رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم الموقف الأمريكي.. الأزمات العالمية والداخلية تدفع ماكرون لتحسين العلاقات مع الصين

إيمانويل ماكرون
إيمانويل ماكرون

سلطت وكالة "بلومبرج" الأمريكية، الضوء على زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين، في خضم تفاقم الأزمة بين روسيا والصين من جانب والدول الغربية من جانب آخر، بسبب أزمة أوكرانيا، وتدخل الصين في القضية.

وقال الرئيس الفرنسي إن بإمكان الصين أن تلعب دورًا رئيسيًا في أوكرانيا، مضيفًا أنه يعارض التحركات الرامية إلى الانفصال عن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، حيث يدفع أوروبا إلى اتخاذ موقف أكثر اعتدالًا تجاه بكين مما تطالب به الولايات المتحدة.

- محاولات تحسين العلاقات بين الصين وأوروبا

وأفادت الوكالة الأمريكية، بأنه عقب لحظات من وصول ماكرون إلى الصين في زيارة تستغرق ثلاثة أيام، أوضح استراتيجيته التي تتعلق بتهدئة التوترات وإيجاد أرضية مشتركة مع بكين على عدة جبهات، بدءًا من الأزمة الروسية الأوكرانية، وأشار إلى أن الصين يمكن أن تستخدم علاقاتها الوثيقة مع روسيا للدفع من أجل السلام.

وقال ماكرون في كلمة ألقاها بالسفارة الفرنسية، قبل يوم من اجتماعه مع نظيره الصيني شي جين بينج، "نحتاج إلى محاولة التواصل مع الصين بشكل استراتيجي والتحدث معهم مباشرة حول هذا العدوان الروسي والعواقب على أوروبا".

وأضاف ماكرون، "يمكن للصين، بفضل علاقتها مع روسيا، أن تلعب دورًا رئيسيًا"، مشيرًا إلى ما اعتبره إشارات إيجابية مثل خطة بكين للسلام المكونة من 12 نقطة.

وأكدت الوكالة، أن العلاقات بين الدول الأوروبية والصين توترت بصورة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، خصوصًا بعد أن اتخذت الصين موقفًا محايدًا في الأزمة الروسية الأوكرانية، حيث اعتبر الغرب أن هذا الموقف صب في مصلحة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصًا بعد زيارة الرئيس الصيني لموسكو خلال الشهر الماضي لتنعكس مدى قوة العلاقات الروسية الصينية، وإشادة بوتين بموقف الصين من الأزمة.

و أقر ماكرون بأنه لا يتوقع "وقف الأزمة" لكنه حذر الصين من أن أي دولة سلمت أسلحة لروسيا ستصبح متواطئة في انتهاك للقانون الدولي، وقال للصحفيين بعد خطابه " ليس من مصلحة الصين إرسال أسلحة إلى روسيا" ، بينما رفض أيضا تهديد الصين بفرض عقوبات.

- موقف الولايات المتحدة

وبحسب الوكالة الأمريكية، فإن زيارة ماكرون تكشف محاولات أوروبا لتحسين العلاقات مع الصين بغض النظر عن نهج الولايات المتحدة الأمريكية الأكثر صرامة بشأن بكين مرددًا الجهود الأوروبية المشتركة لتحقيق التوازن بين التعامل مع الصين في التجارة والاستثمار، فضلاً عن المطالبة باحترام حقوق الإنسان والسيادة الإقليمية في أوكرانيا من بين أمور أخرى.

وقال ماكرون "يجب ألا ننفصل عن الصين"، مضيفًا "هناك تنافس بين الصين والاتحاد الأوروبي نعترف به تمامًا، لكننا نعلم أيضًا أن هناك قضايا دولية رئيسية نحتاج إلى العمل عليها معًا"، كما قال إن الصين بحاجة إلى تبادل المبادرات التجارية مع الاتحاد الأوروبي.

وأوضحت الوكالة، أن زيارة ماكرون تأتي بعد أن قام المستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز برحلتين منفصلتين إلى بكين للقاء الرئيس الصيني، كما توجه ماكرون إلى الصين برفقة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين للتأكيد على رسالة الوحدة الأوروبية.