رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الغبارى: الخداع الاستراتيجى فى حرب أكتوبر أسهم بـ50% من تحقيق النصر

اللواء محمد الغباري
اللواء محمد الغباري

قال اللواء أركان حرب الدكتور محمد الغباري مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الخداع الاستراتيجي بحرب أكتوبر يعتبر 50% من تحقيق النصر، مشيرًا إلى أن الدولة قامت بالتحضير لحرب أكتوبر بإعادة التنظيم والتدريب المكثف.

وأضاف خلال احتفالية «الإعداد الاستراتيجي للقوات المسلحة المصرية لحرب العاشر من رمضان.. من واقع الوثائق اليهودية» بمكتبة الإسكندرية، أن الخداع الاستراتيجي بدأ من يوم التخطيط، وأفضل من يتكلم عن هذا الخداع من واقع الوثائق الإسرائيلية التي جاءت في محكمة «اجرنت» التي أفرج عنها، وجاءت فيها محاكمة القاضي للقيادات الإسرائيلية، وعلى رأسهم رئيسة وزراء إسرائيل جولدا مائير، والتي سألها القاضي لماذا لم تقم بالتعبئة استعدادًا للحرب، وكان ردها أن مشروع الحرب كان يتراجع، حيث كان تم قبل الحرب خروج الضباط والجنود في إجازات، وفتح رحلات الحج والعمرة، وعدم إحضار قوارب  للعبور، بجانب أنه كانت تتم تعبئة، وكان ذلك من خطة الخداع الاستراتيجي.

وتابع القيادة العامة وضعوا خطة الخداع الإستراتيجي بناء على التعبئة، وقال عنها موشيه دايان: «السادات بيلهي شعبه واحنا مبتتلهيش معاه» وذلك كان دافعه لعدم عمل تعبئة للجيش الإسرائيلي، كما تم خروج 25 ألف جندي قبل حرب أكتوبر، على مرأى ومسمع اسرائيل ولكنهم عادوا في اليوم التالي بشكل سري، أما عن القوارب فاستوردنا ضعف القوارب التي نحتاجها منذ عام 71 وكانت في ميناء الإسكندرية، وتم تسريب العدد المطلوب من القوارب لسيناء، وتم نقل باقي القوارب بعد إشاعة تعرضها للسرقة لتخزن في وادي حوف، وأيضًا على مرأى العدو الإسرائيلي، فضلًا عن إخلاء المستشفيات الميدانية، من خلال إشاعة بانتشار التيتانوس وتم تطهير المستشفيات، وهي كانت تعد للحرب.

وتطرق «الغباري» للحديث عن الإعداد الاستراتيجي للقوات المسلحة المصرية لحرب أكتوبر، بعد تفكك التشكيلات بحرب 67، وكان لا بد من الدفاع عن قناة السويس بالقوات الموجودة، واستمرار التدريب والاستعداد القتالي، وتجهيز المواقع وإعادة تنظيم القوات المسلحة بالكامل لمجابهة العدو، وكل ذلك تحت ضغط، وتم تشكيل الجيش الثاني والثالث والتواجد على الجبهة، وتشكيل فرع الدفاع الجوي، مع وضع الاعتبار الانضباط العسكري القاسي، مع  التوجيه المعنوي والتخلص من روح الهزيمة بين الناس، وكان للأزهر كانت له مهمة كبيرة جدًا لاستعادة الروح المعنوية.

 

تجهيز مسرح العمليات

وأضاف أنه تم تجهيز مسرح العمليات وإنشاء طرق ومدقات، وتم إنشاء طريق بورسعيد دمياط في أسرع ما يمكن، لأن بورسعيد هدف استراتيجي، ونقل التحصينات، وكان ذلك جهدًا كبيرًا على المعدات القديمة.

وأوضح أنه تم اختيار مبدأين من مبادئ التدريب في الجيش وهما التدريب على كل ما هو ضروري للحرب، والتدريب على مسرح الحرب، وكيف يمكن عبور الساتر الترابي وتثبيت الكباري والبرمائيات والمعديات، وبدأنا عمل خطط لتجهيز الأماكن التي كنا نحتاج العبور منها واكترها تحت نظر العدو، وذلك من خلال خداع عمل صيانة للأماكن وأخرى تحت الاشتباكات، مشيرًا إلى أن الإعجاز كان بالقدرة على إحداث 81 فتحة في الساتر الترابي، وكان الخداع أيضًا عند شراء الطلمبات من الخارج.

وأكد أن المقاتل المصري تحمل مهام كثيرة، من بينها عبور الساتر والوصول للضفة والتي يجب أن يحمل المؤن واحتياجاته والتي تزن 200كيلو، وتم تصميم جاكيت خاص للجنود يستطيع أن يحمل الاحمال في جيوب متناسقة ليعطي توازنًا للجندي أثناء صعود الساتر.