناعية، واستقبلنا مسئولو المنطقة الاستثمارية ووجهونا نحو قاعة الاستقبال؛ لتعريف الطلاب بالمنطقة الاستثمارية وأهميتها ومكوناتها قبل القيام بجولة داخل وحداتها.

مدير المنطقة: ١٤٧ وحدة صناعية كاملة المرافق من كهرباء ومياه وإنترنت

كشف أحمد منصور، مدير المنطقة الاستثمارية ببنها، عن أن المنطقة جرى إنشاؤها بقرار رئيس مجلس الوزراء لسنة ٢٠١٦، وتم تخصيصها للصناعات الصغيرة والمتوسطة والأنشطة المكملة لها فى مجال الصناعات الغذائية والزراعية، خاصة أن محافظة القليوبية تشتهر بالزراعات والمنتجات الزراعية والغذائية.

وقال «منصور»، لـ«الدستور»، إن مساحة المنطقة الاستثمارية ببنها تبلغ ٤٦ فدانًا على الطريق الدائرى الإقليمى الجديد، وهناك ١٤٧ وحدة صناعية، بمساحة تتراوح بين ٢٤٠ و٣٦٠ مترًا مربعًا للمشروع الواحد، وكاملة التشطيب بالمرافق «كهرباء ومياه وصرف صحى وصناعى واتصالات وإنترنت». وتابع: «تتضمن المنطقة العديد من مراكز الخدمات للمستثمرين ومعارض ومنافذ بيع ودور عبادة وأماكن انتظار سيارات». وتساءلت إحدى الطالبات عن طريقة ومدة الحصول على الوحدات الصناعية بالمنطقة، وهل تكون بنظام التمليك أم الإيجار؟ فأجاب «منصور»: «التقديم يتم عبر الهيئة العامة للاستثمار التى تبحث عن موقف المتقدم وجديته واستيفائه الشروط، ثم يتم توجيهه للمنطقة التى تتعاقد معه بنظام حق الانتفاع لمدة ١٥ سنة قابلة للتجديد لكل وحدة متعاقد عليها». وسأله طالب آخر: «ما الذى تقدمه المنطقة الاستثمارية للمستثمر ولا يجده خارجها؟»، فرد عليه: «يمكن لأصحاب المشروعات الحصول على الخدمات والتيسيرات والمزايا والإعفاءات المنصوص عليها بالقانون بإجراءات ميسرة، إذ يقتصر دور هيئة الاستثمار بقرار الترخيص بمزاولة النشاط الصادر عنها دون الحاجة إلى القيد بالسجل الصناعى».

مسئولو المنطقة: نعمل على تقنين أوضاع مصانع «بير السلم»

أشار مسئولو المنطقة إلى أنهم أيضًا يعقدون لقاءات توعوية ونقاشية للمستثمرين فى المنطقة الاستثمارية مع وكلاء وزارات الصحة والقوى العاملة والضرائب والتأمينات وسلامة الغذاء وجهاز حماية المستهلك، لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم لتسير الأمور على ما يرام، مؤكدين أن الأمر دفع كثيرًا من أصحاب التجارة والصناعة التى كانت توصف بأنها «تحت بير السلم» للخروج للعلن وتقنين أوضاعهم والاستفادة من التيسيرات والميزات الاستثمارية داخل المنطقة الاستثمارية.

وأوضح مسئولو المنطقة: «من الممنوعات فى المنطقة الاستثمارية ببنها، وكذلك فى باقى المناطق المماثلة، دخول أى عامل تحت السن القانونية المقررة حتى لو كان على ذمة التدريب، إلا بتصريح من وزارة القوى العاملة، كذلك ممنوع دخول أى موظف أو مندوب من الجهات الحكومية إلا بعد إثبات شخصيته وتسليم خطاب مأموريته المنوط بها، مثل التفتيش أو الرقابة على منشأة أو وحدة صناعية».

رجل أعمال: بدأت من تحت الصفر والآن لدىّ ٤ مصانع

قال الحاج عبدالستار القليوبى، صاحب شركة «سترو» للاستثمار الداجنى، أحد المستثمرين بالمنطقة الاستثمارية ببنها، إنه بدأ مشروعه من تحت الصفر فى الستينيات، حينما كان يبيع البيض على دراجة هوائية، والآن لديه ٤ مصانع يعمل فيها أكثر من ٢٥٠ عاملًا بفروع البيع والمصانع. وأضاف «القليوبى»: «وجودى فى المنطقة الاستثمارية يعد أول تعامل لى مع الحكومة، ممثلة فى هيئة الاستثمار، وفوجئت بالتنظيم الجيد والتسهيلات».

وتابع: «من مميزات المنطقة الاستثمارية دفع التواصل بين كل المصانع الموجودة بالمنطقة، على الرغم من المنافسة المعروفة بين المصانع لاستيعاب بعضها، إلا أن أصحابها فى المنطقة يتعاملون كأسرة واحدة ويتناولون الإفطار جميعًا فى رمضان داخل المنطقة»، مشيرًا إلى مشاركة شركته وكذلك المصانع الأخرى فى معرض بهيئة الاستثمار لعدة أيام كان عليه إقبال كبير من الموظفين.

صاحب مشروع: كنت أبيع منتجاتى على الأرصفة

داخل مصنع «موتزريلا فريش» فى المنطقة الاستثمارية ببنها، التقى طلاب الجامعة إبراهيم أمين، صاحب المشروع، الذى كشف لهم عن أنه كان يعيش فى السعودية وحينما عاد قصده أحد الأشخاص فى توصيل «موتزريلا» لشخص آخر مقابل عمولة له، ومن هنا بدأ بمشروعه وذهب للمصانع نفسها وكان يبيع على الأرصفة حتى تطور المشروع وبات لديه مصنع وفروع للبيع.

وتساءلت إحدى الطالبات عن مؤهلات العاملين لديه فى المصنع، واتضح أن معظم العاملين من السيدات والفتيات، من خريجات كليات الزراعة بجامعة بنها وكذلك الطب البيطرى.

طلاب: كل ما شاهدناه مصرى فى مصرى

قالت فيولا سامح، طالبة بالفرقة الأولى بكلية الآداب، إنها فوجئت بأن مثل تلك الصناعات موجودة فى بنها، مؤكدة: «أعجبت بالمشروعات التى بدأت من تحت الصفر وباتت صروحًا كبيرة».

وأضافت «فيولا»: «لم أسمع من قبل عن المنطقة الاستثمارية، وكنت فقط أرى اسمها من الخارج.. وكنت أظن أنها لم تعمل من الأساس».

بدورها، أضافت ميرنا جبريال، الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم الإعلام، أنها شاهدت على أرض الواقع ما لم تره من قبل، خاصة فى المنتجات الغذائية من ألبان وعصائر ومكملات غذائية تعوض ما ينقص فى الأسواق. ولفتت «ميرنا» إلى أن كل العمالة فى المصانع مصرية، ما يعنى أن «كله مصرى فى مصرى ولا شىء به من الخارج». فى السياق ذاته، قال عبدالله محمود حرب، الطالب بالفرقة الثالثة بكلية التمريض، إنه انبهر بالماكينات والمعامل ونظافتها ونظم التعقيم بها، معتبرًا أن من فكر فى فكرة المناطق الاستثمارية المتخصصة يستحق الشكر، لأنها ليست فقط صروحًا صناعية ولا تشغل عمالة محلية، بل لأنها تتماشى مع ما تنتجه المحافظة المعروف عنها أنها زراعية.