رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ موسى والشهيدة مها نموذجًا

كثيرًا ما نسمع عن بطولات وشهامة ووطنية وفدائية أبناء سيناء، سواءً فى الكلمات الرسمية للمسئولين أو من خلال بعض القصص والروايات والأعمال الفنية المختلفة، إلا أننى عندما شاهدت وتابعت مثل ملايين المصريين حلقات مسلسل الكتيبة ١٠١، ضبطت نفسى مبهورًا بتضحيات ووطنية السيناوية الذين تحملوا الكثير والكثير فى معركة الدولة المصرية ضد الإرهاب وأهل الشر، وجدت نفسى مبهورًا كذلك بتضحية وفداء وإيمان الشيخ موسى «أحد مشايخ سيناء» والذى جسد شخصيته الفنان الكبير خالد الصاوى، وكذلك بطولة وتضحية الشهيدة مها أبوقريع والتى جسدت شخصيتها الفنانة وفاء عامر.

تذكرت وأنا أشاهد حلقات هذا المسلسل الرائع جميع المؤامرات التى كانت تُحاك ضد الدولة المصرية على مدار سنوات عديدة مستغلين إهمال تلك البقعة الغالية على نفوس كل المصريين، وعلى مدار سنوات طويلة أيضًا كان وما زال أهالى سيناء أحد خطوط الدفاع وحائط صد منيعًا للحفاظ على أرضهم منذ حرب الاستنزاف وحتى الانتصار فى معركة مواجهة الإرهاب مؤخرًا، بدعمهم الدولة المصرية ورجال الجيش والشرطة هناك.

فلا أنبل ولا أجمل ولا أعظم من الموت والاستشهاد فى سبيل ما تحب، فما بالك إذا كان ما تموت من أجله هو الوطن والأرض.. بطولات أهالى سيناء ضد الإرهابيين فى السنوات الأخيرة لا تقل فى شىء عن بطولات وتضحيات أبطالنا فى القوات المسلحة والشرطة المصرية، بل نستطيع القول إنها علاقة تكاملية أدت فى النهاية إلى تحقيق الهدف المنشود بالقضاء على الإرهاب فى سيناء.

الشيخ موسى، كما ذكرت، قدم نموذجًا فريدًا فى حب الوطن والتضحية، فهو كبير القبيلة والعائلة ويقدم كل الدعم والمساندة والمعلومات لأجهزة ومؤسسات الدولة فى مواجهتها مع المجرمين، سواء من الإرهابيين أو المهربين، حتى يقدم حياته ثمنًا لهذا، بعد شهور من استشهاد نجله أثناء إرشاده القوات المسلحة خلال تنفيذ عدة ضربات للعناصر الإرهابية، ليكمل بعدهما عبدالله نجل الشيخ موسى المسيرة فى مواجهة عصابات الإرهاب.

ولم يكن الشيخ موسى البطل الوحيد، بل شاهدت بطولة وتضحية الشهيدة مها أبوقريع، والتى جسدت شخصيتها الفنانة وفاء عامر، والتى استهدف التكفيريون زوجها بسبب تعاونه مع القوات المسلحة قبل وفاتها بعدة أعوام، إلا أنها قررت استكمال البطولة وتعاونت مع الجيش.. حتى اختطف الإرهابيون ابنها لإجبارها على التراجع عن دعم القوات المسلحة، لكنها أصرت على المساندة، فخطفها الإرهابيون وقاموا بقتلها، لتصبح هى الأخرى نموذجًا للمرأة المصرية السيناوية التى ضحت ولا تزال تضحى من أجل وطننا.

«ما فى بطولة فى الموت».. جملة قالها الفنان فتحى عبدالوهاب، والذى يجسد شخصية دكتور وحيد فى المسلسل ويعمل فى التهريب، وكذلك ينضم للعناصر التكفيرية والإرهابية، وهى الجملة التى أثارت غضب الشيخ موسى، خاصة أن تلك الكلمات جاءت بعدما فقد الشيخ موسى نجله الذى استشهد أثناء مساعدته القوات المسلحة فى بعض المداهمات للعناصر الإرهابية، إلا أن ما يفعله كل «شيخ موسى» فى سيناء وكل «مها أبوقريع» يجعلنا نؤكد أن البطولة ليست فى الموت فقط ولكنها فى الحياة والموت معًا.. والشيخ موسى والشهيدة مها نموذج لتضحيات وفداء ووطنية يجب أن تظل نصب أعيننا باستمرار.