رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الأوقاف: شهادة الزور فى أعماق الظلم

الدكتور محمد مختار
الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف

واصل الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، حديثه عن اسم الله (عز وجل) الحكم العدل، فالحكم اسم من أسمائه الحسني، والعدل اسم من أسمائه الحسني، والحكم هو الله (عز وجل)، وهو الحاكم الذي لا يرد حكمه، لا راد لحكمه ولا معقب لقضائه، وهو أحكم الحاكمين، وهو أسرع الحاسبين، أمرنا (سبحانه وتعالى) بالعدل.

 

جاء ذلك خلال الحلقة العشرين من برنامج: "الأسماء الحسنى" للأستاذ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، في إطار دور وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي المستنير، وإسهامًا في بناء الوعي الرشيد.

 

وأكد وزير الأوقاف أن شهادة الزور في عمق الظلم يقول النبي (صلى الله عليه وسلم): “أَلا أُنَبِّئُكُمْ بأَكْبَرِ الكَبائِرِ قُلْنا: بَلَى يا رَسولَ اللَّهِ، قالَ: الإشْراكُ باللَّهِ، وعُقُوقُ الوالِدَيْنِ، وكانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ - ليثير الانتباه - فقالَ: ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ، ألا وقَوْلُ الزُّورِ، وشَهادَةُ الزُّورِ فَما زالَ يقولُها، حتَّى قُلتُ: لا يَسْكُتُ”.

 

وتابع: أننا  في هذا الشهر الكريم في رمضان لا ينبغي أن تشهد زورًا أو أن تقول زورًا، لا في هذا الشهر ولا في غيره، بل إن النبي (صلى الله عليه وسلم) يبين لنا أن شهادة الزور تذهب بصيامك فيقول (صلى الله عليه وسلم): "من لم يدَعْ قولَ الزُّورِ والعملَ بِهِ، فليسَ للَّهِ (عز وجل) حاجةٌ بأن يدَعَ طعامَهُ وشرابَهُ"، أي أن شهادة الزور تذهب ببركة الأعمال لأنها تضيع الحقوق، كيف تلقى الله (عز وجل) وأنت قد ضيعت حق آخرين بظلمك أو بشهادة الزور؟.

 

واستكمل: ومن اسم الله العدل يجب أن نتحلى جميعًا بالعدل، وندرك أن هناك محكمة عظيمة في الآخرة هي محكمة العدل الإلهية، شعارها لا ظلم اليوم، شعارها وما ربك بظلام للعبيد، ميزانها شديد الدقة: “وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ”.

 

وأشار وزير الأوقاف، إلى أن هذه محكمة لا مجال فيها على الإطلاق لشهادة الزور، فيامن تسول لكم أنفسكم شهادة الزور في الدنيا تذكروا يوم أن تشهد عليكم ألسنتكم التي شهدت زورا، فمحكمة العدل الإلهية لا مجال فيها لشهادة الزور، حيث يقول الحق سبحانه: "يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ" ويقول سبحانه: “الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ”.

 

وأوضح وزير الأوقاف، أن محكمة العدل الإلهية، لا مجال فيها للنكران ولا لإخفاء أوراق ولا لطمس أدلة، حيث يقول سبحانه: “وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا”.

 

ونوه مختار جمعة إلى أن محكمة العدل لا تحتاج إلى شهود يقول الحق سبحانه: "اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَىَ بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً"، ويقول سبحانه: "وَكُلّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنْشُوراً"، محكمة لامجال فيها للنقض، حيث يقول سبحانه: "مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ"،

 

وأكد أن محكمة العدل ليس فيها أحكام غيابية فالجميع حضور: "وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُون"، ويقول سبحانه: “وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد”، موضحًا أن محكمة الحكم فيها نهائي والتنفيذ فيها فوري، والذي لا شك فيه أن البشر جميعًا سيقفون أمام هذه المحكمة لن يفلت منهم أحد، ثم ينادى عليهم جميعًا: “‌وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ”.