رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عميد الأدب المهجري».. 92 عاما على رحيل جبران خليل جبران

جبران خليل جبران
جبران خليل جبران

"أنا حي مثلك، وأنا واقف الآن إلى جانبك؛ فاغمض عينيك والتفت؛ تراني أمامك".. هذه الكلمات أوصى بها الأديب والشاعر والفيلسوف جبران خليل جبران أن تكتب على قبره بعد وفاته، الذي رحل في مثل هذا اليوم بنيويورك وتحديدا يوم 10 أبريل لعام 1931، بعد إصابته بمرض السل وتليف الكبد، ودفن في لبنان بعد عام من وفاته بنقل رفاته بدير مار سركيس، وتحول فيما بعد إلى "متحف جبران"، وخصص للتعريف به، إذ يحتوي على أدواته الحرفية التي كان يستخدمها خلال حياته في نيويورك، وغيرها من رسومات ومخطوطات خاصة بالفيلسوف الراحل.

ويعد جبران خليل جبران أحد أعلام الأدب العربي في العصر الحديث، وأشهر أدباء المهجر، وقطب من أقطاب التجديد، فمنذ وقت مبكر من القرن العشرين وهو يجدد في القوالب والأساليب، ويقاوم التقليد، ويخضع عباراته للمجاز والخيال، وتجلت موهبته في الترسل النثري، والنظم الشعري، بحسب تقرير نشر بجريدة "أخبار الأدب" عام 2006.

في قرية "بشري" بشمال لبنان؛ حيث ولد جبران خليل جبران؛ لأسرة فقيرة، كانت والدته حينها في الثلاثين من عمرها، ووالده هو زوجها الثالث، الذي كان يعمل راعيا للماشية، إلا أنه فقد عمله بسبب انشغاله بالقمار وشرب الكحول، وكثرة الديوان المتراكمة عليه، كما أن الفيلسوف اللبناني الراحل لم يتلق التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان، هاجر صبيا مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استقرت العائلة بحي الصينيين، ودخل الصبي مدرسة قريبة، ووضع في صف خاص بالمهاجرين للتركيز على تعليمهم الإنجليزية.

كان الفسلسوف الراحل جبران خليل جبران عضوا في الرابطة القلمية بنيويورك، المعروفة حينها بشعراء المهجر جنبا إلى جنب مؤلفين لبنانيين مثل أمين الريحاني ونسيب عريضة وميخائيل نعيمة وإيليا أبو ماضي، واشتهر في المهجر بكتابه "النبي" الذي صدر في عام 1923، وهو مثال مبكر على "الخيال الملهم" بما في ذلك سلسلة من المقالات الفلسفية المكتوبة في النثر الشعري باللغة الإنجليزية، وحصل الكتاب على مبيعات، وترجم الكتاب إلى ما يصل إلى 110 لغة  منها الصينية.

تمتع جبران خليل جبران بأسلوب أدبي ميزه عن غيره من شعراء وأدباء عصره، ووصف البعض هذا الأسلوب بالغموض، إذ أنه لم لم يلتزم بلون أدبي واحد، بل كتب في جميع الألوان الأدبية، فقد نظم الشعر وألَّف الرواية والقصةَ القصيرة، كما كتب المقال الذي تميز بتنوع موضوعاته ما بين الاجتماعي، والسياسي والفكريِّ والفلسفي. 

ويعتبر جبران خليل جبران واحدا من الأدباء العرب القليلين الذين كانوا لديهم إنجازات باللغتين العربية والإنجليزية، وحقق نجاحا كبيرا في التأليف باللغة الإنجليزية، واعتمد في أعماله الأدبية أسلوبين؛ الأول يتميز بالقوة والثورة على العقائد والعادات والدعوة إلى الحرية، والثاني امتاز بحب الاستمتاع بالحياة والدعوة إلى اتباع الميول.

أما بالنسبة لجبران الشاعر؛ فإن أسلوبه الشعري تأثر بالثقافة والأدب الغربي، ولم يتبع الأسلوب الشعري التقليدي المحافظ المعروف في زمن العشرينيات، كما كانت تطرح قصائده مجموعة من الأفكار، إذ عكس فيها الظلم والعبودية في المجتمع ودعا إلى الحرية والقضاء على العادات التي تقضي على حقوق الإنسان.