رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمص أثناسيوس جورج: جمعة ختام الصوم الكبير آخر يوم فى رحلة الصوم

القمص أثناسيوس جورج
القمص أثناسيوس جورج

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بـ«جمعة ختام الصوم» وهي الجمعة التي تسبق بدء أسبوع الآلام الذي سيبدأ عقب قداس «أحد الشعانين» وفيها يتم صلاة مسحة المرضى أحد أسرار الكنيسة السبعة، ويطلق عليها أيضًا «القنديل العام».

وقال القمص أثناسيوس فهمي جورج مدير مدرسة تيرانس اللاهوتية في مقالة له عن «جُمْعَةُ خِتَامِ الصَّوْمِ نهاية يعقبها بداية»، أن يوم جمعة ختام الصوم الكبير، هو آخر يوم في رحلة الصوم؛ ليبدأ بعد ذلك أسبوع الآلام الفصحية؛ ابتداءً من سبت لعازر، وتتركز عبادة اليوم حول افتقاد الملك ووعده بخلاص البشرية؛ ومجازاته لأبرار شعبه ودينونته للأشرار؛ حسب تدابيره الأزلية؛ عندما تأتي الأيام الأخيرة وأزمنة الشر الصعبة التي تتبعها الدينونة؛ والتي سيتم فيها قضاء الاستقامة وفقًا لثمر وعمل كل أحد.

وتابع: واليوم يخاطب المسيح أورشليم «أورشليم أورشليم.. كم مرة أردتُ أن أجمع أولادك.. ولم تريدوا» نادى عليها بمناداة التثنية وهو نفس ندائه لكل نفس بإسمها؛ وبنغمة الحب الإلهي والإلحاح؛ حتى تقتني خلاصها ولا تضيع فرصتها الأبدية ينادﻱ لكل أورشليم كي تعود عن غيّها وشرها وعنادها؛ وكي تتوب وترجع إليه. إنه يتودد ويتقرب ويقرع كي نُقبل إليه ونفتح له.. إنه جاء ليجمع المتفرقين إلى واحد.. يذكّرنا بسر مشيئته ودينونته الحتمية؛ فكم مرة يريد أن يجمعنا يبسط يديه طول النهار من نحونا على عود الصليب، يريد أن يضمنا ويحفظنا من الأعداء الخفيين والظاهرين.. أن يضمنا من وجه الشر هاربين من الفساد الذﻱ في العالم؛ فلا نشرب كأس النقمة والخراب.. إنه يريد أن يسقينا كأس المصالحة مع أبيه الصالح، ويرفع رؤوسنا كي ننظر ما هو فوق حيث هو جالس؛ مصالحًا العالم لنفسه غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة.

وتابعت: وعلى عتبة أسبوع الآلام رتبت الكنيسة في عباداتها وقراءاتها هذه السُلُّمة والدرجة لتنقلنا من نهاية تعقُبها بداية من رحلة الصوم إلى رحلة الآلام ودخول أورشليم؛ حتى لا نكون نحن ضمن أورشليم التي تُركت دارها خرابًا؛ بعد أن رفضت مسيحنا ورذلته، بعد أن خانت الأمانة والمودّة معه؛ بينما هو جاء من أجل خلاصها وخلاص العالم كله، إرادته هي قداستنا، لكنه لا يتجاوزنا ولا يقهرنا؛ لكنه يريد أن الجميع يخلُصون وإلى معرفة الحق يُقبلون لا يريد أن يتركنا ما لم نُرِد نحن ذلك، يفتش علينا بين الأحجار والأشواك؛ لينجينا ويحملنا على منكبيه.