«مدينة لا يجوع فيها أحد».. أهالى برج البرلس بكفرالشيخ يطعمون فقراءهم طوال العام

جدول منتظم للعمل لا يكسره أحد، أعد بفضل تنسيق أولي بين مالكي مطاعم خيرية، وجبات مغلفة وقائمة محتاجين وبعض المساعدين لتوصيلها، شوارع وأزقة تفوح منها رائحة طعام مصري أصيل سوي «على نار كرم لا تنطفئ»، وملحه أصالة المدينة التي لا يجوع فيها أحد، هنا «برج البرلس» بمحافظة كفرالشيخ. 

أهالي مدينة برج البرلس ضربوا أروع الأمثلة في التكاتف والتعاون والكرم للوقوف بجانب بعضهم البعض، إذ قاموا بإنشاء عدد من المطابخ الخيرية لتوزيع الوجبات على المحتاجين وغير القادرين طوال العام وليس في شهر رمضان فقط، لتصبح هي المدينة التي لا يجوع فيها أحد كما أصبح الجميع يتحدث عنها ويقومون بالثناء على أهلها.

يقول رءوف عبيدي، مسئول بأحد المطابخ الخيرية، اشتهرنا بين مدن المحافظة أننا المدينة التي لا يجوع فيها أحد، بسبب مطابخ الخير المنتشرة في المدينة وتعمل على إطعام الفقراء والمحتاجين طوال العام، إذ يعمل كل مطبخ من المطابخ الثلاثة المنتشرة في المدينة على توزيع مئات الوجبات الأسبوعية فضلًا عن آلاف الوجبات طوال شهر رمضان الكريم، سواء المطبوخة أو النيئة حسب قدرة كل شخص واستطاعته للطهي أم لا.

وتابع عبيدي حديثه لـ«الدستور»: «نحن كمطبخ خيري رئيسي بالمدينة نعمل بشكل أسبوعي بالتنسيق مع المطابخ الأخري حتي لا يتعارض هذا اليوم مع مطبخ آخر، ولكن في رمضان المطبخ وباقي المطابخ الخيرية الأخري تعمل بشكل يومي ونضاعف عدد الوجبات، ونحن نستهدف كبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة وكذلك المطلقات والأرامل ذوي الدخل المنخفض، ونراعي تعففهم لأقصى درجة إذ لا يعرف بياناتهم أحد غير مسئولي المطبخ، ونقوم بتوصيل تلك الوجبات لباب منزلهم دون لفت النظر حتى، حفاظًا على تعففهم، وهو ما يشجع الكثيرين من غير القادرين على التقدم إلينا لطلب الوجبات.

ياسمين فارس، مسئولة أحد المطاعم الخيرية بالمدينة، تقول إنهم يعملون في إطعام غير القادرين طوال العام منذ عدة سنوات حتى بدأت الفكرة تعم المدينة، موضحة أن هذه المطابخ قائمة على التبرعات المادية والعينية من أهل المدينة فيما بينهم، وحاليًا في هذا الشهر الكريم يكثر الخير والتبرعات فنقوم بتوزيع آلاف الوجبات، فضلًا عن قيام المطابخ الأخرى أيضًا بتوزيع آلاف الوجبات خلال الشهر الفضيل، ومئات الوجبات بشكل أسبوعي طوال العام، حتى أصبحت برج البرلس «مدينة لا يجوع فيها أحد».

وأوضحت ياسمين، خلال تصريحات خاصة لـ«الدستور»، أن الوجبات مكونة من «أرز - سلطة - بروتين - خضار - فاكهة وأحيانًا حلويات، ولكن بحكم أننا مدينة ساحلية فيكثر في الوجبات الأسماك المختلفة، داعية كل القادرين على تكثيف تبرعاتهم من أجل الاستمرار في إطعام غير القادرين والوقوف بجانبهم دائمًا».

وأضاف الحاج محمد شرابي، مسئول بإحدي الجمعيات الخيرية بمدينة برج البرلس، أن إطعام الغير قادرين أصبح سمة من السمات المميزة التي تشتهر بها تلك المدينة الساحلية والتي يعمل أغلب سكانها في مهنة الصيد، وأنه حتى مهما ضاق الحال عليهم فهم لا يتنازلون أبدًا عن إخراج التبرعات من أجل الإطعام وخاصة في شهر رمضان الكريم.