رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس الجامعة: الأزهر سيظل مرابطًا على الثغور الدينية والفكرية للأمة

الدكتور سلامة داود
الدكتور سلامة داود

أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، أن اللغة هي الوعاء الذي يحمل فكر الأمم وثقافتها، والأزهر الشريف كان ولا يزال وسيظل- بإذن الله- مرابطًا على الثغور الدينية والفكرية للأمة حارسًا للغة، كاشفًا لكنوز أسرارها.

جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح المؤتمر العلمي الدولي الرابع لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بالقاهرة، الذي عقد تحت عنوان: «اللغة الأم والانتماء الوطني».

وهنأ سلامة داود- في بداية كلمته- إدارة الكلية والقائمين على المؤتمر ومنسوبي كلية الدراسات الإسلامية على نجاح عقد المؤتمر، مشيدًا بحسن التنظيم واختيار الموضوع الذي اتخذ من اللغة شعارًا ودثارًا، وجعلها ركيزة من ركائز الانتماء الوطني.

وقال داود إنه وإذا سُمِّيَتِ اللغة في عنوان هذا المؤتمر بأنها (الأم)؛ فإن أمومتها تحتاج من كل ناطق بها ودارس لها وباحث فيها وعاكف على معانيها ومبانيها ومغانيها، إلى البر بها وخفض الجناح لها، والوفاء بشيء من حقها، مع اليقين بالعجز عن الوفاء، ولكن علينا بالسداد والمقاربة، كما أمرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم في قوله: «فسددوا وقاربوا».

وأشار رئيس الجامعة إلى أن اللغة العربية لها في عنق كل متحدثٍ بها متمرسٍ في مبانيها ومعانيها دَينًا يجب قضاؤه، وحقًّا يجب أداؤه، فليسأل كل منا نفسه: ماذا قدمتَ لها؟ هل تترك صفحة الدنيا دون أن تضيف إلى صفحة اللغة سطرًا أو تترك لها وديعة فتنبئ بوجُودك عن جُودك؟ 

وأكد أن قيمة العلم في أن تتعدى فوائده عالمه؛ فالعلم لم يوجد ليُكْتَمَ ويُسْجَنَ في صدور العلماء؛ فالذي يبخل بعلمه عن الناس ما هو بعالم؛ لأن قيمة العلم في نشره والإفادة به، وعلم لا يُنْشَرُ كَنْزٌ لا يُنْفَقُ منه؛ ولا يمكن أن يتصور شيء من نشر العلم والإفادة به إلا عن طريق اللغة، فللبيان المنة الكبرى على العلم؛ فلولا البيان لما انتشر العلم، ولا تعدى قلبَ العالم وعقلَه وفكرَه.

وأضاف أن العقول مطوية على ودائع جميلة من المعاني والمعارفِ تشبه الأزاهير في جمالها، ولكن هذه الأزاهير لم تُفْتَقْ كمائمُها ولم تَرَ النورَ بعدُ، والبيان هو الذي يَفْتُقُ هذه الأزاهير عن كمائمها لترى النور، وتزدانَ بها الحياة، وتشرقَ ببهجتها، والبيان أيضًا صورةٌ صادقةٌ أمينةٌ لما انطبع في النفس من المعاني والعلوم، فالكلام آلةُ تصويرٍ تُخْرِجُ نسخةً «فوتوغرافية» لما في النفس، والألفاظ ما هي إلا صورٌ ومرايا تعكس نبض قلب المتكلم وحركةَ نفسه.

واختتم كلمته بالترحيب بالحضور، مؤكدًا تطلعه إلى الخروج بتوصيات واضحة محددة، ذات جوانب عملية وتطبيقية، مطالبًا وسائل الإعلام وجميع المؤسسات المعنية ومناهج التعليم بالالتزام باللغة العربية، والاهتمام بالتوعية بفوائدها، والتثقيف بها؛ حتى يعود إليها شبابنا وتستقر في نفوسهم ووجدانهم وتزيد من انتمائهم الوطني والاعتزاز بهويتهم.