رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«أمات دقون».. «سره الباتع» يسرد معارك الصوفية مع الإخوان

أفيش المسلسل
أفيش المسلسل

في الحلقة الأولى من مسلسل «سرّه الباتع»، وأثناء بحث الطفل «حامد» عن مقام «السلطان حامد وسره»، يتجه في بحثه للعديد من الشخصيات التي يعرف أنها على عِلم بالمقام وأسراره، والتقى شخصية من شخصيات المسلسل وصفه «حامد» بأنه أول من تعلم بالبلدة.

وقال له الطفل «حامد» عن مقام «السلطان حامد»: «فيه ناس بتقول إنه كان وحش أوي»، ليرُد عليه الرجل: «قصدك أمات دقون، اللي مطلعين عليه إنه كان بيدي عهود للنسوان ف أوضة ضلمة وإنه كان سكير، لا يا حامد، السطان كان راجل تقي، كان بطل».

وللعبارة مدلول كبير لا يعرفه إلا من عاش في صعيد مصر، حيث ليالي الذكر والمديح، والتصوف الروحاني القادر على جذب الجميع إليه.

معارك الصوفية مع الإخوان

منذ نشأة جماعة الإخوان كانت هناك حروب خفية بينها وبين الصوفية، وأحيانًا كانت هذه الحروب الخفية تظهر للعلن، فالإخوان كانوا ينجحون في تجنيد القليل من أبناء النجوع الذين كانوا يرون في مظاهر الاحتفال بالأولياء ولياليهم بدعا غريبة، وكان السواد الأعظم من الشباب يحبون الأولياء؛ لأن العديد منهم تمكن من حفظ القرآن وختمته، حتى إن هناك الكثير من القصص عن الأولياء ومحبتهم تنتقل من صدر إلى صدر.

مباركات الأفراح

وصلت فكرة الإيمان بالأولياء إلى زيارتهم في ليالي الحنة، وهي الليلة التي يأخذ فيها العروس عروسه ويصعد إلى الجبل، حيث يسكن الولي في مقام من الأحجار أحيانًا ومن الخشب أحيانًا أخرى، ولكن معظم النجوع في أسوان والأقصر وقنا كانت لهم شيوخ يحتاجون لمباركتهم للزواج، حتى إن العرف الذي ساد حينها هو عدم مباركة الشيوخ للزيجة هو حكم بفشلها، ونادرًا ما كان يعصي أحدهم الأمر ولا يذهب للشيخ ومنح المقام الشموع والرايات المخضبة بالحناء وأيضًا الحصر التي يجلس عليها ضيوف الولي من الزوار.

الإخوان وصعيد مصر

وسط كل هذه الأجواء ظهر الإخوان وحاولوا السيطرة على صعيد مصر من خلال إقناع الجميع بأنهم جماعة دعوية، أي أنها تدعو لعبادة الله وترك نواهيه، فكان الرجال في الصعيد يتعجبون من هذا الأمر ويستنكرونه، وكان الشيوخ يضحكون فكيف تطلب عبادة الله من أناس هم يعبدون الله فعلًا، ومعظمهم حافظ لكتاب الله منذ صغره، لكن الإخوان ذكروا تحريم زيارات الأولياء، وعدم التبرك بهم، وعدم إقامة المديح وليالي الذكر، فكان في هذا طردهم من كل بيوت الصعيد، حتى إن القليل ممن اتبعهم كان يعتبر منبوذًا في بعض الأحيان، ومقبولًا في أحيان أخرى حسب قربه من الناس وسيرته.

الشيوخ وهجومهم على الإخوان

كان لشيوخ الصعيد الكثير من الفضل في رد الشباب الذين كانوا يجدون الإخوان فصيلًا ينبغي التقرب منه، فكانوا يعتلون المنابر ويذكّرون الجميع بأنهم جماعة دموية وأن الدين المعاملة، وأن الوسطية هي دين الله، وأن المتصوف الجميل لا ينبغي أن يرى الأمور على عكس ذلك، حتى إن هناك مقولات لشيوخ في جنوب مصر وحكايات تذكر كيف وقف الشيوخ والمتصوفة مثل متراس منيع ضد هذه الجماعة، وكانوا يرون الانضمام إليها ضلالا وغيا، وأن رب القرآن جعل القرآن للجميع ولم يفضل طائفة على طائفة، وأن الجماعة كلها بدعة وضلال.

مسلسل «سره الباتع» مستوحى عن قصة بنفس الاسم للأديب الكبير يوسف إدريس، وكتب لها السيناريو والحوار خالد يوسف، وأخرجه أيضًا، وشارك في التمثيل كل من: أحمد فهمي، أحمد صلاح السعدني، صلاح عبدالله، أحمد وفيق، وغيرهم، والمسلسل من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية.