اعتزازًا بالحرب المجيدة.. «الدستور» داخل مستعمرة 6 أكتوبر بأسوان (صور)
لم تكن ذكرى تضحيات أبنائنا البواسل من القوات المسلحة وانتصاراتهم العظيمة تزامنًا مع العاشر من رمضان مجرد ذكرى عابرة في التاريخ، بل أنها كانت وستظل محفورة على مدار السنوات في قلوب المصريين والعرب أجمع، حيث جسد جميع الجنود والضباط بجيش مصر العظيم معركة لا مثيل لها للدفاع عن كل شبر في الوطن ورفع اسم مصر طوال العمر.
وتزامنًا مع حلول ذكرى العاشر من رمضان الغالية على قلوب جميع المصريين، ترصد «الدستور» تاريخ إحدى المناطق التي تم إطلاق اسم 6 أكتوبر عليها اعتزازًا وتقديرًا لجهود أبنائنا في المعركة التي سطرت اسمها في التاريخ بدماء أبنائنا البواسل من جيش مصر العظيم.
مستعمرة 6 أكتوبر تقع في منطقة السد العالي شرق بمدينة أسوان أطلق عليها هذا الاسم بعد حرب أكتوبر المجيدة اعتزازًا وفخرًا بجهود كل من شارك في المعركة التي استطاع خلالها أبناء الجيش المصري إثبات قوتهم وشجعاتهم أمام العالم أجمع ومدى استعداداهم للتضحية بأرواحهم وبكل قطرة في دمائهم فداء الدفاع عن وطنهم.
مع تجولنا داخل مستعمرة 6 أكتوبر نجد أن يغلب عليها الطابع الزمني حتى الوقت الحالي، حيث أنها كانت في الماضي بلوكات، وهي عبارة عن غرف كبيرة الحجم مجاورة لبعضها، ولكن حاليًا منازل قديمة ما زال بعضها يحتفظ بنفس هيئته القديمة، كما أن هناك منها ما زال يحتفظ بالأحجار الملونة والأبواب الخشبية للمنازل.
ومن جانبه، قال محمد النوبي، أحد أبناء بناة السد العالي، وضمن أقدم سكان المنطقة، إن مستعمرة 6 أكتوبر تم إنشاؤها سنة 74 بعد الانتصارات العظيمة التي حققها جيش مصر الباسل لذلك اطلق عليها هذا الاسم، وأن هذه المستعمرة كان يعيش فيها تزامنًا مع وقت بناء السد العالي العمالة غير المنتظمة من العمال والمقاولون المغتربون المشاركون في أعماله، الذين عادوا إلى بلدهم مرة أخرى بعد اكتمال مراحل بناء مشروع السد العالي، وأصبحت حالتها شبه مهجورة.
وأضاف أن بعدها أعادت هيئة السد العالي تطويرها مرة أخرى لتصبح مؤهلة لسكن العائلات من عمال السد العالي وعائلتهم الذين بعضهم أيضًا شارك في حرب أكتوبر المجيد، وأنه منذ ذلك الوقت وبعد تحقيق انتصارات الحرب المجيدة أطلق عليها مستعمرة 6 أكتوبر.
وأوضح أن المستعمرة بنظام البلوكات إلا أنه بعد إعادة تطويرها أصبحت حاليًا لسكن العائلات وليس كما كان وضعها في السابق، حيث أنها في الماضي كانت عبارة عن بلوكات مكونة من مجموعة من الغرف يجاور بعضها البعض، أما دورات المياة كانت مشتركة، ولكن اختلف الوضع وأصبح لكل سكن دورة المياه الخاصة به.
وأوضح أنه ما زال حتى الوقت الحالي يقيم في مستعمرة 6 أكتوبر أبناء وأسر عمال السد العالي الذين توفاهم الله، بجانب أن بعض من أسر الأبطال المشاركين في الحرب المجيدة، الذين من أبرزهم أسرة البطل نبيل محمد حسن، الذي كان ضمن جنود الصاعقة في حرب أكتوبر، واستمرت مدة التحاقه بالجيش 7 سنوات وانتهت عام 74، ثم التحق بالعمل وتم تعيينه في السد العالي، وكان والده ضمن عمال السد أيضًا.
